صباح الخير يا أمي
صباح الخير يا ندى
أماه غدا عيد المعلم وأريد أن أقدم لمعلمتي هدية ...
تكرمي يا بنتي , أنت ومعلمتك , فهي تستحق أكثر من الهدية , لأنها دائمة التعب والعطاء ,تفني حياتها , تسهر ليلها في الإعداد لدروس الغد , تهمل واجباتها البيتية ،تستيقظ باكرا حتى لا تتأخر عن دوامها , تشرح وتشرح ولا تمل , وترفع صوتها ليصل للجميع , وتدور بين التلاميذ لتشرح لهذا ولتتابع هذا ولترى حلّ هذا , وفي نهاية الدوام تعود متهالكة القوى تجر قدميها جرا , حيث تنتظرها أعمال البيت الشاقة من طبخ وتنظيف وجلي وترتيب وانتظار أفراد الأسرة ,ولا يحلّ المساء إلا وهي في حالة من التعب لا تحسد عليها .
- أكل هذا تقوم به المعلمة يا أمي ! والله إنه لكثير , كان الله بعونها , إنها تستحق أكثر من الهدية ,إنها تستحق الاحترام والتبجيل .
- نعم يا بنتي , ولكن لم تقولي لي ما نوع الهدية التي تريدين تقديمها لمعلمتك ؟
- لا أعلم ولكن سأفكر .
وفي اليوم التالي دخل التلاميذ الصف كلّ يحمل هديته , دخلت المعلمة , وقف التلاميذ وصاحوا بصوت واحد : صباح الخير يا معلمتي , كل عام وأنت بخير .
تقدم التلاميذ وقدموا هداياهم فرحين ، شكرتهم المعلمة وقالت : كل عام وأنتم بخير, هيا اجلسوا في مقاعدكم .
رفعت ندى يدها وقالت : اسمحي لي يا معلمتي أن أقدم هديتي .
- تفضلي يا ندى !
تقدمت ندى أمام التلاميذ ,وأخرجت بطاقة ملونة , وقرأت :
معلمتي الغالية ! إن كل الهدايا لا تساوي ذرة من تعبك ولا تعادل لحظة من لحظات ألمك , ومهما قدمنا لك لا يرتقي إلى سلم مقامك , ولا يعوضك إلا رؤية تلاميذك وهم ينالون الدرجات الأولى , ويرتقون سلم النجاح , لذا
أعدك أنا وزملائي بأن نكون من المتفوقين والناجحين ولا نرضى بأقل من الدرجة الأولى حتى نوفيك جزءا بسيطا من حقك علينا ,
وكل عام وأنت وجميع المعلمين بخير
فرحت المعلمة كثيرا وقبلت ندى وهي تقول :
حقا إنها أجمل هدية أتلقاها , شكرا لك يا ندى , وشكرا لكم جميعا