*
لقاء حواري مع الأخ الكريم
علي الصيرفي
*
"... قال الرجل لقد تركه أخوته في الجب وهربوا، بكوا كثيراً في حضرة الأب وقصوا عليه قصة اختلقوها، عند الفجر مرت العير وانتشلتْ الولدَ الطيبَ، بين يدي امرأة جليلة طار بريقُ الصبي إلى قلبها فأحبته ودفعت ثمنه لأخوة تنكروا له، راحت القافلة وغاب الولد عن ناظر والده المفجوع بفقده ..."
"قصة البلوطة وسر المغارة والرجل الجليل"
علي الصيرفي
*
أحييك أخي الكريم في رحاب المربد المزهرة بكل حرف عربي أصيل ازدان بتحية الإسلام الخالدة ...
بحروف من مسك وطيب أجدد لك التحية، وبكلمات من أريج وشذا أهدي إليك هذا اللقاء الحواري، وقبل أن أبسط هذا الجسر الثقافي التواصلي على هذه الصفحة المربدية المشرقة، أرى في ما أرى أن أستهل هذا المقام المعرفي بتمهيد تأملي، وبباقة تليه من ورودك النثرية ...
بعد إهدائك حروف هذه الدعوة إلى هذا اللقاء الحواري، أستهل هذا المقام الحواري الأزهري بالبدء التالي:
للحرف العربي العتيق نبض جميل
لهذا الكائن اللغوي الحي أصوات، وأصداء، ونبر أصيل
ثم كيف بألق الخيال؟ وكيف بطعم الواقع؟
أحقا لن تفيد الكلمات المخطوطة والمسموعة في شيء يسير أو كثير؟
وكيف بالإنسان إذ يسير في ركاب الحق والخير، وقد نأى بنفسه بعيدا عن الباطل
والشر، وتبرأ من شرور أهوائه ومن متاهات العبث، ومن كل أمر هزيل؟
ثم كيف بحال المرء إذ يسعى وحيدا في القيظ، يمشي ويمشي ثم يمشي غريباً لا يريد إلا الإصلاح ما استطاع إليه سبيلا، وينادي
بكلماته وبأعلى صوته في قومه الرحيل الرحيل؟
*
وبعد ...
يستطيع المرء أن يلاحظ في غير عناء ودون مشقة إقبالا، مثيرا للفضول العلمي، على كتابة الأقصوصة والقصة القصيرة، وهذا يبعث المرء على المبادرة إلى السؤال حول هذا المنحى التعبيري الجلي البارز:
ترى هل الدافع الحقيقي إلى كتابة الأقصوصة والقصة القصيرة، يكمن في ما يسم هذه الكتابة القصصية من قصر الحجم، مما يوفر على القاص الإطالة والإسهاب وشديد العناء؟
أم أن الاقصوصة والقصة القصيرة أدب ليس من اليسير أو الهين طرق بابه، وأن القليل القليل مما يتلقاه القارئ من هذا اللون الأدبي التعبيري، هو الذي يصل أدب القص والحكي بسبب من الأسباب، في حين أن أكثر ما تتم كتابته ليس من هذا الأدب في قليل أو كثير؟
سؤال قبل الأسئلة
إذا سأل أهل المربد الزاهر: من يكون علي الصيرفي جملة وتفصيلا؟ فبما عساك تجيبهم شعراً ونثراً؟
سؤالي الأول
ترى ما الباعث لك على كتابة القصة؟ وما الذي يشد اهتمامك فيها؟
سؤالي الثاني
كيف تنتقي عناوين قصصك؟ ومتى تثبت عنوان القصة، هل قبل كتابتها أم بعد الكتابة؟
سؤالي الثالث
ما هي في رأيك رسالة القاص ووظيفته الحقيقية؟ وكيف ترى علاقة القاص العربي بما ينثر من قصص؟
سؤالي الرابع
هل القصة موقوفة على النثر دون الشعر؟ أم أنها قد تتم كتابتها شعرا؟
سؤالي الخامس
ما نصيب القصة المكتوبة من بلاغة الواقع؟
سؤالي السادس
كيف ترى بداية القصة ونهايتها؟ هل ثمة من خيط رابط بينهما؟
سؤالي السابع
هل أدب القصة العربية ضرب من التعبير مستحدث بالفعل؟ أم أنه عتيق ويضرب بجذوره في الماضي؟
سؤالي الثامن
كيف ترى مسألتي الرمز والتعمية والغموض في كتابة القصة؟
سؤالي التاسع
هل يستطيع العنوان أن يقوم مقام متن القصة المكتوبة؟
سؤالي العاشر
ما حقيقة الصلة بين القصة وكاتبها ومتلقيها؟
سؤالي الحادي عشر
كيف تنظر إلى محتوى غلاف المجموعة القصصية المطبوعة؟
سؤالي الثاني عشر
ترى هل سبق أن قرأت بعض السير الذاتية القصصية العربية؟
سؤالي الثالث عشر
ما حظ الصبي علي الصيرفي من كتاباتك عموماً؟ وما عساها تكون آثاره وتجلياته في قصصك بوجه خاص؟
سؤالي الرابع عشر
ما الذي يعنيه فعل القص بالنسبة إليك؟ وما الذي يدل عليه في رأيك؟
سؤالي الأخير
هل ثمة من سؤال أو أسئلة ترقبت مني طرحها عليك، فلم أبسطها على هذه الصفحة؟ ما عساها تكون؟ وما هي إجاباتك عليها؟
هذه جملة من الحروف الحوارية، عسى أن تبعث القارئ والقارئة الكريمين، وتحث كل باحث مهتم ودارس كريم على إعمال التفكير وتجديد التأمل في جملة من فضاءات الأدب القصصي، وحسبها أن تكون دافعا إلى طرق بعض الأبواب في رحاب تلقي ما ينبض به الحرف العربي من نبض حكائي، وعساها أخيرا تفضي بالمتلقين الأفاضل إلى إضاءات وإضافات تغني ثقافة أدب القصة.
في انتظار إجاباتك مسهبة ومقتضبة
حياك الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com