قوة تجرفه إلى حيث لا يريد . أن يبتعد ويبقى الوجه الأزلي الذي عهده به قائما لا يتغير ولا يتبدل ولا يتبدد ضوءه الذي أضاء أياما بساعاتها ودقائقها ،يعد النجوم والناس نيام ،لا يشغل باله إلا أن يراها في أحسن حال ،لم يكن هكذا بهذا الضعف السائد، كأنه طوفان جرف كل لمسات جماله ،وهن وتأوه من مآل آل إليه كيانه، تغيرت حياته لتصير حبيسة للتي سلمها كل شيء، لكنها بالطبع كانت كاللواتي مررن بحياته من قبل فزين أنفسهن وكيانهن بكل جميل لم يدم طويلا وانتهى في وقت وجيز وكأنه كان طعما في شرك لينتهي الجمال ويقبع مكانه الأسف وكل الحسرة بالوقوع في شرك مؤلم مبيد لكل نعمة انعم الله بها على كل مخلوق من خلقه ،فطرد من جنة لا يرى مثيلا لها بين كل الأماكن التي جعلها البشر تحمل اسم جنة ، بدأت تتقلب بين عينيه صفحات كتبت عليها رموز و أرقام وكلمات صريحة ومبهمة ،هي من يعرفها فقط ولا أحد غيرها يستطيع ذلك ،كل اللحظات الجميلة التي مرت ذاكرة للأدب والخوض فيه مكانا وللحب مكان آخر، يسود كلامهما حديث عن الأيام وما حملت وما تأتي به من أحداث حزينة أو مفرحة ،وعن سمو الروح والكيان ،أو عن حياة سيطر عليها الواحد دون الآخر بأخطائه وعبثه دون ذكر لقيمة الاخر أو دوره فأصبحت كل دوائر حياته أمرا مفروضا لا مفر منه ، حبهن سواء ،هي حواء قابعة فوق ناصية كل كبير منا ، لتلقي به أرضا أو لتجعل حياته تتغنى بها الأرض والسماء ،ثم تنتقل إلى من هو أكبر وأسمى لتوقع به من جديد ،كان استعلاء منه أن يكون من ذوي القلوب الضعيفة فينهار نتيجة حب زائف جارف ،احتاط كثيرا في أن يقع ضحيته و كأنه كباقي الطيور التي احتاطت وانتبهت كثيرا قبل أن تحصد أجسامها شراك وضعتها أيادي الصيادين العابثين من بني البشر، كان يراها فيحسبها فراشة بل نحلة تتنقل من زهرة إلى أخرى لتنقل كل جميل من أريج وعبق ،لكنها غير ذلك تماما مادام كل شيء تغير فيها وفي كيانها ،لذلك قرر الابتعاد وهو لا يريد ذلك ،حسبها ويحسبها جنة حقيقية ،ولكن لا مفر من حقيقة تتجلى وتكشف الزيف ،لا يمكنه أن ينتظر الطرد علانية رفضا منه أن يكون منذرا كالشيطان إلى يوم القيامة وطمعا في الرأفة و الرحمة من أخريات شبيهات باللواتي حملن مشعل من كان إنسانا حقا أصله ثابت وهدفه سام ،فكان له ما أراد وما يريد،في طبعه وتطبعه كل السمو والبعد عما يخدش صفحات حياته أو حياة غيره .