...رفضت ملابسي أن تستقر على جسمي ، انسلخت مني وأنا في شارع مكتظ ، الناس يمرون ولا يتوقفون ، كان ظلي قد سبقني ، ولما شعر بتأخري عنه ، قفل متنطعاً يجر ضباباً شديد السواد ، تيقنت أن ظلي يحمل تحت ملابسه بصمات الخيانة ، كان يخطها منذ مدة على ورق شفاف ، يحرر تقارير من غفلة الأفعال ..آنذاك رفعت صوتي بالغناء ، ولهجت بالهذيان ، حاول الضباب أن يقبض على صوتي ، غير أن ذئاباً كانت ترقبني ، رأيت أشداقها فاغرة ، تهب منها ريح بنكهة اللحم الملطخ بالدماء ، كنت أتمنى أن تصارع الضباب ...لكن ..؟تحرك لساني يشتم شفتي ، وقامت يداي تصفع خدي بالتناوب . قفزت نظراتي قسراً بين الوجوه عسى أن تجد نسمة ريح بينهم .. تأكد إحساسي بركود الحياة ، فسمعت ظلي يقول للضباب : إنه هو .. لكن الضباب رد بقوة : لا .. هذا مجنون .. نحن نبحث عن عقلاء ..