Page 59 of 97 FirstFirst ... 9 49 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 69 ... LastLast
Results 697 to 708 of 1155

Thread: أدب الرحـــــــلة ...

  1. #697 رد: أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد أبو شامة المغربي's Avatar
    Join Date
    Feb 2006
    Location
    المملكة المغربية
    Posts
    16,955
    Rep Power
    36


    "مذكرات مسافر .. رحلة شيخ الأزهر إلى أوروبة 1909 - 1914م"
    الشيخ
    مصطفى عبد الرازق
    حررها وقدم لها
    أشرف أبو اليزيد
    تاريخ النشر: 2005
    عدد الصفحات: 102


    إن أفكار الشيخ مصطفى عبد الرازق المتنور امتداد لأفكار زوار باريس منذ القرن التاسع عشر، لكنه استطاع بما امتاز به من نظرة منفتحة على الآخر، محتفية بالاختلاف، أن يبرز كثيرا من أعلام عصره وأقرانه الأزهريين خصوصا، فليس في يومياته هذه أي تحيز أو تحزب أو مغالاة في الإنتماء للذات، وإنما لقاء بمختلف الجنسيات والأديان، وموقف ينم على اعتدال يضيء مواقف المغايرين له.
    حياكم الله

    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

    Reply With Quote  
     

  2. #698 رد: أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد أبو شامة المغربي's Avatar
    Join Date
    Feb 2006
    Location
    المملكة المغربية
    Posts
    16,955
    Rep Power
    36


    "الرحلة المعينية 1938"
    ماء العينين بن العتيق
    تحقيق وتقديم
    محمد الظريف
    المؤسسة العربية للدراسات والنشر
    تاريخ النشر: 01/12/2004م
    عدد الصفحات: 395

    يشكل تراث الصحراء المغربية جزءاً هاماً من التراث المغربي، ورافداً متميزاً من روافده الثرة، وكان هذا التراث وحتى بداية القرن الماضي معروفاً في سائر المراكز الثقافية المغربية، وخاصة في مراكش والرباط ومكناس وتطوان، يتداوله العلماء والمهتمون، تقريظاً وتذييلاً وتهميشاً، وقد حاول المستعمر القضاء على هذا التراث في إطار سياسته القائمة على ضرب مقومات وحدة الشعوب المستعمرة، فقام بإحراق خزانة الشيخ ماء العينين (ابن العتيق) خلال الهجوم الفرنسي على مدينة السمارة سنة 1913، وخرّب ونهب العديد من الذخائر العلمية والمآثر التاريخية، لكن قوة وأصالة هذا التراث، وتشبث المغاربة به، وحرصهم على صيانته والمحافظة عليه جعله يتخطى كل التحديات، ويواصل فعاليته الإشعاعية.
    من هنا جاء الاهتمام بإخراج هذا العمل، رغبة في التعريف بالتراث الجغرافي العربي وإبراز قيمته العلمية، وقد حظيت الرحلة المعينية التي هي محور هذا الكتاب، حظيت بهذا الاهتمام قبل غيرها من النصوص التراثية الصحراوية لعدة اعتبارات منها:
    1- قيمتها العلمية، فيه تقدم للمتلقي مادة متنوعة قلما يجدها مجتمعة في كتاب واحد، من أحاديث وأخبار وأشعار وبيانات جغرافية وببليوغرافية وتاريخية واجتماعية وغيرها، وتحلق في فضاءات ثقافية مختلفة قلما يحصلها في رحلة واحدة، فيتنقّل بين طرفايه وطنطان وسيدي افني وتطران والأندلس وطرابلس ومصر ومكة والمدينة وغيرها، ويتعرف على عدد من العلماء والأدباء والشعراء ورجال الفكر والسياسة، ويقف على المآثر التاريخية والعمرانية والأشعار والإجازات والرسائل وغيرها، من العناصر التي تشكل مادتها وتساهم في بنائها.
    هذا وتتضاعف القيمة العلمية لهذه الرحلة وتزداد قبولاً عند الباحثين والعلماء بما تحتوي عليه من شهادات ونصوص شعرية وفتاوى فقهية وإفادات اجتماعية وثقافية ضاعت مصادرها الأصلية، ولم يبق لها أثر في الخزانات العامة والخاصة، فهي تتضمن نقولاً من كتب أصبحت في حكم المفقود، كما هو الشأن بالنسبة لرحلة الشيخ ماء العينين (ابن العتيق)، وأشعاراً لا أثر لها فيما تبقى من الدواوين والمختارات.
    2- مكانة صاحب هذه الرحلة.
    3- قيمتها الوحدوية.
    4- قيمتها الجمالية.
    لهذه الإعتبارات مجتمعة تمّ العمل على إخراج هذه الرحلة بحلة معاصرة، لتساهم ضمن غيرها من الأعمال الجغرافية في إكمال الصورة العامة للأدب الجغرافي المغربي بصفة خاصة، والعربي بصفة عامة، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الرحلة تأتي ضمن السلسلة التي تهدف إلى بعث واحد من أعرق ألوان الكتابة في الثقافة العربية، من خلال تقديم كلاسيكيات أدب الرحلة، إلى جانب الكشف عن نصوص مجهولة للكتّاب ورحالة عرب وسمليم جابوا العالم ودوّنوا يومياتهم وانطباعاتهم، ونقلوا صوراً لما شاهدوه وخبروه في أقاليمه، قريبة وبعيدة، لا سيما في القرنين الماضيين اللذين شهدا ولادة الاهتمام بالتجربة الغربية لدى النخب العربية المثقفة، ومحاولة التعرف على المجتمعات والناس في الغرب. ولا بد من الإشارة إلى أن هذه السلسلة التي قد تبلغ المائة كتاب، من شأنها أن تؤسس، وللمرة الأولى، لمكتبة عربية مستقلة مؤلفة من نصوص شعرية تكشف عن همة العربي في ارتياد الآفاق، واستعداده للمغامرة من باب نيل المعرفة مقرونة بالمتعة، وهي إلى هذا وذاك تغطي المعمور في أربع جهات الأرض وفي قاراته الخمس، وتجمع إلى نشدان معرفة الآخر وعالمه، البحث عن مكونات الذات الحضارية للعرب والمسلمين من خلال تلك الرحلات التي قام بها الأدباء والمفكرون والمتصوفة والحجاج العلماء وغيرهم من الرحالة العرب في أرجاء ديارهم العربية والإسلامية.
    نظرة على بعض محتويات الكتاب:

    حياكم الله

    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

    Reply With Quote  
     

  3. #699 رد: أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد أبو شامة المغربي's Avatar
    Join Date
    Feb 2006
    Location
    المملكة المغربية
    Posts
    16,955
    Rep Power
    36


    " ترجمة مائة رحلة عربية عبر عشرة قرون"

    إصدار مائة كتاب عن مائة رحلة عربية في عشرة قرون
    قال الشاعر السوري نوري الجراح الذي يشرف على المركز العربي للأدب الجغرافي "ارتياد الآفاق" في بيان أرسله إلى القاهرة: إن المركز العربي للأدب الجغرافي اتفق مع مؤسسة البيت للثقافة والفنون على إصدار سلسلة كتب تحت عنوان "مئة رحلة عربية إلى العالم"، تغطي عشرة قرون من المؤلفات العربية في أدب الرحلة حول العالم بعضها بالعربية وبعضها مترجم إلى العربية من لغات شرقية وغربية.
    والمركز العربي للأدب الجغرافي "ارتياد الآفاق"، يرعاه الشاعر الإماراتي محمد أحمد السويدي وينظم منذ عام 2003 جوائز تحمل اسم الرحالة العربي المسلم ابن بطوطة بهدف تشجيع أعمال التحقيق والتأليف والبحث في أدب السفر والرحلات.
    وقال السويدي في البيان إن الطبعة من هذه الكتب تصدر لتحقيق شعار المركز في بناء جسر بين المشرق والمغرب وبين العرب والعالم، مضيفاً أن هذه الخطوة تهدف إلى التغلب على عقبات نقل الكتاب ومشكلات الحدود العربية القائمة في وجه صناعة الكتاب وثقافة الكتاب مشرقاً ومغرباً، وأبدى الجراح تفاؤله بأن تغطي هذه السلسلة جزءا من فراغ يصفه بعض المغاربة بأنه قطيعة بين المغرب والمشرق العربيين حيث يكون انتقال الكتب من الجزائر إلى دول المغرب أكثر سهولة.
    ومن الكتب التي تصدر في هذه السلسلة "الرحلة العياشية .. 1661- 1663" لعبد الله بن محمد العياشي، و"من برلين إلى برلين .. 1889" وهي رحلة النهضوي المصري حسن توفيق العدل، و"الشرق والغرب في مدونات الرحالة العرب والمسلمين .. الفضاء الجزائري المفتوح" وهي أعمال ندوة أقيمت بالجزائر عام 2004، و"أفريقيا في مدونات الرحالة العرب والمسلمين"، و"الرحلة العربية في ألف عام .. من القرن العاشر الى القرن العشرين"، و"الرحلة العربية إلى الهند والصين وجنوب شرقي آسيا .. من القرن الحادي عشر إلى القرن العشرين"، و"الرحلة العربية إلى إفريقيا 1896-1935".
    حياكم الله

    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

    Reply With Quote  
     

  4. #700 رد: أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد أبو شامة المغربي's Avatar
    Join Date
    Feb 2006
    Location
    المملكة المغربية
    Posts
    16,955
    Rep Power
    36


    مقدمة تاريخية عن الرحلة في التراث العربي الإسلامي
    الرحلة إلى الغرب الغالب
    ملاحظات أساسية عن رحلة إلياس الموصلي
    للقراءة على الرابط التالي:
    الرحلة

    حياكم الله

    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

    Reply With Quote  
     

  5. #701 رد: أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد أبو شامة المغربي's Avatar
    Join Date
    Feb 2006
    Location
    المملكة المغربية
    Posts
    16,955
    Rep Power
    36


    أبحاث ندوة
    "الرحالة العرب والمسلمون"
    في كتاب جديد حول أدب الرحلة والجغرافيا
    للقراءة على الرابط التالي:
    الرحلة
    حياكم الله

    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

    Reply With Quote  
     

  6. #702 رد: أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد أبو شامة المغربي's Avatar
    Join Date
    Feb 2006
    Location
    المملكة المغربية
    Posts
    16,955
    Rep Power
    36




    رحلة ابن بطوطة المسماة
    "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"
    قدم لها وحققها ووضع خرائطها وفهارسها الدكتور عبد الهادي التازي عضو الأكاديمية الملكية المغربية

    للقراءة على الرابط التالي:
    الرحلة

    حياكم الله

    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

    Reply With Quote  
     

  7. #703 رد: أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد أبو شامة المغربي's Avatar
    Join Date
    Feb 2006
    Location
    المملكة المغربية
    Posts
    16,955
    Rep Power
    36



    أشهر كتب الرحلات على الإطلاق، وبسبب شهرتها العالية في أوروبا أطلقت جمعية كبمردج على صاحبها لقب أمير الرحالة المسلمين.
    طبعت كاملة لأول مرة في باريس 1853م في أربعة مجلدات مع ترجمة فرنسية بعناية ديفر يمري وسانجنتي.
    بدأ ابن بطوطة رحلته من طنجة، فخرج منها سنة 725هـ، فطاف بلاد المغرب ومصر والشام والحجاز والعراق وفارس واليمن والبحرين وعاد لأداء الحج مرة ثانية أثناء حج الناصر ابن قلاوون، وعاد إلى مصر، ومنها إلى الشام، فبلاد الأناضول وتركستان وما وراء النهر وبعض الهند والصين والجاوة وبلاد التتر وأواسط أفريقية، واستغرقت رحلته 27 سنة.
    حياكم الله

    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

    Reply With Quote  
     

  8. #704 رد: أدب الرحـــــــلة ... 
    كاتب مسجل
    Join Date
    Feb 2007
    Posts
    6
    Rep Power
    0
    الاستاذ الفاضل
    ابو شامة
    كل الشكر والاحترام لك على المجهود الطيب
    وارجو ان تزودنا بالجزء الرابع من رحلة العبدري
    ملء العيبة بما جمع بطول الغيبة
    ان توفر لديك
    اخوكم الصغير
    باحث
    Reply With Quote  
     

  9. #705 رد: أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد أبو شامة المغربي's Avatar
    Join Date
    Feb 2006
    Location
    المملكة المغربية
    Posts
    16,955
    Rep Power
    36


    سلام الله عليك أخي الكريم ورحمته جل وعلا وبركاته
    وبعد ...
    لك في البدء بدر الشكر المنير في قلب السماء، ولك نجم التقدير اللامع في الظلماء، على حسن اهتمامك وجميل عنايتك، وأما عن الجزء الرابع من رحلة أبي عبد الله محمد بن عمر بن رشيد الفهري السبتي، فالبحث عنه ما يزال جاريا على قدم وساق، واقتفاء أثره متواصل في كل الآفاق ...
    حياك الله

    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

    Reply With Quote  
     

  10. #706 رد: أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد أبو شامة المغربي's Avatar
    Join Date
    Feb 2006
    Location
    المملكة المغربية
    Posts
    16,955
    Rep Power
    36



    *

    الخديوي عباس حلمي
    يُعَدّ كتاب "الرحلة الحجازية" من أهم كتب الرحلات التي صدرت بالعربية في العصر الحديث؛ فهو فضلا عن كونه يُعَدّ من أدب الرحلات فإنه وثيقة تاريخية نقف من خلالها على طبيعة الحياة في بلاد الحجاز في العقد الأول من القرن العشرين.
    فمؤلف الكتاب هو "محمد لبيب البتنوني"، ولا نعرف عنه إلا أنه كاتب مصري له اشتغال بالأدب والتاريخ، وتُوفِّي بالقاهرة سنة 1357هـ / 1938م، ويبدو أنه كان كثير الأسفار شغوفا بالرحلة، محبا للتنقل بين البلاد، وقد سجل مشاهداته في كتابين، الأول: هو ما نحن بصدد التعرض له، والآخر بعنوان "رحلة الصيف إلى أوربا" دوَّن فيه ما شاهده في أثناء سياحته في النمسا وألمانيا وبلجيكا وروسيا.
    رحلة الخديوي
    يعتبر كتاب "الرحلة الحجازية" تسجيلا لرحلة معروفة قام بها الخديوي عباس حلمي لأداء فريضة الحج سنة 1327هـ/ 1909م، وقد صاحب الخديوي في حجه عدد من كبار رجال الدولة أمثال: "أحمد شفيق" باشا المؤرخ المعروف، وأحمد خيري ناظر الأوقاف، والشيخ "محمد شاكر" وكيل مشيخة الأزهر الشريف.
    وكان ضمن حاشية الخديوي الشاعر الكبير "أحمد شوقي"، لكنه تخلف عن هذه الرحلة، ثم اعتذر للخديوي حين عودته من الحج، فقبل اعتذاره لمكانته عنده، وقد كتب أحمد شوقي قصيدة خالدة بهذه المناسبة بعنوان "إلى عرفات"، منها:
    إذا زرت - يا مولاي - قبر محمد*
    وقبَّلت مثوى الأعظم العطرات
    وفاضت مع الدَّمع العيون مهابة*
    لأحمد بين الستر والحجرات
    وأشرق نور تحت كل ثريَّة*
    وضاع أريج تحت كل حصاة
    فقل لرسول الله: يا خير مرسل*
    أبثك ما تدري من الحسرات
    شعوبك في شرق البلاد وغربها*
    كأصحاب كهف في عميق سبات

    *
    ذكر مؤلف "الرحلة الحجازية" أن عباس حلمي خديوي مصر كانت تتوق نفسه إلى أداء فريضة الحج، وأن هذه الأمنية كانت تتردد في نفسه من عام إلى آخر حتى حسم أمره، وعزم على أداء الفريضة في سنة 1327هـ/1909م وفي صحبته والدته وكثير من أميرات الأسرة المالكة.
    وقد تتبع المؤلف أحداث الرحلة منذ أن تحركت من القاهرة في صباح يوم 29 من ذي القعدة 1327هـ/12 من ديسمبر 1909م حتى نزولها بمكة في الثالث من ذي الحجة، ووصف موكب الخديوي وهو يدخل مكة من باب جرول حتى دخل الحرم المكي، وطاف طواف القدوم، وخرج إلى السعي بين الصفا والمروة.
    ويذكر أن عباس حلمي لم يتجرد عن فخامته فقط، بل عن مظاهر الدنيا بأجمعها، كما يذكر أنه سعى بين يدي الله سبعة أشواط، وبعد السعي قصد دار الإمارة التي أعدت لتكون مكان إقامته مدة وجوده في مكة، وهذه الدار كان قد بناها "محمد علي" والي مصر سنة 1228هـ لتكون مقرا لحكومة الحجاز.


    وأقام البتنوني بمكة في صحبة الخديوي عباس، يزور معه معالم مكة وآثارها، حتى خروج الحجاج إلى عرفات في التاسع من ذي الحجة، ويصور بقلمه هذا المشهد تصويرا بارعا، "حيث يتحرك المحملان المصري والشامي إلى منحدر جبل الرحمة، ويصعد خطيب عرفة بناقته وهو في الغالب قاضي مكة من قبل السلطان العثماني، إلى صخرة في صدر هذا الجبل، ويخطب نيابة عن السلطان خطبة يُعلم الناس فيها مناسك الحج، ويكثر فيها من الدعاء والتلبية، ومن دونه مبلغون بأيديهم مناديل يشيرون بها في كل تلبية إلى الواقفين دون الصخرة، فيهتف الجميع: "
    لبيك اللهم لبيك".
    ويصور المؤلف هذه الساعة الممتلئة بالمشاعر الصادقة الفياضة، والتضرع الخالص بقوله: "فيا لها من ساعة ترى الناس فيها قد تجردوا بالمرة عن أنفسهم، فلا يكادون يشعرون بما يحيط بهم من معالم الحياة، وقد تغلب وجدانهم على وجودهم، حتى كأنهم في لباسهم الأبيض الطاهر النقي ملائكة الله في هذا الوادي الذي يردد صدى أصواتهم وابتهالاتهم إلى واجد الوجود، إلى الملك المعبود.. ثم يعود إليهم صدى هذا الصوت فيحدث في نفوسهم هزة تدق لها قلوبهم، وتضطرب منها أفئدتهم خشية من رب الأرباب".
    والمؤلف في أثناء ذلك يسجل موكب الخديوي الذي خرج في صباح يوم التروية من مكة إلى عرفة، وهو بملابس الإحرام راكبا جواده، ومن خلفه رجال معيته وحاشيته، فوصلها في الرابعة ظهرا وظل واقفا مع كبار رجال دولته حتى نفر الناس فنفروا معهم إلى المزدلفة، وبعد صلاة الصبح نزل في موكبه إلى منى فرمى جمرة العقبة، وذُبحت الأضاحي بحضوره، وتحلل من إحرامه، ثم نزل إلى مكة بموكب حافل ومعه أميرها، فصليا العيد في الحرم الشريف.
    في المدينة المنورة
    وبعد أن انتهى الخديوي من أداء مناسك الحج ذهب بموكبه الحافل إلى المدينة المنورة، ودخل ومعه بعض رجال دولته المسجد النبوي من باب السلام، وزار الروضة الشريفة.
    ويذكر البتنوني أن الخديوي كان مدة وجوده بالمدينة يكثر من الصلاة في الحرم، ولا تفوته صلاة، ويقوم بخدمة إسراج القناديل الموجودة في الحجرة النبوية الشريفة، وإطفائها في الصباح، وكانت هذه الخدمة مما يحرص عليه الأمراء والعظماء وغيرهم من أعيان المسلمين في أثناء زيارتهم للمسجد النبوي.
    أما عن المؤلف فقد تحدث عن تجربته الروحية وهو يدخل المسجد النبوي، ويزور الروضة الشريفة، فيقول: "وصلينا ركعتين في الروضة الشريفة تحية للمسجد، ثم خرجنا إلى الرواق القبلي، واتجهنا إلى المقصورة الشريفة، وتمثلنا بمنتهى ما يمكن من الخضوع والاستكانة أمام أول باب منها تجاه مسمار من الفضة جعل أمام الكوكب الدري الذي وضع فيما يحاذي الوجه الشريف.. هنالك وقفت النفس بالمركز الذي ينبغي لها تلقاء هذا الجلال وهذه العظمة، فكنت ترى الروح بمجموعه، والقلب بخضوعه، والطرف بدموعه، واللسان بخضوعه...".
    وثيقة تاريخية
    ويحسب للمؤلف أنه جمع في كتابه بين أدب الرحلة وكتابة التاريخ ووصف الآثار، وهو ما أعطى الكتاب أهمية كبيرة في كونه احتفظ لنا بمعلومات مهمة عن كثير من الآثار الإسلامية التي هدمت بعد قيام الدولة السعودية، وكانت من روائع الفن الإسلامي، كما ذكر الكتاب معلومات مهمة عن القبائل العربية الموجودة هناك، وأماكن وجودها، وعدد أفرادها، وعن تركيبة السكان في مكة والمدينة، وطبيعة الحياة الاقتصادية بهما، وكانوا أخلاطا من أجناس شتى من الهند وجاوة وبخارى والشام ومصر واليمن، وقد وصل هذا الخلط إلى أزيائهم ولغاتهم، فيتكلمون في الغالب بلغة يكثر فيها الحشو من كلمات عربية مشوهة أو فارسية أو تركية.
    واحتوى الكتاب على بحوث تاريخية عن تاريخ الحرمين المكي والمدني وعمارتهما، وما طرأ عليهما من تطور في البناء والعمارة، ووصف دقيق لهما على الصورة التي رآها، وبحوث فقهية عن أحكام الحج التي قدمها تحت عنوان "كيف تحج أيها المسلم؟".
    كما تحدث الكاتب عن كسوة الكعبة ومصاريفها التي كانت تنفق عليها، وبيان مفرداتها، وذكر أن مصروفات الكسوة التي كانت تصرف من المالية في وقته كانت تبلغ ميزانيتها 4450 جنيها.
    ومما قال: "


    إن الكسوة كانت تصنع في القاهرة سنويا، وعند الانتهاء منها يعمل لها موكب عظيم في نحو منتصف شهر ذي القعدة، يحضره جناب الخديوي أو من ينوب عنه، وينتهي بها الموكب إلى مسجد الحسين، حيث تسلم في مجلس يعقد في المسجد في حضور أمير الحج للسنة المرسلة فيها".
    ويذكر البتنوني تفصيلات دقيقة فيما يتصل بالمحمل المصري، والأموال التي تنفق عليه، والمرتبات التي كانت تجريها مصر على الأشراف بمكة والمدينة المنورة، والأموال التي تخصصها للتكية المصرية في مكة والمدينة.
    الحجرة النبوية
    ومن أطرف ما كتبه البتنوني كان عن المقصورة الشريفة في المسجد النبوي، وهي من النحاس الأصفر، وكانت قد صنعت في مصر في عهد "قايتباي" سلطان مصر، وفي داخل المقصورة الحجرة الشريفة، وهي المكان الذي توفِّي فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، ويذكر أن السلطان "نور الدين محمود" بلغه في سنة 557هـ أن الصليبيين كانوا يعدون لسرقة جثمان النبي صلى الله عليه وسلم، فأمر بإحاطة بناء الحجرة الشريفة ببناء آخر نزل بأساسه إلى أعماق بعيدة، ثم صب الرصاص على دائرة بحيث لا يمكن أن تتناوله يد الزمان.
    وكان أول من كسا الحجرة الشريفة "الخيزران" أم الخليفة "هارون الرشيد" عندما قدمت في حجها لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم، وصارت من بعدها سنة الملوك والسلاطين، وبين المقصورة المبنية والشبكة النحاسية الخارجية طرقة سعتها نحو ثلاثة أمتار، وفي إحدى زواياها كرسي موضوع عليه مصحف شريف كبير أهداه إلى الحجرة الشريفة الحجاج بن يوسف الثقفي. ويذكر البتنوني أن سقف هذه الطرقة مملوء بثريات الذهب والفضة، منها إحدى وثلاثون مرصعة بالماس والزمرد والياقوت.
    وفي مقابل الوجه الشريف على جدار المقصورة حجر كبير من الماس يحيط به تركيبة من الذهب المرصع، وهذا الحجر في حجم بيضة الحمام الصغيرة، ويقدرون ثمنه آنذاك بثمانمائة ألف جنيه، ويسمون هذا الحجر بالكوكب الدري لشدة تألقه وعظيم سنائه وبهائه، وكان قد أهداه للحجرة السلطان العثماني "أحمد خان الأول".
    ويقدر المؤلف جملة ما في الحجرة النبوية الشريفة من جواهر وشمعدانات ذهبية ومكانس من اللؤلؤ، والمصاحف المرصعة بحوالي سبعة ملايين جنيه، ويذكر المؤلف أن في مطلع القرن الثالث عشر الهجري كانت الحجرة الشريفة عامرة بما لا يُحصى من الذخائر الثمينة، لكنها تعرضت للنهب في سنة 1221هـ/1806م.
    مشهد ثقافي مسجل
    وقد سجل المؤلف الحياة الثقافية في الحجاز في أثناء قيامه بالحج، فذكر أن بمكة مدرستين، أشهرهما المدرسة الأصولية التي بناها الشيخ "رحمة الله الهندي" صاحب كتاب "إظهار الحق"، وكان يُدرَّس فيها القرآن الكريم والتجويد، وشيء من اللغة العربية والحساب والهندسة، وينفق عليها من تبرعات أهل الهند، ويذكر أن المدرسة الأخرى يقوم عليها الشيخ يوسف محمد الخياط، وهي لا تختلف عن الأولى كثيرًا، وليس بمكة مكتبة عامة تذكر سوى مكتبة صغيرة في باب النبي، وأخرى في باب السلام تسمى بـ"الكتبخانة السليمانية"، وليس لهما نظام في العمل.
    كما يذكر أنه كان يصدر بمكة جريدة بالتركية والعربية، اسمها "الحجاز" وهي أشبه بجريدة رسمية، كل ما فيها تقريبا يتعلق بأخبار الحكومة وإعلاناتها.
    أما في المدينة فيذكر المؤلف أن ليس بها من المدارس ما يستحق الذكر، وما يدرس في الحرم النبوي هو شيء يسير من الفقه والتفسير، وبها مكتبة شيخ الإسلام "عارف حكمت"، وهي مكتبة عامرة، آية في النظافة، وحسن الترتيب والتنسيق، وفيها كتب ثمينة، وبالمدينة أيضا مكتبة السلطان محمود، وهي أقل حجما من الأولى.
    والكتاب وإن كان يدخل في أدب الرحلة، فإنه يُعَدّ وثيقة تاريخية مهمة عن الحجاز في مطلع القرن العشرين، حشد فيه المؤلف معلومات مهمة عن الحياة في الحرمين الشريفين.

    المصدر
    حياكم الله

    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

    Reply With Quote  
     

  11. #707 رد: أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد أبو شامة المغربي's Avatar
    Join Date
    Feb 2006
    Location
    المملكة المغربية
    Posts
    16,955
    Rep Power
    36


    المقدسي بصفته رحّالةً فلسطينياً
    شاكر لعيبي

    517 صفحة
    الطبعة: 1 مجلدات: 1
    الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
    تاريخ النشر: 01/12/2003
    *
    يعتبر المقدسي من أعظم جغرافيي القرن الثالث الهجري، وهذا الإخراج للكتاب يريد إعادة الاعتبار للمقدسي من خلال تقديمه إلى القراء بصفته رحالة من الطراز الرفيع، وليس جغرافيا وحسب، فعمله يحتوي على وصف دقيق لمشاهداته العيانية خلال رحلاته التي دامت حوالي العشرين عاماً في مشرق العالم الإسلامي ومغربه، وفيه نقف على نزعة سردية حكائية تبرز بجلاء عبر مرويات هذه الرحلة.
    مع "أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم" نحن إزاء عمل أشبه ما يكون بنتائج الباحث الإثنوغرافي المعاصر، فالمقدسي يمزج بجلاء ما بين الرحلة والإثنوغرافيا التي تسعى إلى تقديم توصيف موضوعي للشعوب وعاداتها وألسنتها ونظمها العائلية والأخلاقية والدينية وتقاليدها الاجتماعية وطرق لباسها وأسباب عيشها الاقتصادية وخياراتها الغذائية والسكنية.
    لا يحيد المقدسي قيد أنملة عن عمل الأنثروبولوجي والإثنوغرافي كما حدد في علوم الاجتماع المعاصر، وهو ما يجعله بامتياز أهم جغرافيي عصره.

    للقراءة حول رحلة المقدسي على الرابط التالي:
    الرحلة
    حياكم الله

    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

    Reply With Quote  
     

  12. #708 رد: أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد أبو شامة المغربي's Avatar
    Join Date
    Feb 2006
    Location
    المملكة المغربية
    Posts
    16,955
    Rep Power
    36


    رحلة ابن فضلان
    شاكر لعيبي

    151 صفحة
    الطبعة: 1 مجلدات: 1
    الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر - دار السويدي للنشر والتوزيع والإعلان
    تاريخ النشر: 01/01/2003
    *
    إذا ما استحقت رحلة ابن فضلان التي قام بها سنة 921م عناية استثنائية من طرق الباحثين والمحققين، فلأنها من أوائل الرحلات العربية التي وصلت إلينا، ومقارنة برحلة أبي دلف سنة 942، ورحلة المقدسي سنة 985-990، فإن رحلة ابن فضلان تظل مشغولة بهم توثيقي صرف أكثر من اهتمامها بالشأن الجغرافي. إنها وصف أنتروبولوجي يتمحور حول موضوع واحد محدد لا يحيد عنه رغم قصر النسخة الواصلة إلينا.
    لقد انطلق ابن فضلان يوم الخميس 11 صفر سنة 309هـ، الموافق 21 حزيران سنة 921، برحلة شائقة بتكليف من الخليفة المقتدر العباسي الذي طلب الصقالبة العون منه، واستغرقت الرحلة أحد عشر شهراً في الذهاب وكانت مليئة بالمغامرات والمشاق والمصاعب السياسية والانفتاحات على الآخر المختلف ثقافياً، والصقالبة هم سكان شمال القارة الأوروبية، وكانوا يسكنون على أطراف نهر الغولفا، وتقع عاصمتهم بالقرب من "قازان" اليوم في خط يوازي مدينة موسكو، وكان وفد الخليفة المقتدر إلى ملك الصقالية يتكون من أربعة رجال أساسيين وبضعة مرافقين من الفقهاء والمعلمين والغلمان.
    رحلة ابن فضلان هي أقدم نص لرحلة قام بها عربي في العالم، فبلغ بلاد الترك، والروس، والصقالبة "السلاف" سنة 921م، وتكمن أهمية هذه الرحلة في أنها تزوّدنا من تاريخ العالم بشذرات نادرة من أنماط معيشة شعوب قلما سجلت، فتسد ثغرة تاريخية في هذا المجال، ويعتبر ابن فضلان رائداً في الإشارة إلى تاريخ الشعوب السلافية، والروس منهم على الخصوص.
    تكشف هذه الرحلة عن الهوّة الفادحة بين المستوى الحضاري الذي خرج منه هذا السفير، وبين الأقوام والشعوب التي حل بين ظهرانيها، وكانت ما تزال في طور التوحش.
    قيل الكثير في هذه الرحلة، وترجمت أكثر من مرة إلى معظم اللغات الأساسية في العالم، أما هذه الطبعة فهي الأولى من نوعها في العربية لما جمعته من أصداء عن الرحلة شغلت حيزاً ملحوظاً في كتب التراث الجغرافي العربي، فضمتها إلى دفتي الكتاب، من ذلك الاستشهادات المطولة لياقوت الحموي، وكذلك القزويني الذي لم يكن معروفاً لدى الباحثين أنه استخدم في مراجعه ابن فضلان.
    للقراءة حول رحلة ابن فضلان على الرابط التالي:
    الرحلة
    حياكم الله

    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com
    Last edited by أبو شامة المغربي; 02/06/2008 at 09:04 AM.

    Reply With Quote  
     

Posting Permissions
  • You may not post new threads
  • You may not post replies
  • You may not post attachments
  • You may not edit your posts
  •