هل لكَ حين تناديكَ أن تستجيب لصوت روحها !!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟....
الحواس زائغة , والأفكار مضطربة وهي تترقب من بعيد عالم ينبجس منه كنز السعادة , ويتلجلج فيه رعد الهوى ...
تحت وسائد الأحلام كانت كنوز الأمل الجميل , تملأ القلب بلؤلؤة صغيرة أقيم نظامها على نسق الصدق ,واستواء الوفاء .. غير متململة من وجودها ,وغير متراجعة عن جوهرة قلبها ..
تتنقل من تركيب إلى تحليل , ومن تحليل إلى تركيب .. لكن الشعور بوحدة العلاقة ما بين الفكر والقلب لا يمكن إلا أن يكون خالداً مخلّداً إلى الأبد...
ذاك هو الذي يبهر الفكر, ويعلو ما في الصدر ..
صفة من صفات الخلق الرفيعة , ليس هو إلاّ عبارة عن قطعة إنسانية قد نُسِجت من خيوط الهوى الصادق لتحوكها في ثوب العمر ..
بعد ذلك هل تريدُ أن تعرف مصدر هذا المنبع الإنساني الذي لا زال ثرّا صافيا في القلب !!؟؟..
إنه الحبّ الذي يمدّه بالعطاء , لينهض ويعلو إلى حيث الإخلاص , والصدق والوفاء , وأصل هذا الأمر جاء من سلامة الفطرة, وإخلاص الطوية ..
أيمكن لكَ أن تتصور العاطفة ومدى تأثيرها على النفس , وما وراء هذا التأثير !!؟؟..
الزمن والله قد أقرّ للقلب أنّه الحقّ والصدق , لتعلم النفس كلّ سوء يعترضها , وكلّ منفعة وَسَطت عليها , وإلاّ لكانت الحياة التي تحياها بلا غاية , ولا معنى , ولا هدف ..
هذه المبادئ الرفيعة تدعوها إلى بيانٍ أوسع , و أُسْلوب أنصع ليجذب القلب ,ويخلب إليه اللبّ ..
من معاني الحب التي تسكن في النفس تستروح الروح مع نسيم الجنان , وتبصر نور الزمان, وهي تأمل أن تصل معكَ إلى وجه الاستقرار والأمان ..
فهل لنا أن لا ندع القلب تنهار قواعده لترجف منه الراجفة , وتزجر به الزاجرة !!؟؟؟..
وإذا ما أصُيب القلب , وانهارت قواعده فقد يلجّ بالضعف لينكر موضعه , وينسحب من مكانه ليرتمي في أحضان حمأة الشهوة , وسُفلة الرذيلة ...
إنّها حقيقة إنسانية كامنة في الروح والدم وذاك هو إعجاز الحبّ !!!..
النفس تود دائماً أن تستفيد من ماضيها, وحاضرها لتعدو مسرعةً به إلى مستقبل زمانها ...
ربما قد عصفت بها الأحزان , وهاجمتها الآلام .. لكن يجب عليها أن لا تقرّ بهذه الزلزلة , ولا تستسلم لها حتى تظلّ قائمة على أطلال الشرف , وصدق الحب , وهدي الإيمان ..
هدم ذلك لن يكون سهلاً بعد أن استقر معناه الأصيل في القلب !!...
صحيح أن ما بين الهدم , والبناء منزلة شعرة , لكن يجب علينا أن لا نترك القلب يتخاذل , بل يجمع ما بين فطرة النفس , وفكر الروح , حتى نوجّه الإرادة إلى ما هو فيه الخير والحبّ , والوفاء والصدق ..
حينها نجد أنّ الحس قد اهتزّ وربا ليزهر القلب , ويثمر الفكر وينبئ عن منزلة النفس الكفيلة بإعادة تحقيق النسبة ما بين المادة والروح ....
فابسط جناحكَ لهذا القلب , وأقم العدل لحبّكَ من رجاحة يقينكَ حتى ينفسح له الصدر , ويصفو منه الطبع , وتعلو معه النفس للكشف عن دخائلها ومذاهبها ..
فجأةً إذْ بالنفس تودّ أن تنفّرد ولو هنيهة واحدة مع ذاتها حتّى تتناول صفة البيان ..
لكن فجأة ترى أنّ وحي الإلهام لن يأتي بحالٍ من الأحوال إذا لن تتمسّك بِخُلق القرآن , وهدي حبيب الله الرحيم الرحمن ...
النفس الأبية الكريمة حين تلتزم بالهدي والإيمان كفيلة والله أن تأخذه إلى ما رواء حدود الآثام ...
تأخذه إلى تقويم الطبع , وتثقيف الخُلق لتنزع منه كلّ منزع يدعو للسوء والشرّ , وتستوضح منه مذاهب الحكمة , ونزاهة الرأي والفكر ..
فلا تشدّد على القلب لأنّكَ لن تستطع أن تبعدَ عنه هذا الأدب النفسي الذي ألّفَ ما بين الروح والفكر...
تعلم أنّها أتت إليكَ على أحسن الوجوه لتستمتع معها فصاحة الروح , وتستروح في رياضها عذوبة القلب ,ولحن الحب والوفاء ...
وتأمل منكَ أن تبدأ معها بكلمة طريّةٍ , لأنّها بحقّ لم تعرف عنك إلاّ صدق الأمانة , وطُهْر الخُلِق , فهل لكَ حين تناديكَ أن تسمعها , وتستجيب لصوت روحها !!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟....
بالرغم من أنّ هناك حريقٌ ملتهبٌ يمتد على مساحة واسعة من القلب يدعو النفس للتساؤل من جديد :
ما دور هذا الحبّ !!؟؟....
هل أحدا هناك من يفهمه , ويعمل به !!؟؟...
للمحبّ موقفاً إنسانياً يربطه بمن يحيطون حوله , وله طموح مستقبلي , ودوره في الحياة دورا تنويرياً , لا دورا مأساوياً , حتّى ولو أنّ الحرائق تحرق كلّ ما في داخله , لكن يبقى يناضل لينير درب غيره بالحبّ الذي يسكن بين جنبات فؤاده ...
قد أسارع بالقول ... والبعض سيقول :
بأنّ الذي تتحدثين عنه عاطفياً أكثر منه موضوعياً !!!..
لكن تبقى النتيجة في حدود المنطق , ولا تدعو أبداً للتناقض .. فالدفاع عن التراث المعنوي والروحي هو الذي يؤدي إلى رصّ التراث المادي ..
وتكوين جبهة صامدة إزاء تلك الإرباكات , والعوائق التي تعترض طريقنا قد تزيد من قوّة البناء العاطفي والمادي على السواء , ليدفع بها إلى التمسّك بهدي الرحمن , وخُلِق القرآن , والحبّ والتسامح مع كلّ بني الإنسان ...
ومن هنا تأتي قيمة الكلمة الحيّة الصادقة ومدى تأثيرها على من حولها .. ولا يمكن لها أن تفقد موضوعيتها لتلجأ إلى عاطفتها بعد أن سكنت تلك المعاني القويمة بين جنبات روحها ...
فمسؤولية النفس هي فهم أسباب هذه اللواعج التي تلتهب في الداخل , لتتجاوز المحنة , وتنطلق إلى منظور القيم , ومبادئ الأخلاق التي أمرنا بها الرحيم الرحمن ...
قد تفشل ربّما في بعض الأحيان , ويغلب عليها الحسرة والندم حين ترى كثيراً من حولها في منأى عن تلك المبادئ السامية , والأخلاق القويمة .. لكن إذا كانت النفس صافية , ومطمئنة لمَ يجري في داخلها فالأمل سيبقى يسكن جوانبها ليدفعها إلى تحقيق أفضل ما عندها ..
وصوت الأمل دائماً يبقى هو الهدف الوحيد في تلك الحياة ..
وإذ بصوت يخترق الأعماق , ويجوب في الآفاق فيقول :
أيّ أملٍ تتحدثين عنه يا ابنة الشهباء !!؟؟..
أليس هذا هو سرابٌ , ووهمٌ !!؟؟..
ألم يدفعكِ هذا إلى الضياع في لجج الهمّ ,ومدلهمات اليأس !!؟؟..
لا والله !!..
إنّ هناك قضية متكاملة لا يمكن لها أن تتجزّأ لتتناثر مع حلكة الظرف , فالوفاق والتضامن مع هذه القضية لن يدفعني للبحث عن هوامش وهمية تعجز عن إيجاد فكر حرّ , وشخصية مستقلة ...
إنها نظرة أمل .. إلى المستقبل , وكل ما أتمناه أن أنقل تلك النظرة إلى دعوة السلام , وبرّ الأمان ..
ليس هذا لهوٌ ولا لعبٌ , بل هو حقيقة سكنت في القلب لتجمع
ما بين فطرة الروح التي فطرها عليها ربّ الخلق , وبين الحبّ الذي سكن جنبات الصدر , و أدعو الله العلي القدير أن يرشدني إلى ما فيه الخير والصلاح , والتقى والهدي والإيمان .....
بقلم : ابنة الشهباء