يا أصدقاء الســؤال المطروح بَين والأخ : أبو شامة واضح في طرحه فلما التعريج على ابواب النحو .
يقول امرئ القيس بن حجرٍ الكنْدي في معلقته وهي من روائع الشعر الجاهلي :
قِـفا : قيل خاطب صاحبيه ، وقيل بل خاطب واحداً وأخرج الكلام مخرج الخطاب مع الاثنين لأن العرب من عادتهم اجراء خطاب الاثنين على الواحد والجمع .
- قــفا نَبْك نت ذكْرى حَبيبِ ومنتتزل بسقط الوي بين الدخول فحوْمَـل
- فَتٌوضحَ فالمقْراةِ لَمْ يَعْفٌ رَسمها لما نَسَجتْها من جَنٌوبٍ وشَمْـــأَلِ
اما قوله : "سقط اللوى والدخول وحَوْمل والمقراة " فهـي اسـمـاء امـاكن كان ينزل بها أهــل محبوبته (فاطمة ، أو فاطم وهو مرخم كقوله : افاطم مهلا بعض هذا التذلل ) والدليل على ذلك قوله في الشطر الثاني في البيت الأخير : " لم يعف رسمها لما نسجتها من جنوبٍ وشمْـأل "، أي لم ينمحي أثر هاته الأماكن رغم تعاقب رياح الشمال والجنوب عليها طوال هذه المدة . يقصد مدة الغياب وترحاله .