موسم ُ التعب
(من كان يعقوبي الحزن، جلى عن بصره العمى، بطرح البشير اليه قميص يوسف) .. عبدالكريم الجيلي
وَجْه ُ العراق ِ حَزينٌ ...مِثل ُ حزن ِ نبي
ما نالَ مني ...وَلكِن ْ ... نالَ مِنْ تَعَبي
فيه ِ انْكِساري ... وَلَونُ الدَّمع ِ ...ليسَ سوى
مَسَّاً مِنَ الضَّوء ِ ... مَسْكُونَاً بِخَوف ِ صَبي
مَسَّت ْ ... تَجاعيدَه ُ السَّمراء َ... فانْصَهَرت ْ
تُعَتِقُ البوح َ دِفءً ... دَمْعة ُ العِنب ِ
كَم ْ طالَعَ الناس ُ ... في عَيْني بَراءتَه ُ
هُم ْ طالَعُوها ...وَلكِن ْ مِنْ وَرا حُجُبِ
انّْي سَئِمْت ُ حُرُوفي ... كَيفَ تطفِأُه ُ
وَعُمْق ُ نَظرَته ِ ... مَمْلوءة ُ الحَطَب ِ
كالغَيب ِ ... ما اتَسَعتْ ... لُغَة ٌ تُأَوِلُه ُ
وَلا بَلاغَة ُ يَنْبُوع ٍ ... مِنَ الشُّهُب ِ
يُكابِدُ النفْس َ... لا طَيْف ٌ يَمُر ُّ بِها
وَلا بِشارة ُ ثَوب ٍ ...عَنْ دَم ٍ كَذِب ِ
سَنابل ُ الضَّوء ِجَفَّتْ ... في دَمي ...ودَمي
عَرَقُ الحَصادِ... على أَرض ٍ مِنَ الذَّهب ِ
وَلكلّ ِ سُنْبلَة ٍ... مَعنى ً تُجسِّدُه ُ
فاسْتنْشَقَتْها نَسيما ً ... لَفْحَة ُ اللهَب ِ
أخْفى نُبوءَتَه ُ ... في الطّين ِ ...فاكْتَمَلت ْ
مَسَلَة ٌ ... تَتَهَجى لَوعَة َ القَصَب ِ
مازالت ْ الارْض ُ عَذراء ٌ ... وَالف ُ يد ٍ
دَقَّت ْ بكُلِّ مَسيح ٍ ... أذْرُع َ الخَشَب ِ
ما أُفرَغ َ العُمْر ُ ...إلا عاد َ مُمتلأ ً
يا آية َ الخلد ِ ...جاء َ الوَحيُ فاكْتَتِبي
يا آية َ الخلد ِ ...ما في القلب ِ مُتكَأ ٌ
لِحُزن ِ جيلَين ِ ...انّي ها هنا وأبَي
يا آية َ الخلد ِ ...هل ْ للنخل ِ مُعجزة ٌ؟
يُقلم ُ السَّعْف َ ...عَما في َّ مِن ْ كَرَب ِ
يا آية َ الخلد ِ ...كان َ السَّعْف في يَدِنا
واليَوم َ فوق َ قَفانا ...حُزمة ُ الحطب ِ
هذا النخيل ُ ... عَصيّا ً رُغمنَا أنِفَا ً
يَغفو وُقوفا ً... ونَجْني مَوْسِم َ التعَب ِ
..............
للشاعر عبد الاميرعلوان الشّيباني