مؤلفة كتاب ( شمس العرب تسطع على الغرب ـ أثر الحضارة العربية في أوروبا) حيث تقول : لقد شاء الله أن يظهر من الأوربيين من ينادي بالحقيقة ولا يغمط العرب حقهم، في أنهم حملوا رسالة عالمية، وأدوا خدمة إنسانية للثقافة البشرية قديما وحديثا. إن هذا النفر من الأوربيين المنصفين، لا يأبه من تحدي المتعصبين الذين حاولوا جهد طاقتهم طمس معالم هذه الحضارة العربية والتقليل من شأنها . " إن أوروبا تدين للعرب وللحضارة العربية. وإن الدين الذي في عنق أوروبا وسائر القارات الأخرى للعرب كبير جداً ، وكان يجب على أوروبا أن تعترف بهذا الصنيع منذ زمن بعيد، ولكن التعصب واختلاف العقائد أعمى عيوننا، وترك عليها غشاوة حتى إننا نقرأ ثمانية وتسعين كتاباً من مائة، فلا نجد فيها إشارة إلى فضل العرب وما أسدوه إلينا من علم ومعرفة، اللهم إلا هذه الإشارة العابرة إلى أن دور العرب، لا يتعدى دور ساعي البريد، الذي نقل إليهم التراث اليوناني ".وتقول " إنها سبه أن يعلم أهل العلم من الأوربيين ، أن العرب أصحاب نهضة علمية لم تعرفها الإنسانية من قبل ، وأن هذه النهضة فاقت كثيراً ما تركه اليونان أو الرومان ولا يقدرون هذا. إن العرب ظلوا ثمانية قرون طوال، يشعون على العالم علماً وفناً وأدباً وحضارة، كما أخذوا بيد أوروبا وأخرجوها من الظلمات إلى النور، ونشروا لواء المدنية ، إن هم ذهبوا في أقاصي البلاد ودانيها ، سواء في آسيا أو إفريقيا أو أوروبا ، ثم تنكر أوروبا على العرب الاعتراف بهذا الفضل ". " أن هذه النظرة الأوربية دليل على ضيق أفق الغربيين ، وخشيتهم قول الحق والاعتراف للعرب بفضلهم ، وخاصة أنهم قد غيروا وجه العالم الذي نعيش فيه ". " أن هذا الكتاب يهدف أيضا إلى تقديم شكر ، كان يجب أن يقدم إلى العرب منذ عصور قديمة".
شمس الله تسطع على الغرب أو شمس العرب تسطع على الغرب: أثر الحضارة العربية في أوروبة (بالألمانية: Allahs Sonne über dem Abendland: unser arabisches Erbe)كتاب من تأليف المستشرقة الألمانية زجريد هونكة يتناول تاريخ المسلمين وتأثير حضاراتهم وعلمائهم واختراعاتهم على الحضارة الغربية وما نجده في عصرنا هذا مرتبط بالحضارة الإسلامية، وتأثر اللغات الأوروبية باللغة العربية. وحضارة الأندلس.
تقديم المؤلفة للنسخة العربية
وقد قامت بتقديم مقدمة مؤثرة للنسخة العربية من الكتاب حيث قالت: «لم يكن، من قبيل المصادفة بتةٌ أن أكتب أنا السيدة الألمانية هذا الكتاب. فالعرب والألمان لا تربطهم فقط أيام دولتهم القوية، التي انقسمت الآن، والتي بدأت صعودها من جديد بقوة وحيوية وعزم؛ إنما هى رابطة قوية من الفكر والثقافة قد وثّقت العرى بينهما، امتدت جذورها في أعماق التاريخ، واستمرت على مرّ القرون ولا زالت آثارها حتى اليوم.
وقد ظهرت معالم تلك الروابط واتخذت طابع الصداقة والمودة منذ أوقف قيصر ألماني عظيم، أحب العرب وأُعجب بهم، سفك الدماء في وقت سادت فيه العداوة والبغضاء بينهما أيام الحروب الصليبية. فأحل بذلك الصداقة المتبادلة محل الكراهية والتعصب والعداء. ومنذ ذلك الحين نمت أواصر المودة بين ألمانيا والوطن العربي. وعلى الرغم من هذا -أقولها بمرارة- فإن الناس عندنا لا يعرفون إلا القليل عن جهودكم الحضارية الخالدة ودورها في نمو حضارة الغرب.
لهذا صممت على كتابة هذا المؤلف، وأردت أن أكرم العبقرية العربية وأن أتيح لمواطنيّ فرصة العود إلى تكريمها. كما أردت أن أقدم للعرب الشكر على فضلهم، الذي حرمهم من سماعه طويلا تعصب ديني أعمى وجهل أحمق. وكم سررت أن يترجم كتابي هذا إلى اللغة العربية حتى أستطيع أن أحدّث مباشرة قلوب العرب بما يعتمل في نفوسنا من المشاعر. وآمل مخلصة أن يحتل هذا الكتاب مكانه في الوطن العربي أيضا كسجل لماضي العرب العظيم وأثرهم المثمر على أوروبة والعالم قاطبة.
وأنتهز هذه الفرصة لأقدم شكري الخاص على كل ما لقيته من مودة أثناء رحلاتي وإقامتي في بلادكم، وأن أكرر الشكر لأصدقائي العديدين من العرب الذين أحاطوني بكرمهم ورعايتهم وعلموني أن أحب العرب والفكر العربي وأعجب بهما. في 6 أيلول 1962 بون ألمانيا»
من هي
زيغريد هونكه
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
Allahs Sonne über dem Abendland: unser arabisches Erbe
زيجريد أو زيكريد هونكه (26 أبريل 1913 في كيل - 15 يونيو 1999 في هامبورغ) كانت مستشرقة ألمانية معروفة بكتاباتها في مجال الدراسات الدينية، وحصلت على شهادة الدكتوراه عام 1941.
اشتهر عنها في آخر حياتها أنها كانت تنظر للإسلام نظرة معتدلة كما هو واضح من أشهر تراجم كتاباتها انتشارا في العالم العربي وهما شمس العرب تسطع على الغرب وكتاب الله ليس كذلك.
- حياتها
ولدت في كيل سنة 1913، وهي ابنة الناشر هاينريش هونكه، وزوجها هو المستشرق الألماني الكبير الدكتور شولتزا، درست علم أصول الأديان ومقارنة الأديان والفلسفة وعلم النفس والصحافة.
تناولت دراسة الأديان بموضوعية وتعرف بإعجابها بالإسلام والعربية وذلك بعد الحرب العالمية الثانية وسقوط ألمانيا حيث ذهبت إلى المغرب وعاشت سنتين في طنجة، ثم رجعت إلى ألمانيا واستقرت في بون لتقوم بتأليف كتبها المشهورة عن إنصاف العرب والمسلمين لا سيما الأندلسيين، مما أدى إلى تعرضها إلى حملات استياء في موطنها جعلها تنضم إلى بعض الجمعيات الوطنية الألمانية لكف الأذى عنها.- تعلمت اللغة العربية وأتقنتها وأخذت في قراءة الكتب العربية، والتاريخ العربي وبالأخص الأندلسي.
- نالت العديد من الجوائز الأكاديمية والتقديرية.
- قام بعض الرؤساء والأمراء العرب بدعوتها وتكريمها.
وقد قامت بتقديم مقدمة مؤثرة للنسخة العربية من كتابها: «شمس الله تسطع على الغرب» بعد ترجمته.
قيل أنها أسلمت في آخر عمرها قبل عام أو عدة أعوام من وفاتها. كانت وفاتها في هامبورغ عام 1999م.
- أراء زغريد:
- "لا إكراه في الدين: تلك هي كلمة القرآن الملزمة، فلم يكن الهدف أو المغزى للفتوحات العربية نشر الدين الإسلامي، وإنما بسط سلطان الله في أرضه، فكان للنصراني أن يظل نصرانيًا، ولليهودي أن يظل يهوديًا كما كانوا من قبل، ولم يمنعهم أحدٌ أن يؤدوا شعائر دينهم، ولم يكن أحد لِيُنزِل أذى أو ضررًا بأحبارهم أو قساوستهم ومراجعهم، وبِيَعِهم وصوامعهم وكنائسهم" [1]
- "وبينما عاشت النصرانية في ظل الحكم الإسلامي قرونًا طوالاً – في الأندلس.. وفي صقلية.. والبلقان – فإن "انتصار النصرانية على الإسلام – في الأندلس سنة 1492م – لم يَعْنِ سوى طرد المسلمين واليهود واضطهادهم وإكراههم على التنصُّر، واستئناف نشاط محاكم التفتيش التي قامت بتعقب كل من يتخذ سوى الكاثوليكية دينًا، والحرقِ العلني في احتفالات رسمية تحفُّها الطقوس والشعائر الكنسية لكل من اعتنق الإسلام أو اليهودية"..
"وحين تمكن صلاح الدين الأيوبي من استرداد بيت المقدس (583هـ / 1187م) التي كان الصليبيون قد انتزعوها من قبل (492هـ / 1099م) بعد أن سفكوا دماء أهلها في مذبحة لا تدانيها مذبحةٌ وحشيةً وقسوةً، فإنه لم يسفك دم سكانها من النصارى انتقامًا لسفك دم المسلمين، بل إنه شملهم بمروءته، وأسبغ عليهم من جُودِه ورحمته، ضاربًا المثل في التخلق بروح الفروسية العالية، وعلى العكس من المسلمين، لم تعرف الفروسية النصرانية أي التزام خلقي تجاه كلمة الشرف أو الأسرى.. فالملك ريتشارد قلب الأسد (1157 - 1199م) الذي أقسم بشرفه لثلاثة آلاف أسير عربي أن حياتهم آمنة، إذ هو فجأة متقلب المزاج فيأمر بذبحهم جميعًا.."[2]
- وتقول: "إن الإسلام أعظم ديانة على ظهر الأرض سماحة وإنصافا نقولها بلا تحيز ودون أن نسمح للأحكام الظالمة أن تلطخه بالسواد وإذا ما نحينا هذه المغالطات التاريخية الآثمة في حقه والجهل البحت به فان علينا أن نتقبل هذا الشريك والصديق مع ضمان حقه في أن يكون كما هو"[3]
- "لم يعمل العرب على إنقاذ تراث اليونان من الضياع والنسيان فقط، وهو الفضل الوحيد الذي جرت العادة الاعتراف به لهم حتى الآن، ولم يقوموا بمجرَّد عرضه وتنظيمه وتزويده بالمعارف الخاصة، ومن ثَمَّ إيصاله إلى أوروبا بحيث إن عددًا لا يحصى من الكتب التعليمية العربية حتى القرنين (16- 17) قدمت للجامعات أفضل مادة معرفية، فقد كانوا -وهذا أمر قلما يخطر على بال الأوربيين- المؤسِّسين للكيمياء والفيزياء التطبيقية والجبر والحساب بالمفهوم المعاصر، وعلم المثلثات الكروي، وعلم طبقات الأرض، وعلم الاجتماع، وعلم الكلام"[4]
- ^ سيجريد هونكه: الله ليس كذلك ص41،40
- ^ سيجريد هونكة: "الله ليس كذلك" ص20، 55
- ^ جريدة الغد: الأربعاء 14 تشرين ثاني 2007م، 4 ذو القعدة 1428 هـ
- ^ جريدة الغد: الأربعاء 14 نوفمبر 2007م، 4 ذو القعدة 1428هـ