روان يوسف
مساء الطيب
أهلا وسهلا بك
ها أنذا أقع بين يدي ناقدة أدبية متخصصة
الله يستر
س1
المزج التشكيلي للألوان بين الشعر والعمارة
تقولين من خلال السؤال ( تتعمد )
الشاعر يا روان لا يتعمد إنه يكتب أحيانا بنصف وعي
وأنا أؤمن بموضوع الإلهام وهنا لا تعمد بالإلهام
أما الألوان
فمن المؤكد أن هوايتي في الرسم وهي ليست عميقة
ودراستي للهندسة المعمارية لهما أثر كبير على بنية إنتاجي الشعري
من حيث التكوينات وعلاقاتها ومن حيث الألوان وحتى الموسيقى
فالعمارة كا قلت هي موسيقى الفراغ
وأتا أعتبر أن لغة العمارة هي لغة شعرية في آخر الأمر
تأملي بناء متقن التصميم والإخراج والتنفيذ
ستجدين في ألوانه موسيقى شعرية وفي نسب ارتفاعاته وعلاقات كتله موسيقى شعرية
وفي مواد البناء المستعمله وتشكيلاتها موسيقى شعرية
حتى تخلصين في النهاية إلى أن المبنى قصيدة شعرية
ومن يستطيع أو يزعم مثلا لأن رائعة تاج محل ليست قصيدة شعرية
وأن البتراء الأردنية ليست قصيدة شعرية
وأن البيت الدمشقي ليس قصيدة شعرية
وأن معظم المساجد والجوامع والبيوتات والدارات العتيقة ما هي إلا قصائد شعرية
س2
تغيير الإيقاع الشعري في القصيدة الواحدة له علاقة
بالحالة الشعورية التي يعيشها الشاعر أثناء الكتابة
فالشاعر يكتب قصيدته مترنما بها أساسا
وحين يصف خذلانه بالحب أو انخداعه فيه مثلا أو فقده
فإن إيقاعها يختلف كليا عن حالته وهو يلاقي حبيبته
وحين يسمع من حبيبته استجابة وجدانية يرقص قلبه
فيرقص شعره وإيقاعه
الإيقاع وتنويعاته هو الحالة الشعورية النفسية للشاعر
أما الجزء الثاني من السؤال
اتقان موسيقى الشعر ضرورة للشاعر أم لا
طبعا ضرورة...وضرورة كبيرة
هل هناك مسرح بلا حوار
هل هناك عصفور بلا تغريد
هل هناك خرير دون إيقاع
هل هناك صوت للمطر والرياح وحفيف أوراق الشجر دون إيقاع
الإيقاع هو الطبيعة والفطرة السليمة
ومن لا يحس به فليس شاعرا من وجهة نظري
وتعالي نفسر
لماذا تهدهد الأم طفلها بإيقاع رهيف
لماذا يغني الحصادون وعمال البناء وأبناء المدن الساحلية
لماذا تركض الخيل بإيقاع لا يتغير
الإيقاع هو روح الكون كله
س3
وهل تتعمد أيضا
وأجيب أنا لا أتعمد
المهم ليتني أصل إلى المرحلة التي تصفينها
أي أن يعرف الشاعر من أسلوبه الشعري
في هذه الحالة يكون قد ةاستقر على نمط بات مرتبط به
فإذا كنت ترين ذلك فهذا شرف كبير لي
وأتمنى أن ير القراء ما ترينه أثناء قراءة شعري
وهل تتعمد أن يكون لشعرك ذاق خاص
بالطبع لا ....
هذا أسلوب ونمط وشخصية الشاعر تماما حالخط
إن أحدا لا يتعمد خطه ولكنه جزء منه
وما يحصل أن تكرار أسلوب الشاعر واختياره لمفرداته
وطريقة بنائه للصورة الشعرية
يولّدْ عند المتلقي حالة من التناغم التلقائي مع الشاعر
وهو أمر يشبه التلحين الموسيقي
فنحن نستطيع معرفة عبد الوهاب رمن ألحاته
ومعرفة رياض السنباطي وزكريا أحمد ....وكبار الملحنين من ألحانهم
ولكن لماذا لا نستطيع معرفة كثير من شعراء اليوم والملحنين
لا من أسلوبهم ولا من ألحانهم
لأنهم غثاء ...زبد
فأما الزبد..فيتلاشى وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض
روان يوسف
أشكرك على عمق أسئلتك ودقة اختيارها
ألم أقل أنني وقعت بين يدي تاقدة منخصصة
آمل أن أكون ةأجبت
وبانتظار عودتك بباقة أسئلة أخرى
تحياتي