ارتجال الوداع
(إلى محمود درويش)
تم السناريو زي ما انت كنت عايز
في النهايه ما انغلبتش
لما جاك الموت بنفسه
سبت كرسيك ليه عشان
ما يرمي زهرُه
كان ساعات بيغضّ نظره
حاشا لله
لو يسامحك كام دقيقه يمهلك
أو يضلّ طريقه من فرط الزحام
ويأجّلك
أسباب عديده ضمنها
غلطه كبيره ف القصيده
اما انقتلت ف كلّ مرّه
نسيت تموت
كان الحضور ملء الغياب
اللي نقص
وانت اللي رُحت تكمّله
أول ما نمت عشان تطير
. . . .
قبل المعاد كنت اتولدت
امّا ناداك البحر مرّه
في عزّ ليلك
وانت بتردد تراتيلك
تحنّ لخبز أمّك في الهزيع
قِدت قنديلك ونوّرت الحياه
كل حرف من البديع
التهب بالحب لمّا حلّ فيك
وامتزج بالكون
وضمّيته تفتش
عن نهايات الجنوب
سبت نفسك تغمس الريشه تلوّن
بالدما الحكايات بسيرتك
والهوّيه
دمّك الطالع على الجدران
مع الفجر اللي شقشق
من أنامل أرض باحت لك
بأسرارها الكتير
العصافير
مدّت المناقير إليك
سال النشيد
وبنظره عمدّت الأسامي
م المطر ع البحر
من طعم الخريف والبرتقان
غيم الغموض الخفيف
ومن الحفيف
لحظة جماع البرق والأصوات
ومن ظلّ المعاني:
التراب
هو امتداد الروح
والحصى جناحين
الإيدين
هيّا رصيف الجروح
الجسر برزخ مابين
دنيا وآخره
منفى وخريطه للغياب
ومن الحنين
يشعّ زهر اللوز
تستلّ غصن من الغصون
ينسف دروع الفاتحين
. . . .
شايل صليبك
السراب حاديك تجيب بكره
تعيد للأمسِ إرث الذاكره
وف غفله منا ييجي بكره
يسرق الماضي ويرحل
الزمان الرخو يحضر
. . . .
ف الحصار
اتولدت من الغبار
أصغيت لنبضك في الحصى
وعرفت صورتك م النزيف
في العالم الطافي على القتلى
الشهيد
حاصرك وغوّط جوّا دمّك
والولد
كان الخريطه والجسد
بيعلّمك كام مرّه مات
موش عشان الخلد لكن
لجل بيحبّ الحياه والأمهات
تنولد
حرّه على أرض الوطن
. . . .
خايف ليمتدّ الزمن ونصير
أسرى لدى فقه الحوار
وبكلّ حريّة نسلّم باختيار
للعبودية اللي ما تضرّش كتير
وانت عارف كالمعرّي إن البصيره
نور يؤدي للعدم والا الجنون
اكتب تكون
وافعل بدال ما تقول
يتحد
في المعنى ضدّين بالقصيده
من السكّين
الجرح يبرق ف السما فلسطين
يصرّخ
"بيروت خيمتنا ونجمتنا الوحيده"
السلاح هوّا المؤرّخ
يختفي المتفرجين
. . . .
كنت عاوز تبقى حيّ
وموش مهم إزاي وفين
والحياه
موت قليل
يقهر الموت الكتير
وامّا خاب ظن العدم
وبقيت كما عاوز تكون
فكرة . .
حوار الحالمين
انت اللي مغرم بالرحيل
على أي ريح كانت
وكاره للوصول
بتغافل العمر اللي جارح
وانت سارح ف القمر قبل الأفول
في لحظه ترتجل الوداع
ترحل
ويخضرّ السبيل
9 أغسطس 2008
شعر: أسامة فرحات