اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زاهية مشاهدة المشاركة


ترى الظمآنَ يركضُ دونَ وعيٍ
لغبِّ الماءِ من وهمِ السَّرابِ

يسلِّمُ نفسَهُّ قلبًا وعقلًا
لظنِّ العينِ سيَّالَ اللعابِ

ويهطلُ من روا الأهواءِ قطرٌ
شهيُّ الطَّعمِ معسولُ الشَّرابِ

يدغدغُ مابهِ من حبِّ نفسٍ
تعلَّقَها المنيعُ من العُصابِ

أسيرُ الوهمِ مسلوبٌ شغافًا
بأحلامِ الحياةِ من الكِذابِ

بهمِّةِ عاشقٍ يشتاقُ وصلًا
بخاطفِ قلبهِ رغمَ الصعابِ

يشقُّ الدَّربَ غذًا بالأماني
ويجتازُ العليَّ من السِّحابِ

وعندَ وصولِهِ ينهارُ ُصَعقًا
وزيفُ العين ِيشمتُ بالمُصَابِ

فيسقطُ جاثيًا والدمعُ دفقٌ
وبينَ ضلوعِهِ خفقُ اضطرابِ

يقلِّبُ بالأسى كفيْهِ خوفًا
من المعبودِ في لقيا الحسابِ

شعر
زاهية بنت البحر
يكفيكم فخرًا فأحمد منكم ***وكفى به نسبًا لعزِّ المؤمنِ



زاهية
أيتها الشاعرة المبدعة


فيسقطُ جاثيًا والدمعُ دفقٌ
وبينَ ضلوعِهِ خفقُ اضطرابِ



يقلِّبُ بالأسى كفيْهِ خوفًا
من المعبودِ في لقيا الحسابِ




وهذه من أجمل مقاطع القصيدة
وأكثرها تأثيرا في النفس من وجهة نظري

وقبل ذلك ..لا أدري لماذا لاحظت تماهي قصيدتك مع الصورة الرائعة التي وضعتها عنوانا لها
الطريق الممتد بين ظلال الأشجار الكثيفة
والذي لا ينبىء عن وضوح
ويغلفه الغموض وعبق الصور الشعرية

توشت قصيدتك بصور رائعة ..نظمتها حروف وكلمات عميقة
وأهم من ذلك كله أبدعتها شاعرة ..شديدة الإحساس بالصورة والكلمة

هدأت وهدأت نفسي وأنا أقرأ قصيدتك ..
ولعلي أدركت ..كم نركض ونلهث بلا طائل ودونما تحديد هدف واضح محدد

زاهية يا بنة البحر
أنت شاعرة تبللك الصور وتكسوك الأحاسيس
وجزالة الألفاظ ورقة السرد
بارك الله بك وتحياتي