فكرت في هدية أقدمها لكم في هذا المنتدى .... تكون مصافحة أولى ... وتكون جديدة لم أضعها في مكان سابق قبل الآن .... وذهني اليوم مشغول بأمور لا تدع له وقتا يخلو فيه ليتأمل .... ولا يصفو ليكتب ..... فرأيت أن أنقل لكم كتابا ... تكون خلوتي به سعادة لي ... ويكون وقتي الذي أصرفه في نقله زادا لقلبي لا أحزن على فواته .... فاخترت هذا الكتاب الذي قرأته من زمن ليس بالبعيد ...أنق منه كلما أحسست في النفس كللا .... فإن أطلت فاغفروا ...
عنوانه ... دمشق ... صور من جمالها وعبر من نضالها .....
كاتبه .... ومن لا يعرف كاتبه .... علي الطنطاوي .. الأديب الفقية
(أعرفكم به مفصلا إن شاء الله )
والذي يتجاوز حقوق الطبع والتأليف هو أنا نشيد الربيع .....
من المقدمة ....
دمشق ... وهل توصف دمشق ... هل تصور الجنة لمن لم يرها ... كيف أصفها وهي دنيا من أحلام الحب وأمجاد البطولة وروائع الخلود .. من يكتب عنها وهي من جنات الخلد الباقية ... بقلم من اقلام الأرض فان ...
دمشق التي يحضنها الجبل الأشم الرابض بين الصخر والجبل المترفع عن الأرض ترفع البطولة العبقرية . الخاضع أمام السماء خضوع الإيمان الصادق .
دمشق التى تعانقها الغوطة الأم الرؤوم الساهرة أبدا . تصغي إلى مناجاة السواقي الهائمة في مرابع الفتنة وقهقهة الجداول المنتشية من رحيق بردى ... الراكضة دائما نحو مطلع الشمس ...
دمشق التي تحرسها الربوة ذات الشاذراوان وهي خاشعة في محرابها الصخري تسبح الله وتحمده على أن أعطاها نصف الجمال حين قسم في بقاع الأرض كلها النصف الثاني ....
دمشق أقدم مدن الأرض قدما وأكبرها سنا وأرسخها في الحضارة قدما كانت عامرة قبل أن تولد بغداد والقاهرة وباريس ولندن وقبل أن تنشأ الأهرام وينحت من الصخر وجه أب الهول وبقيت عامرة بعدما مات أترابها واندثرت منهن الآثار وفيها تراكم تراث الأعصار ....