حدثنا صديقه عن بعض مشايخه أنها كانت في غاية الذوق معه , في أوقاته تتفقده , وترعاه وتحفظ له سره , وأحسن الأشعار كانت ترويها له.. فغلب عليها حبه ولم تكن تدري أنه سيأتي يوما لتفجع في قوله وفعله .
راحت تبحث عن قصر الأمير بعد أن اشتد لهيب نارها وحرقة غدره بها
لكن من طيبة قلبها لم تكن تعلم أن حرس شرف الأمير قد أرسل إليهم برقية عاجلة أن لا يسمحوا له بالعبور والدخول .
لم تستسلم وراحت تنادي من بين الحشود والجنود أين أنت أيها الأمير أريد أن أسألك ببعض الأمور !!!؟؟؟..
سمع صوتها ولم تهن عليه استغاثتها فأرسل إليها الوزير وسمح لها بدخول القصر والعبور إلى قاعة الشرف واستقبال الضيوف
وقال لها لماذا أتيت إلي ياراوية الأشعار , وصاحبة المجد والعزّ والفخر في هذا الوقت المبكر !!!!؟؟...
فقالت له : أتأذن لي أيها الأمير وتسمع مني شكوى مقامتي !!!؟؟؟..
أنا ليلى الأخيلية وَصَلت ليلي ونهاري بهدف أن أسعده , وفرشت مهاد قلبي له , وحفظته في غيبته وحضوره , ولم أتأخر يوما عن خدمته , وزينة الشرف والعفاف تزينت به , وصنت له حرمة بيته , وأحسنت في تربية أولاده , وأشهى الطعام قدمته له..
أيهون يا صاحب الجلالة والفخامة أن يقول لي قولا مشينا يجرح كرامتي وكبريائي !!!؟؟؟...
انتفض الأمير من مجلسه ونادى على حاجبه :
بسرعة البرق اذهب إلى ناكر الجميل والمعروف , ولاتعود إلا والأغلال في يديه , ولاتبخل عليه وبالسوط اجلده وسألقنه والله أمام الحشود درسا لم ينساه , وبعدها في غيابات السجن سأرميه إلى أن يلقى حتفه ...
انتفضت ليلى أمام الأمير والدموع تملأ وجنتيها وهي تصرخ أمام الجموع :
لا .... لا .... لا أيها الأمير
أحسب العفو عنه حلما , والصفح لفعلته كرما , والسماحة مني له عزة وفخرا
وأنشدت تقول ما حفظته :
لست براضٍ من جهول جهلا ** ولا مجازيه بفعل فعلا
لكن أرى الصفح لنفسي فضلا ** من يرد الخير يجده سهلا
بقلم : ابنة الشهباء