ليتني لم أكن مسودة يوما تكتب على صفحاتي كلمات ثم ترمى بين طيات النسيان ،أو إلى القمامة القابعة في الأركان أو على جوانب الطرقات هنا وهناك، فكنت مثل القطط تأكل من خشاش الأرض وتحن إلى القمامة ،كنت مسودة تتاتى الكلمات فيها ثكلى بحب كبير فيه سمو وعزة ،لكني أجد ها اليوم مهجورة من كل أنواع العز والسؤدد ،فتنأى بي بعيدا عن كل شيئ في كل شيئ فيه تضاد، إلى حيث لا وجود للثقة . فعلا كانت ثقة عمياء في أنثى من الأنثيات اللواتي استطعن أن يكسرن الحواجز والعراقيل من جراء معرفتهن للمستور الذي اكتشفه وكشفه للاخرين أحد الكلاب الضارية التي تنهش في أسرار العباد لتبدي ذلك لكل من اجتمعت بهم، لا تبالي إن كان ذلك سيحدث أمرا اخر أم لا ،فعلا كان ذلك وكان ماقاله عبر أيام توالت وتوالى فيها الحديث عن الاخرين ،كانت تسمع في حيرة ،وكنت أبدو كاني ثعبان بين ثعابين يحتار خبيرها في اتقاء شرها إلى حين تجلت حقيقتي ، فلم أدر لماذا لم تجد ماكانت تسمعه عن مكري وخداعي؟كانت تنعتني بكل جميل دائما ،مقدرة لكل حركاتي وسكناتي ،لا تمل من قول كلام يحن ويرق له الفؤاد سرا وعلانية ،ناسية ما قيل عني حين اجتمعت كؤوس الشاي الثلاثة التي جمعت كل القذارة في رنات زجاجها ،وكأنها كانت مسودة بدون معنى ،مآلها صناديق القمامة ،فالنسيان .