Page 4 of 4 FirstFirst 1 2 3 4
Results 37 to 40 of 40

Thread: العلمانية

  1. #37  
    المدير العام طارق شفيق حقي's Avatar
    Join Date
    Dec 2003
    Location
    سورية
    Posts
    13,621
    Blog Entries
    174
    Rep Power
    10
    تصحيح العقل
    سأجري التصحيح التالي على ترجمة مصطلح" Secularity "

    Secularity = الدنيوية والترجمة الخاطئة المتداولة هي العلمانية
    المصطلح الخاطىء الرائج وهو العلمانية بفتح العين لا بكسرها
    وكلما ردد أنصار العلمانية هذا المصطلح تراهم يربطونها بالعلم
    فيقولون: لماذا لا نعود للعلم
    وحين كانت الأزمة في سوريا قالوا : الحل بالعلم
    العقل الذي يربط العلمانية -ويكسر العين كذلك- يقوم بفعل فهم سياق تاريخي وأحداث تاريخية قامت به النخب الفكرية بالتخلي عن الدين في أوربا لأنه كان عائقاً أمام تطور العلماء وبالفعل تطورت أوربا علمياً ومادياً بشكل لافت.
    أولاً يجب ذكر الملاحظات التالية للأحداث التي جرت في أوربا:
    1- سبب تقدم أوربا هو انتقال العلم من الشرق للغرب، العلماء يؤرخون بداية عصر النهضة بسقوط القسطنطينية وانتقال العلم لأوربا، ومنهم من يؤرخ بداية عصر النهضة مع تتلمذ الطلاب الأوربيين على يد علماء الأندلس وانتقال الكتب الأندلسية لأوربا.
    2- الكنيسة التي قتلت العلماء وأحرقت بعضهم، لم تكن ضد العلم، بل بالعكس قامت بدمج الأطروحات العلمية القديمة في مفاهيم وتعاليم وكراريس الكنيسة - وهنا كان مقتلها - فالعقول التي تعاملت مع النصوص المقدسة نقلت القدسية للنظريات العلمية القديمة- وحين ولدت نظريات علمية جديدة كدوران الأرض رفضت الكنيسة الأطروحات العلمية الجديدة وكانت المشكلة.
    3- الحروب الأهلية الدينية التي شكلت أحد الدوافع لتبني العلمانية، لم تكن بسبب العلم بل كانت صراعاً سياسياً ، لكنها استغلت مشاكل اجتماعية في رفض حرية معتقد الآخر، فحروب فرنسا الأهلية التي دامت ثلاثين سنة كانت بسبب رفض الكنيسة الكاثوليكية لأنصار المذهب البروتسانتي بالتعبد في كنائس الكاثوليك أو بإقامة كنائس خاصة بهم ، والأهم بوصول ملك بروتسانتي يحكم غالبية كاثوليكية، ولعب الفاتيكان دوراً هاماً في تأجيج هذه الحرب الأهلية كما كان لإسبانيا وبريطانيا أصابع في دعم هذا الاقتتال.
    4- مؤسس الفكر العلماني وهو الفيلسوف اليهودي إسبنوزا المسمى الباروخ ، ينحدر من أسرة يهودية عانت الاضهاد الديني في إسبانيا، وإسبانيا دولة منعت أي مواطن إسباني من اعتناق غير الديانة الكاثوليكية وحتى فترة التسعينات من العصر الحديث.
    هذه الأرضية الاجتماعية دفعت النخب اليهودية من البحث عن نظام سياسي بأبعاد لا دينية لتحل لهم مشاكلهم الاجتماعية التاريخية.
    كما دفعت كثيراً منهم كردة فعل للإلحاد وكره الدين باعتباره السبب في نزف الدماء.
    وهناك كثير من التفاصيل الاجتماعية التي لا بد من فهمها بسيقها التاريخي وبعدها الاجتماعي، فشكلت العلمانية حلاً للشباب الأوربي
    لكن مع تعميق فهمنا للسياق الاجتماعي والديني في أوربا، يجب علينا أن نفهم الفوارق الجوهرية بين المذاهب الإسلامية والمذاهب المسيحية، يجب علينا أن نفهم سبب تخلفنا العلمي كما فهمنا سبب تخلف أوربا العلمي.
    إن تطبيق الحل الغربي على مشكلة مختلفة تماماً لن يؤدي لحل هذه المشكلة، كمن يعطي دواء ناجعاً لمرض انسداد الشرايين لمريض السكري.
    فلو أبعدنا هذا البعد العلمي عن العلمانية
    وتفرغنا للمعاني الأخرى وللبعد الذي لايخص العلم والسياسة
    سنتوقف عند الشريحة الواسعة من الشباب والتي رأت في العلمانية = الدنيوية حلماً لها
    فكان أن رفضت هذه النخب الشبابية تسلط الكنيسة وطرحها الأخلاقي
    كما تمتعت الكنيسة الأوربية بخلقها لمشاكل اجتماعية لا حل لها
    كالطلاق، والزواج المختلط بين الطوائف المسيحية ومع الديانات الأخرى
    فكان الزواج المدني حل من حلول الواقعية لحل مشكلة زواج كاثوليكي بـ بروسطانتية كمثال
    لكن لو افترضنا أن الزواج المدني قد حل مشكلة تسلط الكنيسة حول الزواج المدني ورفضها للطلاق
    فلماذا تراجعت أعداد المتزوجين عبر التاريخ القريب والمعاصر منذ أن طرحت العلمانية حلولها الاجتماعية
    لماذا وصل الشباب الأوربي للمساكنة وتخليه عن الزواج ؟
    لماذا قبل الشباب الأوربي بالاجهاض كحل للتخلص من تبعات المساكنة والقيود المالية والقانونية التي قد تلحق بالطرفين ؟
    ولماذا كانت المثلية المرحلة التي تلت المساكنة ؟
    و لا بد من ذكر زنى المحارم و التزاوج مع الحيوانات ؟
    فهل كانت علمانية ؟ أم دنيوية
    إن الزواج يعد في الديانة المسيحية أحد الأسرار السبع وهو رابط مقدس
    إن الثغرة في الكنيسة الكاثوليكية لا في الدين المسيحي
    هذه الثغرة خلقت دافعاً للبعد عن الدين
    ومقارنة مع النظا الإسلامي الذي يبيح تعدد الزوجات ويبيح الطلاق في حالة فشل الزواج، ويبيح بزواج الشاب من ابنة عمه بينما حرمت الكنيسة ذلك، ويبيح الزواج بين السنة والشيعة والأباضية والزيدية والإسماعيلية وسائر الطوائف الإسلامية .
    بينما تحرم الكنيسة الكاثوليكية زواج الشاب الكاثوليكي من فتاة بروسطنتية
    يبيح الدين الإسلامي للمسلم بالزواج بكتابية، بينما تحرم الكنيسة الزواج من الأديان الأخرى .
    لقد سد حمل الإسلام تشريعاً متكاملاً ، بينما خلقت تشريعات الكنيسة مشاكلاً لا حصر لها، والسبب هو أن الديانة المسيحية لم تكتمل ورفع المسيح، ودخلت الكنائس في مشاكل التأويل .
    لكن رغم ذلك مالذي دفع الشاب الأوربي بالانغماس خلف كافة انواع الشهوات المحرمة وغير المحرمة، الجائزة وغير الجائزة
    إنها الدنيوية
    طارق شفيق حقي
     

  2. #38  
    المدير العام طارق شفيق حقي's Avatar
    Join Date
    Dec 2003
    Location
    سورية
    Posts
    13,621
    Blog Entries
    174
    Rep Power
    10
    الدنيوية
    كل من تسألهم عن الدنيوية يملكون مفتاحاً واحداً لها وهو :
    "فصل الدين عن الدولة"
    إذا كان هذا المفتاح يخص الساسة فما بال الناس في حياتهم الاجتماعية ينادون بتطبيق الدنيوية ؟
    ذلك لأنهم ارتضوا الحياة الدنيا
    ماذا يقول الله :
    "وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُور"

    "إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ " يونس

    الركون للدنيا والانغماس لا يخص غير المتدين ، بل هي نزعة يشترك بها الجميع، وحين نريد تقويم هذه الظاهرة نقف من الجميع موقفاً واحداً .
    كل الناس تركن للدنيا وتنسى حظها من الآخرة، وما تعاليم الدين وحكمته إلا تذكرة بليغة القول للإنسان ليتذكر حظه من الآخرة.

    التيارات الشكلانية الإسلاموية التي نشرت القتل في بلاد المسلمين ما فعلت فعلتها إلا بنزاع دنيوي، لماذا ينازعون التيار الدنيوي الحاكم إلا قتالاً على الملك والحكم ولو أخذت حركتهم اسما دينية وخطاباً دينياً كذباً وزوراً، وما عادت هذه الجعجعة تنطلي على العقلاء والبسطاء على حد سواء.

    وكما هناك تيار دنيوي يرتضى بالحياة الدنيا
    فهناك تيار معجل أسميته المعجلون، الذين يعجلون بالآخرة
    هناك فرق دينية عجلت بالسفر لفلسطين تمهيداً واستعجالاً لنزول المخلص المسيح أو الماشيخ .
    المعجلون اليهود
    المعجلون المسلمون من فرقة الخوارج
    هذه الفرقة عجلت بتوزيع جنان الله على أنصارها، وعجلت بتوزيع حوريات الجنان على مقاتليها
    إنهم المعجلون

    لقد استفاد العقل الغربي من ظاهرة المعجلين ودعموها بأحدث الوسائل النفسية والطبية، فأضافوا التجارب المخبرية من أيام هتلر حتى بوش الابن، ذخروها بإعلام لا يحاسب وأموال لا تعد وأحدق عرف عمليات الناتو لتكون الذراع الآخر لحرب لا تبقي ولا تذر مع الدنيوية السياسية.

    إذن هناك تيار أسميناه المعجلون
    وتيار الدنيوية، التيار الذي يحب الفصل وتقديم خيرات الحاضر على الآخرة.

    فكان المرض النفسي الجماعي الذي حق أن نصفه بمرض " انفصام الشخصية"

    هل هو انفصام شخصية جماعي ؟
    هل هو انفصام شخصية اجتماعي ؟

    الانفصام عموماً شكل من أشكال الفصل بين جوانب الشخصية

    فهل سيكون الحل بانتصار أحد جوانب شخصيتنا العربية على الجانب الآخر ؟

    هل نغلب الفكر الدنيوي على الأخروي ؟

    أم نغلب الفكر الأخروي على الفكر الدنيوي ؟

    يقول الله تعالى :

    "وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ 77 القصص

    يقول الإمام علي كرم لله وجهه :
    "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت"

    طارق شفيق حقي
     

  3. #39  
    المدير العام طارق شفيق حقي's Avatar
    Join Date
    Dec 2003
    Location
    سورية
    Posts
    13,621
    Blog Entries
    174
    Rep Power
    10
    دور ساطع الحصري في ترسيخ الطائفية في العراق
    عبد الخالق حسين

    لعب المفكر ساطع الحصري (1880-1968)، أحد الرواد الأوائل في حركة القومية العربية، دوراً كبيراً في ترسيخ الطائفية في الدولة العراقية الحديثة، وربطها بالقومية العربية، حيث اعتبر بحق عرابها، وأسبغ عليها طور الحداثة. وغني عن القول أن الطائفية كانت موجودة في العراق منذ تأسيس الدولة الأموية، ولكن كما أشرنا في الفصل السابق وما قبله، أنه خلال حرب الجهاد، وثورة العشرين، ومهما كان موقفنا منهما، توفرت أجواء وظروف جيدة للتقارب بين الشيعة وأهل السنة، وبالتالي كان ممكناً استثمار هذه الأجواء للتخلص من الطائفية، ولكن هذين الحدثين (حرب الجهاد وثورة العشرين) دفعا المحتلين لأخذ موقف انتقامي من القائمين بهما، ولقي هذا الموقف التأييد والدعم من القادة العراقيين الجدد، خريجو المدرسة التركية، الذين أرادوا الاستمرار على الموروث التركي العثماني في العزل الطائفي. ولذلك يعتقد البعض أن الإنكليز كانوا قد استوردوا الحصري إلى العراق خصيصاً لهذا الغرض.

    ولم يتوقف دور الحصري عند الحدود العراقية فحسب، بل تعدى تأثيره في مختلف المجالات السياسية والفكرية والتربوية إلى البلاد العربية الأخرى، فهو مفكر موسوعي، وصاحب المؤلفات العديدة في الفكر القومي العربي، واعتُبِرَ فيلسوف العروبة بعد أن غادر العراق عام 1941. لذلك فالرجل يستحق منا وقفة لمناقشة دوره في تكريس الطائفية وتنشيطها، إثارة نعرتها في الدولة العراقية الحديثة دون أن نغمط حقه.

    ونظراً لأهميته، فقد صار الحصري بعد وفاته موضوعاً للباحثين في كتابة البحوث والرسائل الجامعية، ليس في البلاد العربية فحسب، بل وفي أمريكا وروسيا وغيرهما. ولعل من أهم هذه البحوث هو الكتاب القيم الذي ألَّفه الباحث الأمريكي ويليام كليفلاند، الأستاذ في جامعة برنستون، الموسوم: "الحصري من المفكرة العثمانية إلى العروبة"، وكتاب آخر للباحثة الروسية، تيخونوفا الموسوم: "ساطع الحصري رائد المنحى العلماني في الفكر القومي العربي." ويعتبر كتاب كليفلاند من أهم المصادر في هذا الصدد.

    يقسّم كليفلاند حياة الحصري إلى ثلاث مراحل. المرحلة الأولى هي التي قضاها في خدمة الدولة العثمانية، والتي حاول الحصري إحاطتها بالكتمان والغموض. إلا إن كليفلاند استطاع الحصول على موافقة الحكومة التركية والإطلاع على الوثائق التاريخية في العهد العثماني التي تخص حياة الحصري. فاكتشف الباحث القسم الغامض من حياته.

    والحصري مشكوك في أصله، فهو يدعي أنه من سلالة الإمام علي (ع)، ولقبه الحصري يعود إلى بلدة في اليمن، إلا إن الشاعر محمد مهدي الجواهري يؤكد في كتابه (ذكرياتي ج1) أنه سأل الكثيرين ممن التقاهم من أهل اليمن، عن وجود مكان في اليمن بهذا الاسم، فأنكروا ذلك. ويدعي الحصري أن والداه استقرا في مدينة حلب، وأنه من مواليدها عام 1880، وهذا ما ينكره كليفلاند حيث دقق في سجلات المواليد في تلك الفترة في حلب، فلم يعثر على اسمه. ويستنتج الباحث أنه على الأغلب أن ساطع الحصري قد ولد في إسطنبول حيث نشأ وتعلم فيها، ولم يرحل إلى البلاد العربية حتى بلغ الأربعين من عمره وبعد سقوط الدولة العثمانية.

    فالمرحلة الأولى من حياة الحصري البالغة أربعين عاماً، هي مرحلة العثمنة، (من العثمانية) حيث عاش وتثقف في إسطنبول وباريس. ففي هذه المرحلة كان الحصري من أبرز المدافعين عن الفكرة العثمانية ضد الأفكار الداعية إلى إجراء إصلاحات في الدولة على ضوء تقسيم الشعوب قومياً.. ولم يكن ذلك على أساس ديني.. لأنه ظل في جميع مراحل حياته بعيداً عن الإسلام. ولم يكن قومياً عربياً في مرحلته التركية العثمانية، وعندما قام الحاكم التركي جمال باشا في سوريا، الملقب بجمال السفاح، بإعدام القوميين العرب ومنهم عبد الغني العريسي وعبد الكريم خليل الذي كان صديقاً للحصري، لم يتحرك الحصري ولو بكلمة تأبين لصديقه، ولم يساهم في حركة دعاة الدستورية والحرية، وكان من جماعة الأتراك الشباب (تركيا الفتاة) التي كانت تطالب بعصرنة الإمبراطورية العثمانية، فكان مع العثمنة وضد القومية العربية، ولم يغيّر موقفه منها إلا بعد أن سقطت الدولة العثمانية على أيدي الحلفاء في الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، وانسلخت عنها الأقطار العربية.

    والجدير بالذكر، أن في أواخر العهد العثماني كان شقيق ساطع الحصري، بديع بيك، متصرفاً للواء الناصرية. وكانت الحكومة المركزية في إسطنبول قد خططت عملية اغتيال السيد طالب النقيب لأنه كان من دعاة الحركة العربية، فأناطت هذه المسؤولية بالسيد بديع بيك مع القائد العسكري التركي في البصرة فريد بيك. ولكن جماعة النقيب كانوا أكثر حذراً ومهارة، وقرر السيد طالب النقيب أن يتغدى بهما قبل أن يتعشيا به! فقُتِلا على أيدي رجال النقيب في 19 حزيران 1913 في تلك المحاولة. (1). ولعل هذه الحادثة كان لها أثر بليغ في إثارة حقد الحصري على العراقيين الذي ظهر في سلوكه فيما بعد.

    ولما تأسست المملكة العربية السورية، غيَّر الحصري موقفه السياسي ورحل إلى الشام عام 1920 حيث كان في الأربعين من العمر، فانتمى إلى جماعة الأمير فيصل بن الحسين (شريف مكة)، وعُيّن مديراً للمعارف. وهنا بدأت المرحلة الثانية من حياته. وكان يجهل اللغة العربية مما أثار حنق السوريين عليه، وكان يجيد التركية (لغة الأم) والفرنسية كلغة ثانية.

    بعد سقوط المملكة السورية في واقعة ميسلون عام 1920، عاد الحصري إلى إسطنبول، ثم إلى إيطاليا وبعدها سافر إلى القاهرة بحثاً عن عمل في التدريس، وهنا سمع من الدوائر الإنكليزية أن هناك مخططاً لتأسيس مملكة في العراق، وتنصيب فيصل ملكاً لها، فراح يبحث عن أحوال العراق وشعبه والتقى بالشاعر العراقي عبد المحسن الكاظمي الذي كان مقيماً في القاهرة آنذاك حتى وفاته عام 1935. وكل ما اهتم به الحصري من معلومات عن العراق هو أن في العراق طائفة شيعية تشكل الأغلبية العربية، وكانت مضطهدة من قبل الحكم العثماني. فقرر الانتماء إلى جماعة فيصل ثانية. (2)
    وصل الحصري بغداد في آب1921، لتبدأ أخطر مراحل حياته التي ظلت مجهولة على القارئ العربي بينما عُرفت المرحلة الأخيرة بتفاصيل وافية بعد خروجه من العراق عام 1941، ونشره عدداً من المؤلفات القومية المهمة حتى وفاته.
    يقول الأستاذ حسن العلوي: "لم يقم الحصري بأية علاقة مع أي عراقي خلال عشرين عاماً من عمله وإقامته في العراق. ولم يذكر العراق بخير،.. لكنه تحدث كثيراً عن العجم.. وكثرة العداوات.. والمؤامرات على شخصه. فخلال الأشهر الست الأولى من وصوله بغداد، قضاها مع الإنكليز وانعقدت بينه وبين عدد منهم مثل كورنواليس، وغاربيت، والمس بيل، ومع سميث فيما بعد، أواصر عمل مشترك ومودة روحية." (3)
    اعتمد الإنكليز على ساطع الحصري لتحقيق المخطط البريطاني كعراب للقومية العربية في العراق وربطها بالطائفية، واضطهاد أربعة أخماس عرب العراق، وحرمانهم من حقوق المواطنة في بلدهم. عمل بإجهاد لتنفيذ هذا المخطط الطائفي خلال عمله في العراق كمدير عام للمعارف. ولم يشعر الحصري بأي انتماء للبلد الذي عاش فيه عشرين عاماً، ولم يعرف أو يقدر مشاعر سكانه إزاء تاريخهم وأعرافهم.

    فلسفة الحصري
    يؤكد كليفلاند أن الحصري أرتكز إلى أفكار التنوير البرجوازي الأوربي وليس إلى مذاهب جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده الإصلاحية، فقد شغل موقع "المراقب الأجنبي"، الذي حلَّق بعيداً فوق البنية الاجتماعية المحيطة (4). أما نضاله ضد دعوات الإقليمية والجامعة الإسلامية فيصفها الباحث بقوله: "إن اقتراحاً مثل هذا التعديل الجديد والجذري في الولاء لا يمكن أن يتقدم به إلا شخص، لا يضرب جذوراً عميقة في المجتمع العربي، ولا تهمه الاعتبارات السياسية والارتباطات المحلية" (5).

    وقد تأثر الحصري بفلسفة فيختة وهيغل، لذلك اقتبس أفكار هذين الفيلسوفين الألمانيين وإضفاءها على القومية العربية. وفي هذا الصدد تقول الباحثة الأمريكية ج.هايم التي ترّد مآثر الحصري في حقيقة الأمر إلى "تقديم فيختة وهيغل في صورة أساتذة للفكر العربي الإسلامي" . وتقول في مكان آخر إن نزوع الحصري إلى صياغة نظريته في قوالب تتوافق شكلياً مع الإسلام، إنما جاء من كونه "قد اتخذ من فيختة، لا القرآن مصدر إلهام له." (6) وليس غريباً من شخص كالحصري، المعجب بالفلسفة الألمانية (هيغل وفيختة) أن يتبنى الفاشية في التنظير القومي، فيؤكد كليفلاند ذلك عن الحصري قوله: "إن النظام الذي يجب أن تتجه نحوه آمالنا ومساعينا هو نظام فاشستي." (7)
    والحصري لا ينكر موقفه من الدين ودوره في العروبة. فهو برغم تأكيده على "الدور العظيم المنقطع النظير الذي قام به ظهور الإسلام في تكوين الأمة العربية، وتوسيع نطاق العروبة" إلا إنه يستدرك قائلاً: "ومع كل ذلك لم تر أبحاثي مجالاً ولا لزوماً لاعتبار الدين من المقومات الأساسية للقومية العربية" فرغم "إن الحركة الإسلامية … أوجدت تحولاً انقلابياً خطيراً في أحوال العرب… لم تبق مرتبطة بالقومية العربية ارتباطاً تاماً، لأن بعض الجماعات استعربت دون أن تعتنق الديانة الإسلامية. وبعكس ذلك فإن بعض الجماعات اعتنقت الديانة الإسلامية دون ان تستعرب." (8).

    دور الحصري في التربية والتعليم
    عُيّن الحصري مديراً للمعارف بالإضافة إلى كونه مستشاراً للملك. ومن الأحداث اللاحقة تبيَّن أن كلمته كانت فوق كلمة الوزير، بل وحتى فوق كلمة الملك في بعض الأحيان، لأنه كان مدعوماً من قبل الإنكليز، حيث أنيطت به، وبإيعاز من الإنكليز، مهمة نشر الطائفية ومعاداة الشيعة، والطعن في عروبتهم ووصفهم بالعجمة والشعوبية.
    وكان للحصري تأثير بالغ في وضع المناهج التدريسية، وتوجيه طلاب المدارس وجهة تفضي إلى اغتراب العراقيين عن تراثهم الأدبي. ففي كتب الأدب العربي وتاريخه، لم يذكر أي أديب أو شاعر عراقي من أصول شيعية، قديم أو معاصر، رغم كثرتهم ودورهم الكبير في خدمة الأدب العربي، من أمثال: الكميت بن زيد الأسدي، والمتنبي، والمعري، والمعاصرين منهم من أمثال: محمد رضا الشبيبي، ومهدي المخزومي، وباقر الشبيبي، والفقيه والشاعر الكبير محمد سعيد الحبوبي، أو الجواهري، واستمرت الحالة هذه طوال العهد الملكي، بينما ركز على الأدباء والشعراء العرب من سوريا ومصر وغيرهما دون العراقيين.

    والجدير بالذكر أن الحصري هو الذي أدخل في المدارس عقوبة الجلد والطرد ضد تلامذة، العقوبة المذلة التي أثبت علم النفس آثارها النفسية المدمرة على شخصية التلميذ ومستقبله، ودفعه لممارسة العنف مع الآخرين. وبهذه المناسبة، أقترح على المسؤولين عن التربية في العراق الجديد، وحرصاً على تربية الجيل الحالي والأجيال القادمة تربية علمية صحيحة، وحمايتهم من العقد النفسية والانحرافات الأخلاقية، اقترح بحث البرلمان العراقي على إصدار قانون يمنع بموجبه العقوبات الجسدية في جميع مراحل التعليم.

    دور الحصري في تمذهب السلطة
    ومما تقدم، نعرف دور الحصري في بناء الدولة العراقية الحديثة على أساس الطائفية التي مارستها الحكومات العراقية المتعاقبة بضراوة ضد غالبية الشعب العراقي، ابتداءً من حكومة عبد الرحمن النقيب إلى حكومة صدام حسين، باستثناء فترة حكومة ثورة 14 تموز 1958، لأن قائدها الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم أصر على معاملة العراقيين بالتساوي، وبدون أي تمييز عنصري، أو طائفي، أو عشائري، أو مناطقي ... لذلك انتقموا منه شر انتقام.

    لقد تركزت حملة الحصري وحكومة "النخبة" على التشكيك في عروبة الشيعة التي استمرت لحد هذه اللحظة. والمعروف أن العشائر في الوسط والجنوب هم من العرب، ومن المهزلة بمكان ان تبرز الحاجة للدفاع عن عروبتهم، فهم عشائر التميم، والخزاعل، والزبيد، وربيعة، والخفاجة، وآل فتلة، والجبور، وبني حجيم، وبني أسد، والأزيرج، وبني كعب، وبني لام، وشمر، وعنزة وغيرهم. فهؤلاء أختلطوا بأقوام وادي الرافدين من السومريين، والأكديين، والبابليين والآثوريين والكلدانيين وغيرهم. وبمرور الزمن اختلطت هذه العناصر البشرية في بوتقة واحدة وهي الأمة العراقية.

    كما وتركزت حملة الحصري ضد ثورة العشرين وتشويه سمعة قادتها. فيذكر في مذكراته على لسان أحد الإنكليز وهو(غاربيت) تنديداً واسعاً بالثورة والثوار قائلاً: "يجب أن نعذر هؤلاء-الإنكليز- لأنهم شاهدوا الفظائع التي ارتكبها الثوار. إنهم ذبحوا بعض الضباط الإنكليز ذبح الشاة. وقد مثلوا بأيديهم وبأرجلهم وقطعوها إرباً إرباً، وقد وجدنا أكثر من عشر جثث بمثل هذه الأحوال الفجيعة. نحن سعينا أن نخفي ذلك. لم نقل العرب يحاربون هكذا، بل قلنا لعائلاتهم أننا دفناهم بالاحتفالات اللازمة، ولكن هناك من عرف ذلك وشاهده فإذا ما رأيتموهم يسلكون مسلك القسوة يجب أن لا تتعجبوا على ذلك" (9) . ويقول العلوي لا شك فمن التعابير الحاقدة، يظهر جلياً أنها عبارات الحصري نفسه وليست غاربيت.

    ويلخص حسن العلوي موقف الحصري من العراق على الشكل التالي (10): - مناوئ إلى حد البغض للوطنيين العراقيين سنة كانوا أم شيعة.
    - مناوئ للعراقيين الشيعة وطنيين كانوا أم عملاء.
    - مناوئ للأكراد في الحالتين.

    وكان الحصري يمارس الطائفية بدهاء، خاصة في تعامله مع الطلبة الشيعة في إرسال البعثات إلى الخارج، إذ يذكر الراحل عبد الكريم الأزري عن إنحياز الحصري ضد طلبة الشيعة في إرسال البعثات فيقول: " لا أذكر تماماً عدد طلاب البعثة العلمية الموفدة إلى خارج العراق في السنة الدراسية 1931 ولكني أتذكر أن عدد الطلاب في البعثة من الشيعة كان أقل بكثير من عدد اليهود وكان قد حدث حادث ليس غريباً ولا غير متوقع للبعثة المذكورة إذ أوفد معظم طلاب البعثة العلمية إلى (صفد) في فلسطين لكي يدرسوا اللغة الإنكليزية هناك ويتقنوها. وهناك في صفد التحق أحد طلاب البعثة من اليهود بإحدى المنظمات الصهيونية التي تبنته."(11)

    فتنة أنيس النصولي
    كلما أرادت بريطانيا توقيع أية معاهدة أو اتفاقية مجحفة ضد العراق، كانت توعز للحصري أن يقوم بعملية لشق وحدة الصف الوطني، وذلك بإثارة فتنة طائفية لإشغال الشعب وإلهائه في قضايا جانبية وتمرير المعاهدة. فعندما أرادت بريطانيا توقيع اتفاقية النفط وكان الحصري قد استورد مدرساً لبنانيا للتدريس في العراق يدعى أنيس النصولي الذي قام بنشر كتاب تعرض فيه بشخصية الإمام علي، وفرضه على طلبة المدارس، وكان عملاً مدبراً متحدياً مشاعر العراقيين، وأثار الكثير من الاضطرابات.

    جاء في كتاب النصولي الموسوم: (الدولة الأموية في الشام) وطبعه في مطبعة دار السلام في بغداد في سنة 1926، وسبب ردود أفعال عنيفة من قبل الشيعة لأنه تعرض بالإمام الحسين وتبجيل بني أمية وخاصة يزيد بن معاوية، ومما جاء فيه سب الحسين قوله: " ولطالما استمسك بنو أمية بعروة الخلافة وبينوا جلالها وأهميتها الدينية، فادعوا أن الله ناصرها ومذل أعدائها، وإن الذين يسعون في الخلافة عليها هم الكفرة الفجرة. ولا غرابة في ذلك فالعاهل الأموي كان خليفة رسول الله، ومن يخرج على الخليفة فإنما يخرج على رسول الله، ومن يخرج على رسول الله فإنما يخرج على الله ومقره جهنم وساءت مصيرا." والجدير بالذكر أن حسين جميل كان مؤيداً للنصولي، ولم ير في كتابه إهانة لمعتقدات الشيعة". ويعلق عبدالكريم الأزري قائلاً: "إني أوجه هذا السؤال، بل الامتحان الوجداني، إلى حسين جميل، المفكر والمحامي، والقانوني الضليع، راجياً منه جواباً صريحاً، وكل أملي أن يخرج من هذا الامتحان بنجاح."(12)

    وكان المخطط هو فرض كتاب النصولي على المدارس الثانوية في درس التاريخ بتعليمات من الحصري طبعاً، الأمر الذي أثار فتنة، وخرجت الجماهير إلى الشارع محتجة على هذا الإجراء الطائفي، مما حدا بوزير المعارف، السيد عبدالمهدي المنتفكي آنذاك، بفصل النصولي الذي غادر العراق، وأكد ذلك الشاعر محمد مهدي الجواهري في قصيدته "تحية الوزير" التي مطلعها: (13)
    حيِّ الوزير وحيِّ العلمَ والأدبا ........ وحيِّ من أنصـف التاريخ والكتبا
    هم حـاولوها لأغراضٍ مذمَّـمةٍ ........ حتى إذا سُعِّرَتْ كانوا لها حطبــا
    هذا نتاجُ شعورٍ جـاش جائشُـه ....... راعوا عواطفَ هذا الشعب يا غُربا

    وفتنة طائفية أخرى
    وفي حزيران /يونيو 1933، واجهت حكومة رشيد عالي الكيلاني نزاعاً طائفياً ظهرت شرارته الأولى بنشر كتاب "العروبة في الميزان" الذي كتبه المدعو عبد الرزاق الحصّان الذي كان يعمل في وزارة المعارف العراقية، أي تحت إمرة الحصري أيضاً. وكان قد طرح في كتابه هذا فكرة مفادها أن الشيعة في العراق لم يكونوا عرباً، بل أنهم انحدروا من المجوس القدماء، وهم في العراق من بقايا الساسانيين، كما أنه قدم وصفاً لنزعة الشيعة نحو إبداء الولاء إلى إيران، وإن تاريخهم هو تاريخ الشعوبية نفسه. ولقد أحدث الكتاب غضباً كبيراً بين الشيعة وخاصة في المدن المقدسة، ويكرر التاريخ نفسه إذ نجد نفس التهمة، وإلى يومنا هذا، توجه إلى شيعة العراق وقادتهم السياسيين. وقد قدمت الاحتجاجات إلى السلطات في كل من النجف وكربلاء والحلة والكوفة وغيرها من المدن والأقاليم. كما وجرت أعمال عنف وهجوم على دوائر الحكومة. وأخيراً اضطرت الحكومة بمصادرة الكتاب وتمت محاكمة المؤلف وحكم عليه بالسجن.(14). وكان واضع الرسالة (عبدالرزاق الحصان) من حاشية نوري السعيد، وظهر فيما بعد أن ياسين الهاشمي كان وراء المؤلف، وقد تبناه شخصياً طه الهاشمي طيلة حياته. (15)

    معاناة الجواهري على يد الحصري
    يذكر أن الحصري فَصَلَ الشاعر محمد مهدي الجواهري من سلك التعليم لأنه وصف في قصيدة له أحد مصايف إيران عام 1927، متهما إياه بالشعوبية والتبعية الإيرانية، وأصر على فصله رغم تدخل الملك فيصل الأول، مما أضطر الملك تعويض الجواهري بتعيينه موظفاً في البلاط. وقد خصص الجواهري عشرات الصفحات من مذكراته عما عاناه على يد الحصري من تعسف بدوافع طائفية بحتة. (الجواهري: ذكرياتي ج1).

    وقد بقت تهمة التبعية الإيرانية تلاحق آل الجواهري، وحرم العديد منهم من شهادة الجنسية العراقية التي بدونها لا يسمح لشبابهم بدخول الجامعات العراقية أو الحصول على وظيفة في الدولة. فخلال خدمتي في المناطق النائية كطبيب في قضاء أبي صخير عام 1971، تعرفت على الكثير من أفراد ينتمون إلى عائلات تحمل لقب الجواهري، ومنهم شباب خريجو المدارس الثانوية. ولما سألتهم لماذا لم يلتحقوا بالجامعة لإكمال دراستهم، كان جوابهم أن السلطات ترفض منحهم شهادة الجنسية وذلك لكونهم أقرباء شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري. فهل هناك إجحاف أكبر من هذا بحق مواطنين ساهم آباؤهم في ثورة العشرين التي تعتبر السبب المباشر لتأسيس الدولة العراقية، ولهم دور في إغناء الثقافة العربية في العراق والعالم العربي، أن يحرموا من أبسط حقوق المواطنة؟ وما زال الألم يعتصرني على هؤلاء الشباب المتحمسين لتلقي العلم، والمعرفة، ويطمحون في مستقبل زاهر لهم في وطنهم العراق، وقد حرموا من تحقيق طموحاتهم لا لشيء إلا لأنهم شيعة ومن أقارب محمد مهمدي الجواهري، وبقرار من إنسان غير عراقي أصلاً ألا وهو الحصري.

    موقف الحصري من الطوائف الأخرى
    لم يقتصر حقد الحصري على الشيعة فحسب، بل كان ضد الشعب العراقي ككل كما يبدو من أعماله الأخرى، وما الطائفية إلا إحدى الوسائل الفتاكة التي استخدمها لتنفيذ مخططه في عرقلة مسيرة الشعب العراقي بسلام. لقد عمل كل ما في وسعه على تدمير ثقة الإنسان العراقي بنفسه، فزرع فكرة في نفوس العراقيين أن العراقي لا يصلح لأي شيء. وكان العراقي لا يحصل على تعيين في وزارة المعارف إلا بشق الأنفس، إذ كان يصر على استيراد المعلمين من سوريا ولبنان ومصر وتفضيلهم على العراقيين. علماً بأن كان هناك الآلاف من خريجي المدارس الدينية في النجف وكربلاء والكاظمية وبغداد وسامراء، يصلحون للتدريس في اللغة العربية وآدابها ومادة التاريخ والرياضيات.. وغيرها.

    ولما أمر الملك فيصل بفتح دار للمعلمين في الحلة وأخرى في الموصل، رفض الحصري المشروع بشدة، وذكر في مذكراته فيما بعد، أنه رفض المشروع لأنه كان في الحلة يفيد الشيعة وفي الموصل يفيد المسيحيين، وقال ما نصه: "وأنا لم أتردد في الحكم بأن تنفيذ هذه الخطة- إنشاء دار للمعلمين في الحلة وأخرى في الموصل- يعرض الوحدة الوطنية لخطر عظيم لأنه كان من الطبيعي في تلك الظروف أن تكون الأكثرية الساحقة من طلاب دار المعلمين في الموصل من أبناء المسيحيين وفي الحلة من أبناء الجعفريين."(16)

    وكان يرفض الاعتراف بخريجي المدارس الجعفرية، وأصر على عدم تعادل شهادتها بالشهادة الثانوية. وكانت تُرفض طلبات الطلبة الشيعة في القبول في كلية الحقوق. ولما كثرت الاحتجاجات على هذا السلوك، أوعز الملك بفتح صف إضافي في كلية الحقوق لقبول الطلبة الشيعة من خريجي المدارس الجعفرية. والجدير بالذكر أن إجراء الملك هذا واجه معارضة ليس من قبل الحصري وحده، بل ومن مسؤولين آخرين سنأتي عليه في فصل قادم.

    موقف الحصري من المدارس الجعفرية
    وفي المرحلة الثالثة والأخيرة من حياته، وبعد أكثر من عشرين عاماً من مغادرته العراق، حاول ساطع الحصري أن يظهر نفسه مدافعاً عن حقوق الطوائف الأخرى ويدافع عن نفسه في مواقفه المتشنجة ضد العراقيين أيام كان مديراً عاما للمعارف. وبهذا الخصوص تدافع الباحثة السوفيتية تيخونوفا عنه وتستشهد بأقواله من مذكراته في العراق فتقول: "فقد اصطدم في منصبه كمدير عام للمعارف العراقية بإحدى المشكلات السياسية الداخلية. وكانت من بين الدوافع الرئيسية لاستقالته افتراءات الإقليميين (كذا)، الذين راحوا يتهمونه بـ"احتقار العراقيين" وبـ"خدمة الدخلاء"، وتهجمات بعض الجماعات الجعفرية، التي وصمته بمعاداة الجعفرية، وذلك بسبب إجراءاته للحد من تأثير "المدارس الإيرانية."(17) وهنا العذر أقبح من الفعل، إذ يعتبر الحصري المدارس الجعفرية في العراق التي أسسها أسرة أبو التمن البغدادية المعروفة، مدارس إيرانية. ألا يعتبر هذا السلوك طائفياً؟.

    الحصري يغير مواقفه متأخراً
    والمفارقة، أن الحصري يحاول في كتابه (حول القومية العربية) الصادر في بيروت عام 1961 أن ينتقد تماماً غيره على ما كان يمارسه هو في حياته العملية عندما كان مديراً للمعارف في العراق في العشرينات والثلاثينات، حيث لعب دوراً بارزاً في تسعير الخلافات المذهبية، وموقفه المتحيز ضد الشيعة، فيعيب في كتابه هذا على كتاب د.جمال حمدان، الموسوم بـ(دراسات في العالم العربي) الذي يتحدث فيه عن "الأقليات الدينية" (والتسمية لجمال حمدان) حديثاً، بعيداً عن اللياقة والاحترام. فعندما يذكر "الطوائف والمذاهب الإسلامية المختلفة، كالشيعة والدروز والعلويين، يقول: "إن ذلك في حقيقة الأمر ليس إلا جموداً دينياً، تحجر في بيئات محلية جبلية منعزلة". أما الحصري فيرفض رفضاً قاطعاً مثل هذا الطرح للمسألة، فيقول: " وغني عن البيان أن أمثال هذه الأقوال تتنافي مع مقتضيات السياسة القومية الرشيدة، لأن أولى قواعد السياسة المذكورة يجب أن تكون احترام جميع الأديان والمذاهب القائمة في البلاد، وتجنب كل ما يجرح عواطف معتنقيها ومشاعرهم الخاصة". (18) فهل انتبه الحصري ولو متأخراً إلى مواقفه الخاطئة إزاء الطوائف الأخرى لكي ينتقد الآخرين على مواقفهم المتعسفة التي تشبه ممارساته هو عندما كان في العراق؟ وهل غيرته الأيام ولكن بعد فوات الأوان؟؟
    كذلك اتخذ الحصري موقفاً متعسفاً من الإقليمية دون أدنى احترام لمشاعر المواطنين إزاء ثقافاتهم الوطنية والإقليمية وذلك لتركيزه على القومية العربية ككل. وهذا يعكس حياته التي قضاها في التنقل وعدم الاستقرار في أي قطر من الأقطار العربية، بمعنى أنه لم ينتمِ إلى أي بلد عربي، إذ قضى السنوات الأربعين الأولى من عمره في تركيا وعشرين عاماً في العراق، وقضى السنوات السبع والعشرين الأخيرة من عمره في الكتابة والتأليف، متنقلاً بين الشام وبيروت والقاهرة.(19). لذلك يعلل الباحث الأمريكي ويليام كليفلاند نضال الحصري ضد دعوات الإقليمية والجامعة الإسلامية فيصفها بقوله: "إن اقتراحاً مثل هذا التعديل الجديد والجذري في الولاء لا يمكن أن يتقدم به إلا شخص لا يضرب جذوراً عميقة في المجتمع العربي، ولا تهمه الاعتبارات السياسية والارتباطات المحلية".(20)

    ويظهر ذلك جلياً من مذكراته بجزئيها، وكما يقول العلوي: "فقد قضى عشرين عاماً في العراق وخرج منه دون أن يأتي ولو بإشارة إلى ذكر نخلة، أو نهر، أو جلسة بغدادية، ولم يظهر فيه أنه أرتاح يوماً لا لرائحة التراب العراقي المرشوش، ولا لرائحة خبز التنور، ولا أحب حياة الناس البسطاء في أسواقهم ومقاهيهم... ولكنه تحدث كثيراً عن كثرة العجم.. وكثرة العداوات.. وكثرة المؤامرات على شخصه.. لذلك لم يترك الحصري أثراً طيباً بين العراقيين، ولم تكن له مدرسة شعبية أو أتباع شعبيون."(21)

    ورغم أن الحصري قد كرس ما تبقى من حياته بعد مغادرة العراق عام 1941 وحتى وفاته عام 1968، في سبيل العروبة وقضية القومية العربية والوحدة العربية، إلا إنه وكغيره من القوميين العرب في العراق، قد ألحقوا أشد الأضرار بحركة القومية العربية بسب بناء القومية العربية على أساس معاداة الشيعة في العراق والتشكيك بولائهم الوطني. وبذلك فقد ضحوا بالعروبة والقومية في سبيل الطائفية البغيضة. وقد لعبت هذه السياسة دوراً كبيراً في الدمار الذي لحق بالعراق بصورة خاصة، والعالم العربي بصورة عامة.

    تلامذة الحصري
    والحق يقال، أن الراحل ساطع الحصري ترك جروحاً عميقة في الشعب العراقي، وتراثاً لا يختفي أثره بمجرد رحيله عن العراق أو إلى العالم الآخر، إذ خلَّف تلامذة أوفياء ساروا على نهجه بكل إخلاص، وما يجري الآن من حرب الإبادة ضد الشعب العراقي من قبل فلول البعث وحلفائهم أتباع القاعدة إلا نتاج الماضي وجهود هؤلاء، ومنهم السيد خير الدين حسيب (رئيس مركز دراسات الوحدة العربية) الذي قال عنه العلوي: [ يعتبر الوريث الشرعي لساطع الحصري في الطائفية وتبنى المشروع البريطاني في التشهير بالشيعة وطعن أصولهم العربية في العراق بطريقة استفزازية التي وردت في مذكرات الحصري وعلى لسان غلاة الطائفيين، يطعن في أحد منشوراته بمذهب الأغلبية العربية العراقية فقد جاء في الصفحة 216 من التقرير الذي يحمل اسم (مستقبل الأمة العربية): "ان المذهب الشيعي امتزج بالقومية الفارسية"](22)

    ومنذ سقوط حكم البعث الفاشي عام 2003، طلع علينا نفر من الكتاب من تلامذة الحصري الصغار، راحوا ينشرون مقالات ظاهرها البكاء والنحيب على الشعب العراقي، والحرص على وحدة العراق أرضاً وشعباً، وباطنها السم الزعاف لتسميم العقول، والبكاء على عهد صدام البائد، وتحقير العراق الجديد، الذي يعتبرونه قد انتهى بعد حكم صدام، فمشاركة كل العراقيين من مختلف الأطياف في الحكم، في عرفهم "محاصصة طائفية وعرقية بغيضة" وفيه نهاية العراق كدولة، وكل هذه الانتخابات والمؤسسات الديمقراطية هذه هي "ديمقراطية كسيحة"، والإدعاء بأن العراق ما كان يعرف الطائفية من قبل إلى أن جاء الأمريكان فخلقوا لنا هذه المشكلة.
    ننقل هنا غيضاً من فيض من بعض العبارات وعناوين المقالات لتي ينشرها هؤلاء، مثل: )يريدون العراق "طولة عجم"(، و: "نهاية العراق من دون شهادة وفاة !!"، و"العراق السابح في بحر الظلمات"..الخ. واعتبار الذين يحكمون العراق من بعد صدام هم "من سقط المتاع استوردهم الأمريكان". طبعاً يقصد بسقط المتاع فقط أولئك السياسيين من طائفة معينة، بدليل أن الكاتب مدح وروَّج للمشاركين في العملية السياسية من هم من طائفته، ونسي أن الذين وصفهم بـ"سقط المتاع" كانوا قد قادوا أكبر معارضة في التاريخ ضد أبشع نظام ديكتاتوري فاشي همجي يقتل معارضيه بأحواض الأسيد، ويطاردهم بكاتمات الصوت في كل مكان من المعمورة. كما و يعتبر هذا الكاتب خريجي المدرسة التركية العثمانية الذين رحبوا بالاحتلال البريطاني أوائل القرن الماضي، وتعاونوا معه، بأنهم وطنيون مخلصون وديمقراطيون ليبراليون، والويل لمن ينتقدهم، بينما يعتبر الذين تعاونوا مع الاحتلال الأمريكي في سبيل الخلاص من أبشع نظام فاشي، هم من سقط المتاع!! واعتبار كل من عارضه في الرأي متطفلاً على الثقافة، يجب عزله ما لم ينل شهادة حسن السلوك منه!!، وكإجراء ترهيبي، يعتبر هؤلاء كل من يكتب ضد الطائفية التي مورست في العهود السابقة هو طائفي "يدعو إلى الإثارة للانقسام والجهر بالانتقام".
    وهكذا يجيدون ليّ عنق الحقيقة، ورفع سيف تهمة الطائفية ضد كل من يتجرأ لفضح الطائفية ومعالجتها. يقول المثل العربي:"رمتني بسهمها وانسلت".
    وليث شعري، كيف يمكن لهؤلاء توحيد الأمة العربية في "وحدة ما يغلبها غلاب" كما يدعون، وهم يميزون بين مكونات الشعب العراقي أبشع تمييز وبدوافع طائفية؟؟
    ــــــــــــــــ
    المصادر
    1) علي الوردي، لمحات اجتماعية، ج3، ص214-215، دار كوفان- لندن، 1992
    2) حسن العلوي، الشيعة والدولة القومية في العراق، ص 254-255، مطبوعات CEDI فرنسا عام 1989.
    3) حسن العلوي، نفس المصدر، ص 257
    4) وليم كليفلاند، الحصري من المفكرة العثمانية إلى العروبة، ص71.
    5) وليم كليفلاند، نفس المصدر، ص 133
    6) تيخونوفا، ساطع الحصري رائد المنحى العلماني في الفكر القومي العربي، ص14، دار التقدم، موسكو، 1985
    7) كليفلاند، نفس المصدر، ص142
    8) تيخونوفا، نفس المصدر، ص53، مقتبس من أبحاث مختارة في القومية العربية، ج2، ص125-126، دار التقدم، موسكو، 1985).
    9) مذكرات الحصري، ص258
    10) حسن العلوي، الشيعة والدولة القومية في العراق، ص 258،
    11) عبدالكريم الأزري، مذكرات الأزري، ج1، ص30-31
    12) عبدالكريم الأزري، مشكلة الحكم في العراق، لندن، 1991، ص 237
    13) د.سعيد السامرائي، الطائفية في العراق، ص 116، ط1، 1993، مؤسسة الفجر، لندن، عن ديوان الجواهري، المجلد الأول، ص 214
    14) د.خالد التميمي، محمد جعفر أبو التمن، ص320-321، دار الوراق، لندن، 1996.
    15) حسن العلوي، التأثيرات التركية، ص 12، دار الزوراء، لندن، 1988، نقلاً عن مذكرات الهاشمي، ج2 ص 244
    16) مذكرات الحصري، ص 80.
    17) تيخونوفا، نفس المصدر، ص30
    18) ساطع الحصري، حول القومية العربية، ص97
    19) تيخونوفا، نفس المصدر، ص27
    20) كليفلاند، نفس المصدر، ص 133
    21) حسن العلوي، الشيعة والدولة القومية في العراق، ص 256.
    22) حسن العلوي، نفس المصدر، ص 288
    ــــــــــ
    الفصول السابقة
    الطائفية السياسية في العراق (مقدمة: لماذا هذا الكتاب؟)
    http://www.abdulkhaliqhussein.com/?news=385

    الفصل الأول: دور الطائفية في الأزمة العراقية*
    http://www.abdulkhaliqhussein.com/news/342.html

    الفصل الثاني: جذور الانقسام السني – الشيعي في الإسلام*
    http://www.abdulkhaliqhussein.com/news/384.html

    الفصل الثالث: الطائفية في العهد العثماني
    http://www.abdulkhaliqhussein.com/?news=386

    الفصل الرابع: الطائفية في عهد الاحتلال البريطاني وحرب الجهاد
    http://www.abdulkhaliqhussein.com/news/390.html

    الفصل الخامس: ثورة العشرين ودورها في تأسيس الدولة الطائفية
    http://www.abdulkhaliqhussein.com/?news=405
    ــــــــــــــــــــــــ
    الموقع الشخصي للكاتب http://www.abdulkhaliqhussein.com/
     

  4. #40  
    المدير العام طارق شفيق حقي's Avatar
    Join Date
    Dec 2003
    Location
    سورية
    Posts
    13,621
    Blog Entries
    174
    Rep Power
    10
    التاريخ ما عاد ممكناً أكثر مما كان
    ما هو الحل للمنطقة ؟؟
    إذا كانت العلمانية منذ ساطع الحصري الطوراني قد خلقت فجوة في المجتمع العربي الإسلامي
    وإذا كانت العلمانية نادت بفصل الدين عن الدولة
    فهذا هو ماجنته المخططات البريطانية والفرنسية للمنطقة
    حين تهمش الدولة دو الدين ولا ترعاه فإن التشدد وأصابع المخابرات العالمية ستعبث بعقول الشباب
    ما هو البديل عن الدين ؟؟
    هل يستطيع الفكر العلماني طرح البديل عن الدين ؟؟
    هل كانت الأغاني والدراما والمسرح والتصوير وشتى أنواع الفنون والحب والشهوات والمغامرات قادرة على أن تشكل الدين البديل للشباب المشرقي ؟؟
    إن هذا الشكل من التشدد المعاكس كان أحد أوجه الشبان الذين انضموا للضفة الأخرى من التشدد
    كثير من الشباب الهارب من أوربا عرف بتاريخ عابث مليء بالمغامرات والشهوات وفجأة يظهر الشيخ المخلص ليحول الشاب من تاريخه الماجن لفاتح الأندلس والمهدي المنتظر
    وإذا كنا نحتاج لنقاش عميق مع قادة المجتمع حول ما هو البديل عن الدين
    فنحن بحاجة لخوض نقاش أعمق حول البديل عن العلمانية ؟؟
    إذ قد يظن البعض أن الدولة الدينية هي الشكل البديل للعلمانية
    والدولة الثيوقراطية هي شكل مقابل للعلمانية وهي فشل جديد للمنطقة
    لو عدنا لبداية العلمانية في المنطقة فلقد طرحت أوربا العلمانية القومية كهوية بديل عن الهوية الدينية
    اليوم المنطق الأوربي تغير وأوربا ذاتها تعود إلى التدين لكن وفق هواها
    حين طرح ساطع الحصري العروبة كبديل عن الدين كان مدعوماً وفق المخطط البريطاني للعراق فتم تعيين ساطع الحصري مستشاراً للملك فيصل
    العقل الاستعماري كان ينظر للكعكة بشكل كامل ولم يكن ينظر وفق قصورنا المعاصر، لم يكن ينظر إلى المنطقة إلا وفق تاريخها العربي الإسلامي كقوة عظمى و كبلاد متجانسة بقواسم متعددة
    وإذا كانت النية تقاسم هذه المنطقة فيجب ضرب وحدتها والهوية هي
    أهم عناصر الوحدة وأول سلاح ضد التفرقة
    إذن عمل الاستعمار على ضرب الوحدة بضرب هوية المنطقة
    نعم لقد دعم الاستعمار العروبة لكن ليس حباً فيها بل ضرباً للدين فدعم كل أنصار العروبة بطريقته الخاصة فارتفعت هذه الأصوات على حساب الأصوات الأخرى وإن كانت أصوات وطنية
    ومن ثم عاد الاستعمار المعاصر ليضرب أنصار العروبة والقومية ويدعم التيارات الدينية الخارجية التي عمل على دعمها لعقود كالتيار الإخواني والسلفي
    وقد يقول عاقل فيما لو انتصر التيار العلماني والقومي على التيار المتشدد سيسارع الغرب لدعمه حتى حين
    لكن الواضح أن اللعبة تغيرت قليلاً، والنهضة الإسلامية التي أحدثتها انتصارات المقاومة لا مفر منها
    لن يقدر الحكام العرب بعد اليوم أن يكذبوا على الشباب المسلم مجدداً بأكذوبة ضعف العرب وقوة العدو، فحركات إسلامية صغيرة غيرت خارطة المنطقة
    إن الشكل الجديد الذي يسعى الاستعمار الجديد لتكريسه هو الهوية الطائفية للدول لضربها ببعضها لاحقاً
    الهوية الطائفية هي وجبة دسمة وشهية لكثير من الشباب الضعيفي الثقافة والعلم والدين
    الهوية الطائفية تلقى رواجاً لدى العامة ويسهل على السياسي استغلالها لمآربه الخاصة لكن هذه الخطوة السهلة ستكون الكمين الأصعب وهذه اللقمة السائغة ستكون السم الزعاف حين تبدأ المعارك الطائفية والحروب الدينية في المنطقة بين دول طائفية لا بين دول وأحزاب متشددة
    هل سيختار الحكام العربي الخيار الأصعب والقرار الحكيم في الوحدة الإسلامية
    العلمانية أصبحت تاريخاً منسياً وما ترداد هذه الكلمة إلا لعدم نضوج المشروع الإسلامي وشكله المعاصر الجديد
    إن المطلوب من الدول العربية اليوم أن تصحح الخطأ التاريخي الذي كان.
    المطلوب أن تتبنى الدولة رعاية الدين ولا تتركه للأحزاب السرية و أصابع المخابرات العالمية
    المطلوب من قادة الأمة إعادة الهوية العربية الإسلامية لبلادنا بشكلها الحضاري الجامع المانع بشكلها المدني ورقيها
    التاريخ والأحداث تمضي على عجل ولم يعد هناك بحبوبة لتأمل أو نزعة لهوى
    إما إن تسارعوا للوحدة بشكلها التاريخي أو تحضروا أكفانكم ولكم حرية اختيار شكل الكفن بحسب الطائفة التي تحبون
    لأن التاريخ ما عاد ممكناً أكثر مما كان
     

Similar Threads

  1. مقال: العلمانية – طارق شفيق حقي
    By طارق شفيق حقي in forum مجلة المربد
    Replies: 0
    Last Post: 28/03/2020, 08:22 PM
  2. العلمانية – طارق شفيق حقي
    By طارق شفيق حقي in forum فسيفساء المربد
    Replies: 0
    Last Post: 21/03/2020, 10:01 PM
  3. هل العلمانية وحدها هي الحل؟
    By طارق شفيق حقي in forum قبة المربد
    Replies: 0
    Last Post: 20/03/2020, 09:27 PM
  4. دوافع العلمانية
    By طارق شفيق حقي in forum فسيفساء المربد
    Replies: 4
    Last Post: 20/03/2020, 08:22 PM
  5. مقال: العلمانية وما بعد العلمانية - خالد ياموت
    By طارق شفيق حقي in forum مجلة المربد
    Replies: 0
    Last Post: 26/02/2015, 11:57 PM
Posting Permissions
  • You may not post new threads
  • You may not post replies
  • You may not post attachments
  • You may not edit your posts
  •