أترك اليوم حديثي الوحيد الذي لا أجد نفسي غلا فيه وأكتب عن عاصمة الآثار العربية(مصر) وما آلات إليه..
قد تظنون أني سأكتب عن مصر قبل مئة سنة على الأقل .. لكنني وللأسف سأتحدث عن مصر الجديدة القديمة.. الجديدة زمنا والقديمة جدا رقيا وإحترما لشعبها...
..مصر التي نعيش فيها كأننا أغراب وينعم بخيرها غيرنا..وكما قال أحدهم(دي بلادنا خيرها مش لينا ده بيدخل جيب الي حامينا)...
*لقد صار المرء منا اليوم يمر على طرقات لم تعرف التعبيد منذ خلقت ويرى فيها شيئا أشبه بالمساكن التي يسكنها أناس لا تعرف أأحياء أم في عالم الموتى.. صرنا نمر على حارات كثيرة مثل هذه ولا نتعجب.. ولم العجب مادام حكامن...ا...وحكمنا ليس في أيدينا.. ولا تسألوا كيف؟
المثير للنفس والمبكي للمآقي حالة هؤلاء الفقراء المتاعيس الذين ألقتهم الدولة في حقل العشوائيات وقالوا ليس لهم مكان بيننا.. وبكل أسف يحلفون في مؤتمراتهم أنهم يحاربون الفقر ويعينون الفقراء ولو عكسوا قسمهم لكانوا عند الله من الصادقين..
مصر التي نيف عمرها على السبعة آلاف سنة وأكثر..ولم ترى ذلا قط هاهي تعب من بحور الذل والمهانة ما لو وزع على بقاع الأرض كلها لفاض منه الكثير..
مصر بلد الحضارة والمجد التليد التي فتحها بن العاص تسلم اليوم خفية لابن مبارك وشتان بين الإبنين.. إنها لمهزلة.. ولا تجد أحدا يتكلم أو يعلق إلا كان المعتقل مكانه... معتقلات الله أعلم بما فيها(وليس مجالا للخوض فيها الآن)..
..لقد تدمرت العظيمة وزلزلت زلزالا شديدا.. يا حسرتي عليك يابلدا قال فيها رسول الله إتخذوا من أهل مصر جندا..ولو رآنا اليوم رسول الله لا أعرف ما يقول..!!!
والله وأحلف يمينا أحاسب عليه أن شعب مصر لو أتيح له المجال أن يحارب أحدا لكانت الحكومة أول من يحارب بعد إسرائيل وأمريكا (أقصد لو أتيح له خروجا عليها لفعل) لكن الخروج على الحكام حرام.. فاللهم أعنا على ما بلوتنا ولا تعنهم علينا..
لقد أصبحت مصرنا وشعبها يمشيان على مبدأ سمك ..لبن تمر هندي(يعني كله في كله وكله ايده طويله على كله..لأأ استغفر الله الحكومة بس الي إيديها طويلة..بس الحكومة دي يعني كل الي معاه فلوس...شفتوا حكومتنا قد ايه..!!!!)
أنا لست متحاملا بل أحاول أن أكون حياديا ولكن ما بي من ألم ومرارة على هذا الوطن الحبيب يجعلني أخرج عن شعوري..
إنهم أعلنوها وإن لم تكن صريحة,معركتنا مع الشعب عنوانها..من أجل تجويعكم..
*لقد مات الأمل في قلوب الناس ولم يعد أحدا يظن أن هناك شيئ في الدنيا اسمه عدل أو حقوق إنسان..
تبا لمن علمنا اليأس.. تبا لمن يبيع وطنه للغريب من أجل المادة.. كيف يبيع أرضه.. ولم أتعجب.. من لا شرف له لا أرض له..
لا أجد ما ختم به كلاما مثل هذا غير أن أقول..لكم أن تعلموا أننا كما يقولون ننعم بالأمن من الحروب مدة ثلاثين سنة..لكنهم حاربونا فيها بل الطرق..أبسطها لقمة العيش..