صدر مؤخراً عن الدار العربية للعلوم ناشرون (لبنان)، ومنشورات الاختلاف (الجزائر)، ودار الأمان (المغرب) كتاب جديد بعنوان "الحساسية الجديدة في الرواية العربية (روايات إدوار الخراط نموذجاً)" سنة 2010م للناقد الأدبي المغربي عبد المالك أشهبون.
في هذا الكتاب، يسلط الباحث الأضواء على التغييرات التي حصلت في الكتابة الروائية العربية، وظهور الانعطافة الأدبية التي نعتها الكثيرون بأنها: "حساسية جديدة"، ويُقسم الباحث دراسته هذه إلى مدخل وثلاثة فصول: يُفصل المدخل مفهوم/مفاهيم "الحساسية الجديدة" في الرواية العربية.
وفي الفصل الأول يعمد أشهبون عبد المالك إلى دراسة أهم عتبات الكتابة في روايات إدوار الخرّاط من مثل تلقي اسم المؤلف (إدوار الخرّاط)، وطبيعة عناوين رواياته، كما توقف مطولاً عند عتبة صورة الغلاف، من خلال تمحيص العلاقة ما بين الفن التشكيلي (عدلي رزق الله) والفن الروائي (إدوار الخرّاط)، ثم مقاربة عتبة النصوص التوجيهية، بصفة عامة، والنص التوجيهي الشاعري بصفة خاصة.
أما في الفصل الثاني فقد انكب الباحث على مقاربة بعض نصوص الخرّاط السردية، من خلال البحث عن القيمة الأدبية المهيمنة والمضافة فيها، من قبيل: البناء الروائي المفكك في رواية "رامة والتنين"، ومكونات ووظائف الظاهرة الحوارية التي تبدو بارزة في روايته "يقين العطش"، فيما كان الحديث عن عمله السردي الموسوم: "رقرقة الأحلام الملحية" منصباً على ذلك التماس الدقيق ما بين الكتابة السردية ذات الأفق السير – ذاتي والكتابة الروائية التي تسعى إلى أن تخرج من سجن السيرة الذاتية على الطريقة التقليدية لتعانق آفاق السيرة الروائية الرحبة، أما في آخر الفصل بحث لطبيعة حضور الخطاب "الميطاروائي" في "حريق الأخيلة"، بوصفه مكوناً هاماً من مكونات تحديث الرواية العربية.
في الفصل الثالث، ينتقل الباحث من النقد إلى نقد النقد، مركزاً على بعض المستويات النصية التي أثارها نقاد إدوار الخرّاط. إضافة إلى رصد الدراسات التي تناولت بالدرس والتحليل روايات إدوار الخرّاط دراسة نقدية هامة، ألقت الضوء على روائي وناقد ومفكر استثنائي بما يتناسب وحجم إسهاماته الكمية والنوعية بما لها من خصوصية تمتاز بها كتاباته السردية، والقيمة المضافة التي أسهم بها في المشهد الروائي العربي المعاصر.