= إن المتأمل لسير الناجحين والمميزين على مدى التاريخ يلاحظ امتلاكهم للرسائل الايجابية التي تشجع الفرد على النجاح والتميز ومواصلة التألق، فالبعض يتلقاها كزهور رقيقة من والدته كما يروى عن شيخنا العلامة ابن باز رحمه الله، وهناك من تصله هذه الرسائل محملة بفيض من الحب والحنان من المعلمين والمعلمات، وهناك من حظي بمتعة تلقي الرسائل المفرحة التي تركز على إيضاح قدراته وطاقاته وتبرز نجاحاته وإبداعاته مغلفة بإطار بديع من المديح والثناء من الأحباب والأصدقاء.
وكذا حال نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم حيث كان يحفز الصحابة ويلقبهم بألقاب تناسب قدراتهم وطاقاتهم وإمكاناتهم فهذا سيف الله المسلول وذاك حبر الأمة وهناك الصديق والفاروق.
(وهذه إشارة نوجهها للغافلين عن قوة الرسائل الايجابية من الآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات).
لكننا مازلنا نرى في الجانب الآخر أناس لم يحظوا بتأييد من حولهم ولم يتذوقوا طعم الرسائل الايجابية من احد، لذا فمنهم من تنحى عن درب النجاح والتفوق، أما المبدع منهم فقد وقف صامدا واثقا بقدراته وبعقله الجبار الذي أكرمه الله به معتمدا على خالقه فأصر على مواصلة المسيرة غير عابئ بمن يحاول إيقاف الانطلاقة بكلماته الهزيلة.
وقد ابتكر هؤلاء المبدعون أسلوبا جديدا ساهم في دفع العجلة وشحن الطاقة وذلك بإرسال رسائل ايجابية من أنفسهم واليها دون انتظار ذلك من الآخرين، فهذا الملاكم المسلم محمد علي كلاي بطل العالم في الملاكمة عندما بدأ تدريباته وجد التجاهل من الجميع حتى اصدر قرارا ذاتيا بمنح نفسه لقب (البطل الأقوى في العالم) وسط سخرية من حوله واستهزائهم، لكنه أصر على ذلك وبات يكرره دائما على نفسه وأمام المشاهدين من حوله، حتى صارت تلك الرسالة الايجابية من الأسباب الهامة في سيطرته على بطولات العالم ولأعوام طويلة.
* باحث في التفكير الإبداعي
المصدر