السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه القصة عزيزة علي كثيرا كتبتها في عام 1999 على ما اظن والقيتها في اكثر من امسية رغم اني اتذكر تفاصيلها لكني أضعت تتمتها وهذا ما بقي منها ريثما أجدها أضعها أمامكم
في قلب الرَّحى
إِشارة حمراء،صغيرة..ستكبر أَكثر..أمامك، لن تستطيع تخطيها، إشاراتٌ حمراء تحيط بك،مُعبَّأٌ أنت…معبَّأٌ بكلِّ شيء و مُقيَّدٌ أَيضاً، مُقيَّدٌ في الخارج و حرٌّ طليقٌ بداخلك..ستهرب من أهلك و ستجتاز الممرَّ الضَّيق لتجلس في الحديقة الخضراء الرَّحبة تحت أَشعَّة الشَّمس الصفراء تكلِّم الطُّيور و الأعشاب..وحيداً في الحقيقة الوحيدة..يلمح منك بوادر التفكير..التعمق فيه،خائفٌ أَنت و حائرٌ..ستحول أَدقُّ دقائقك إلى زلزال وستصرخ.
خائنةٌ..تنظر من حول حديقتك لا أحد يسمع صوتك أو يكترث بوجودك ،تتابع..خائنة..لكنَّني اكتشفتُ ذلك متأخراً_كان عليَّ أَن أَعلمَ بذلك_بأنك متأخر_بأنها خائنة،كنت على الأقلِّ سأُحاول معالجة الأمر_ستحاول_سأحلُّه..لم أَكن لأَدَعَها تستمرُّ في ذلك..إِنَّها رغم كلِّ شيء امرأة و المرأة ضعيفةٌ بطبعها و عاطفيَّة_لكنَّها أقوى منك_تتمتم..أقوى منك و أعقل_يُزبد فمك،تحرِّكُ رأسَك لن تنكرَ ذلك و تستعيدُ لحظة خيانتها_هلِ الخيانةُ
قوَّةٌ؟!..أَنتَ تعتبرُها خائنةً،هي لا تقولُ ذلك،لا تقوِّلْها ما لا تقول_لقد صارحتها بكلِّ شيء..كلُّ شيء فأخذتْ حقيبَتَها و غادرتِ المنزلَ_و لماذا تركْتَها تغادر؟_لأَنِّي.._لأَنَّك ضعيفٌ لا تقدر أن تحسِمَ أُمورَك..بل تترُكُها حتَّى تُفاجأَ بتراكمِها و تحاولُ دفعَها مرَّةً واحدة..و كعادتِك تحاولُ صنعَ المعجزات و لمَّا تعرفْ بأنَّ زمانَ المُعجزاتِ ولَّى.
_هناك خطأٌ في الموضوع، أنا أعرِفُ أَنَّها ليستْ كذلك و أُدركُ حقيقةَ شعورِها و أَثقُ بها ثقةً عمياء..كانتْ ليَ الصَّديقةَ و الحبيبةَ و الأُمَّ و الزوجةَ، أَتعرفُ ذلك أمْ فؤادُك غيرُ عارف..كنَّا كطيرٍ واحدٍ، كغيمةٍ ماطرة..كسماء زرقاء..حياتنا كلُّها زرقاء..واسعة
رحبة،تعرّفْتُ إليها في السَّنة الرَّابعة و أخذَتِ الأيَّامُ تنسابُ كشلَّالِ ماءٍ باردٍ يُسكبُ من أعلى السَّماء،حيثُ كنَّا نطيرُ بالرَّغم من أصدقائي المتزوِّجين قد حذّروني منَ الزّواج من طالبةٍ جامعيَّةٍ و خاصَّةً منَ السَّنة الدِّراسيَّةِ ذاتِها، و أَكَّدَ لي صحَّةَ تحذيراتِهم نسُبُ الارتباطِ القليلةُ جدَّاً في السَّنواتِ الأخيرةِ منَ الدِّراسة..لكنِّي لم أعبَأْ بهم000
لعلي أدفع الثمن الآن000 كانت أيام الخطبة أياماً هبطت علينا من السماوات العلى 000
كيف قلبت حياتي مخملاً و زنبقاً وياسمين كيف أصبحت حياتي عينين ناعستين جميلتين
يا لتلك العينين الناعستين000يذهب فكرك إلى أول لقاء بها 000من بين جميع الحاضرين كانت هي بهدوئها و رصانة كلماتها وإيمانها نظراتها تشكل المكان بتحصيناتك المثقفة وغير المثقفة وما تنفعك الثقافة الآن وفي لحظة الميعاد كانت الأرض تعلن ولادتها 000
التفت العيون بالعيون 000عينان ناعستان جميلتان محدبتان 000لم أشعر بأي شيء لحظتها ـ وما يشعر الثمل بأي شيء لحظتهاـ كنْتُ مذهولاً، كنتُ ثملاً_في المساء كانت أحشائي تضطربُ_شعور ما بعد الثَّمل_لم أعدْ للطَّعام و الشَّراب_تريدُ إعادةَ الكرَّة..تحسبُها خيالاً..ما زلْتُ صغيراً ولمَّا تعرفِ بأنَّ الرِّجالَ جميعَهم أطفال_أريدُ رؤيةَ تلك العينين النَّاعستين، و تلك الابتسامة الرَّقيقة و ذلك الوجهِ المليح_قلْ للمليحةِ في الخمارِ الأَسودِ_ماذا فعلتِ بطالبٍ متحصِّنِ_قُلِبَتْ حياتي و تزوَّجْتُ بعدَها،بالرُّغم من أُمَّك عارضَتِ الأمرَ لأنَّها تريدني لابنة خالتي كعادة كلِّ الأُمَّهاتِ ،ترضي أُختَها و أتعذَّبُ أنا،لكنَّك تتعذَّبُ الآن..ربَّما كان عليَّ أُرضي والدتي،لن تستطيعَ،فابنةُ خالتك تزوَّجت_تلك
الخائنة_عدْنا،لعلَّها الآن معه رتَّبتِ الأُمورَ بدعاءٍ و خبثٍ كأفعى رقطاء،بل قلْ كلبوة مثقَّفةٍ لم تجعلْني أُحِسُّ بشيء..موت بطيء حتى اكتشفت أنها تراه من وراء ظهري ،لعله أحد الزملاء ،ولربما كانت لها علاقة غرامية معه فمن يدري ماذا كان في حيلتها من غراميات –أين أصبحنا …لا تظلمها –هكذا هن كل الفتيات يركضن وراء نصيبيهن والنصيب يفر منهن وتقع أنت أنت نصيبها . تحاول كل فتاة أنتوقع باحدهم وتسحره بكلماتها
وجمالها وتغنجها وتقيم عليه رصدا منيعا فيركض صاحبنا المسحور الى أمه لتخطب له حورية فتفك أمه الرصد كالعادة لكنه لا يستيع ترك تلك الايام الغرامية وتنتهي قصة الحسناء والوحش بفشل حسنائنا بتحويل الوحش الى أمير يتزوجها في نهاية القصة بل قد نجحت في تحويل الامير الى وحش ينهشها …وبعد أيام تعود الحسناء وتزيد من كشف مفاتنها لتعيد كرة تحويل الوحش الى أمير- الامير الى وحش –ترى أي دور تلعب في الحقيقة ومن المسحور منهما –ستتذكر كلم صديقك –أي كلام نصحني بأن أخطب فتاة ما تزال