النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: خطـأ فـِي العُنوانْ... !

  1. #1 خطـأ فـِي العُنوانْ... ! 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية يوسف الباز بلغيث
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    الدولة
    بيرين / الجزائر
    المشاركات
    248
    معدل تقييم المستوى
    17
    أقصوصة :
    خطـأ فـِي العُنوانْ... !



    ... بضعُ خطواتٍ من عتبة بابِ القسم..
    أشارَ المتحاملُ على نفسه بيمناه متذمّرًا :
    - " هو هناك مشغولٌ فيما أظنّ بكتابةِ الشعر..كعادته.. !"..
    هكذا صرّح المديرُ للشاعر معلّقا على سخافةِ مَنْ أوصلَ له الشّكاية َ غيرةً و نكاية ً فيه.
    آخرُ دعوةٍ وُجّهتْ لهُ ، كانتْ كضربةٍ قاضيةٍ لهذا المكابر المغرور ..ثمَّ كيفَ لا يقيّمه أحدٌ وهو ذو نفوذ و سطوة ..
    في جلسةٍ مع المدير قبلَ أيّام ، أبدَى نيّتَه في أنْ يشتغلَ بالشّعر..فالقنواتُ و الجوائزُ و المسابقاتُ أصبحتْ على " القفا ".. ومَنْ سيُعلّق على إفرازاته المتناثرة ..هنا و هناك.. في غمرةِ كوْمَاتِ الرّماد .. !
    ...و جاءتْ لحظةُ الحسْم..المناسبةُ " يومُ العلم " ..الكلّ منتظرٌ – في غيابِ صاحبنا – الشاعرَ المتفتّقَ الجديدَ..
    جاء متحلـِّيًا بزيٍّ لمْ يكنْ قياسَه .. وما كانَ كذلك..و بدأتْ الحفلة..
    كانتْ مقدمة ُخطبتِهِ العصماءَ مؤخـّرةَ أسْوءِ تعبير ٍمبتذلٍ.. لأغبى تلميذٍ بالمدرسة..
    و بدأ الجميعُ في التحمْحُم..تغيّرتِ الأساريرُ..كثـُرَ الصّفيرُ و الضّحكُ ..
    رفع يده – وهي ممسكة بوردة حمراء جميلة ..كان قد قطفها حديثا من الرّوضة العمومية المجاورة – قاطعا الهرجَ.. بقوله : ".. عزمتُ على أنْ أشارككم الفرحة بقصيدةٍ ..عنوانها " خطأ في العنوان " ..كتبتها البارحة َ..
    و بدأ اللكلكة ، و الجمعُ ينظر إلى بعضه.. مُتمَاوجًا بين الدّهشةِ و الاستهزاء ، حتى أفرغ ما في جعبته من أدخنة ، و ما إنْ نزل حتى تقدّم إليه أغبى تلميذٍ عنده - بدأتْ علاماتُ الفطنة عليه لحظتها - بسؤالِهِ البريء :
    - " سيدي .. ! لماذا كان الناسُ يضحكون ..؟ هل قلتَ نكتة .. ! "..
    الغبطة التي ملكته بادئ الأمر..صارتْ قوسَ قزح.. و ذهبتْ أدراجَ الرّياح ِ..
    .. وقد تفطـّنتْ لهذا الموقف فراسة ُطفل ٍصغير ٍ..لفّ ماﭐنطبعَ في نفوس الآخرين تجاهَه ..وفي هذا اليوم الأغر.. !
    تأسّف زمنا.. ثمّ ردّدَ متحسّرا في نفسه :
    - " لِمَ أتحاملُ على أمْر ٍلا فضلَ لي عليه..و لا شرفَ لي فيه .. !؟ "
    ..كان مغفلا يحسبُ أنّ حبَّ الناس و الوقوفَ على رؤوس ِقلوبهمْ.. بالوقاحةِ أوْ باقتحام ِأذواقهمْ دونَ أيِّ أدبٍ..هو منتهى ما يجري من سخافةٍ..بينما فهمُ الإنسان لنفسه وﭐحترامه لها - و لو كان أبسط مخلوق ٍعلى وجه الأرض -هو منتهى الحبّ و الرّقيّ..ثمّ ﭐستدركَ الأمرَ..صعدَ المنصّة دونَ إذنِ المنشّط ..أخذ منه "الميكرفون" وبكلّ شجاعةٍ صرّح بما يلي :
    - " في الحقيقةِ أردتُ أنْ أختبرَ ذوقـَكُمْ..و لكنّي فوجئتُ بقولةِ تلميذي..الغبيِّ الذكيِّ،الذي نزعَ القناعَ عن كلّ المحاولاتِ لأنْ ننتحلَ أدوارَ بعضنا البعض ، حتى نبدوَ أفضلَ..فالجميلُ أنْ نقلّد و نحاكيَ الجميلَ ، و الأجملَ منه أنْ نبقى على سجيّتنا ..و لا حرجَ في أن نبديَ إعجابنا بمَنْ هو أكفأ و أفضلُ منّا ..!
    .. أنا آسفٌ جدا ..و أستسمح الجميع في أنْ أغادرَ الحفلة بشرفْ..! "
    صمتَ الحضورُ لحظاتٍ..ثم انطلقتْ التصفيقاتِ مُعبّرةً عن حال الرّضى..ممّا كانَ سيكونُ مُراوغة ًفاشلة ًبائسة..
    و تعلّم الأطفالُ حينها عِبَرًا و نصائحَ جمَّة ً ، إمتزجتْ بالأناشيد الرّقيقة و المسرحية الهادفة..و قرّرَ المفتّشُ أنْ يكونَ محورَ الندواتِ القادمةِ مثلَ هذه المواقف الجليلة التي تزيدُ أبناءَنا نضجًا و صلاحَا..
    الجزائر : 22/11/2007
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد: خطـأ فـِي العُنوانْ... ! 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    39
    معدل تقييم المستوى
    0
    أستاذي " الباز "
    لقد حرتُ في أيّ مكان أصنـّفك ..
    أ شاعرٌ أنتَ أم قاصٌّ أم مفكـّرٌ..؟..
    ما شاء الله عليك ، وحفظك الله و رعاك..
    و هنيئا بقلم ٍراق ٍمثلك يعبّقُ مربدنا الأغر..
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 رد: خطـأ فـِي العُنوانْ... ! 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية عاشت بلادي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    871
    معدل تقييم المستوى
    17
    قرأت وأعدت القراءة
    ثم أقفلت الصفحة وأعدت الان فتحها من جديد
    فهي لم تفارق مخيلتي
    ما زاد القصّة رفعة
    ذلك الأسلوب المشوّق المثير الذي تتميز به
    حياك الله
    ( حملة إنسانية لفك الحصار )
    رد مع اقتباس  
     

  4. #4 رد: خطـأ فـِي العُنوانْ... ! 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية يوسف الباز بلغيث
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    الدولة
    بيرين / الجزائر
    المشاركات
    248
    معدل تقييم المستوى
    17
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشت بلادي مشاهدة المشاركة
    قرأت وأعدت القراءة
    ثم أقفلت الصفحة وأعدت الان فتحها من جديد
    فهي لم تفارق مخيلتي
    ما زاد القصّة رفعة
    ذلك الأسلوب المشوّق المثير الذي تتميز به
    حياك الله
    الغالية " عاشت بلادي "
    لقد تحاملَ مدحُك على أنفاسي .. حتى خفتُ على نبضي من رقّـة حروفك..
    لا عُدمتُ نبضَك يا وردةَ المربد.
    رد مع اقتباس  
     

ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •