وكيف أمر من هنا ولا ألقي التحيةَ على أختي الغالية
بنت الشهباء
اشتقتُ كثيرا لحرفك الشامخ الأصيل
قرأتُ هنا أصالة الشعر وصدق الخاطرة
ونبض القلب الأديب والروح الشاعرة
مودتي لك يا أمينة الأمينات
مع تقديري
ثروت سليم
|
وكيف أمر من هنا ولا ألقي التحيةَ على أختي الغالية
بنت الشهباء
اشتقتُ كثيرا لحرفك الشامخ الأصيل
قرأتُ هنا أصالة الشعر وصدق الخاطرة
ونبض القلب الأديب والروح الشاعرة
مودتي لك يا أمينة الأمينات
مع تقديري
ثروت سليم
مقال رائع بإعداد,, وتقديم فنانة وأستاذة وأديبة متمكنة وقديرة بالأدب العرب,ولها ذوق وغيرة على إحياء ذكر عظماء أمتنا..
حقاً كان أمير الشعراء وشاعر الأمراء البارودي
مدرسةً لإحياء الشعر العربي الفصيح الجزل, وأتى بعد عهد من الإنحطاط الفكري, وكأن الله أرسله لإنقاذ اللغة العربية من براثن الشوائب...
لقد كان نبراساً لمن لمع من بعده أمثال أحمد شوقي وحافظ ابراهيم وغيرهم.رحمهم الله تعالى وأثابهم عنا خير الجزاء...
ولأديبتنا بنت الشهباء كامل الإعجاب مرصع بحسن الثناء...على ما تتحفنا به من نشاط فكري بناء,
يحي تراثنا العربي الوضاء.
مرة واحدة يا أخي الودود ثروت تنادي أختك :
أمينة الأمينات
فوالله أفخر وأعتز بهذا الكرم والفضل الذي أوليتني به ، وأرجو من الله ربي أن أكون أهلا لحسن الظن بي ....
وأنا سعيدة يا أخي ابن الكنانة والشاعر العربي الأصيل بمرورك هنا لتزيّن صفحتي بألق حديثك ، وجمال مرورك العبق ....
فلا تحرمنا من تواصلك الأخوي الكريم الذي عهدناه منك دائما
ودمت بألف خير
أخي الكريم محمد فادي سعيدإننا والله بأشد الحاجة لئن نعود إلى تاريخنا وقبسات ماضينا المشرق ، وإحياء تراثه لننهل من درره وكنوزه ، وينابيعه الثرّة ...ورائد الشعر العربي محمود سامي البارودي الذي كان يمثّل مدرسة الإحياء ليتبعه أحمد شوقي ، وحافظ إبراهيم وغيرهم كثير من الشعراء العرب ...قد أعانته موهبته الفذّة أن يرتقي بشعره إلى محاكاة أجمل نماذج الشعر العربي الأصيل في الزمن العباسي بالرغم من الانحطاط الفكري الذي كان في زمنه ...لك مني يا أخي فادي كل التقدير والاحترام على مرورك الطيب الذي أكرمني ...وبإذن الله ما بين الحين والآخر سأحاول أن أنقل من روائع البارودي لتبقى صفحته مشرقة وضاّءة مع أجمل قصائده ...
لؤلؤة من لألئ رائد الشعر العربي -محمود سامي البارودي- يحضنها شعوراً فيّاضاً بالألم والحزن على دنيا لم يعد فيها صاحب يصدق ، ولا أخ ينفع ....
فنراه يعيش مع نفسه جفوة يكسوها مرارة الوحدة ، ووحشة العزلة ، وقسوة الدنيا لتطرب لحال ألمه وتوجعاته حمام الورق ، وندى الغمام وهو يسأل والقلب مكلوم :
هل مرّ النسيم على جداول دمعه المسفوح ، أم شعر الزمان بلوعة الفؤاد الجريح !!!؟؟..
ومن ثم يعود بنا إلى أجمل صورة وهو يرسم لنا حال حزنه ، وأزيز ناره المشتعلة بين جوانحه التي لم تدع موضع اللصبر وهو ينادي بأعلى صوته :
أين أنتم يا مجتمع القوم من هذا الفتى الذي يتلوى من الحزن والألم !!!؟؟..
ليختم لنا الأبيات بصورة حزينة قاتمة تدلّ على أن حال الدنيا لم تعد تلتفت لدعوة التآزر والتكاتف مع الصحب في الأزمات والمحن ...
أتُرى الحمامَ ينوحُ من طربٍ معى ** وَنَدَى الْغَمَامَةِ يَسْتَهِلُّ لِمَدْمَعِي ؟
مَا لِلنَّسِيمِ بَلِيلَةٍ أَذْيَالُهُ ؟ ** أَتُرَاهُ مَرَّ عَلَى جَدَاوِلِ أَدْمُعِي ؟
بل ما لِهذا البرقِ مُلتهِبَ الحشا ؟ ** أَسَمَتْ إِلَيْهِ شَرَارَةٌ مِنْ أَضْلُعِي ؟
لم أدرِ هل شعرَ الزمانُ بِلوعتى ** فرثى لَها ، أم هاجتِ الدُنيا مَعى ؟
فالغيثُ يَهمى رِقَّةً لِصبابتى ** وَالطَّيْرُ تَبْكِي رَحْمَةً لِتَوَجُّعِي
خَطَرَاتُ شَوْقٍ ، أَلْهَبَتْ بَجَوَانِحِي ** نَاراً يَدِبُّ أَزِيزُهَا فِي مِسْمَعِي
وَجَوًى كَأَطْرَافِ الأَسِنَّةِ ، لَمْ يَدَعْ ** لِلصَّبْرِ بَيْنَ مَقِيلِهِ مِنْ مَفْزَعِ
يأهلَ ذا النادى ! أليسَ بكم فتىً ** يَرثى لويلاتِ المشوقِ المولعِ ؟
أَبْكِي ، فَيَرْحَمُنِي الْجَمَادُ ، وَلاَ أَرَى ** خِلاًّ يَرِقُّ إِلَى شَكَاتِي ، أَوْ يَعِي
فإذا دَعوتَ بِصاحبٍ لم يَلتفِتْ ** وإذا لجأتَ إلى أخٍ لم ينفَعِ
وبالعودة إلى حامل لواء النهضة الشعرية محمود سامي البارودي الذي أبى إلا أن يحمل سيف قلمه -وهو بالمنفى بعيدا عن وطنه – ليحدثنا عن شجونه وآلامه التي تداعت عليه من غدر الخلّ والصحب ، وما أعياه ممن يقولون ما لايفعلون ... فهم أكْذَب الناس وأفسدهم باطنا وقرائن أحوالهم ، وإخلافهم بوعودهم تدلّ على مشين أفعالهم وصفاتهم....
ومن ثم مع هذه الأبيات الرائعة بعد أن يبيّن لنا مقومات الوصول لسلم النجاح يعود بنا مع سيف قلمه ليضرب به كلّ ظالم ومعتد ومنافق جبان هانت عليه كرامته ، ورضي بالذلّ والهوان وغدر بأهله وصحبه ..ونراه يتساءل علام يحيا المرء خاملا صامتا أهو يتلذذ في وقعة الظلم على أهله ووطنه !!؟؟...
صحبتُ بنى الدنيا طويلاً فلم أجد=خَليلاً، فَهَلْ مِنْ صاحِبٍ أَسْتَجِدُّهُ
فأكثرُ من لاقيتُ لم يصفُ قلبهُ=وأصدقُ من واليتُ لم يغنِ ودُّهُ
أطالبُ أيامى بما ليسَ عندَها=وَمَنْ طَلَبَ الْمَعْدُومَ أَعْيَاهُ وُجْدُهُ
فَمَا كُلُّ حَيٍّ يَنْصُرُ الْقَوْلَ فِعْلُهُ=ولا كلُّ خلٍّ يصدقُ النَّفسَ وعدهُ
وأصعبُ ما يلقى الفتى فى زمانهِ=صَحابَة ُ مَنْ يَشْفِي مِنَ الدَّاءِ فَقْدُهُ
وَللنُّجْحِ أَسْبَابٌ إِذَا لَمْ يَفُزْ بِهَا=لَبِيبٌ مِنَ الْفِتْيَانِ لم يُورِ زَنْدُهُ
ولكن إذا لم يسعدِ المرءَ جدُّهُ=على سعيهِ لم يبلغِ السؤلَ جدُّهُ
وما أنا بالمغلوبِ دونَ مرامهِ=ولكنَّهُ قد يخذلُ المرءَ جهدهُ
وما أبتُ بالحرمانِ إلاَّ لأنَّنى="أَوَدُّ مِنَ الأَيَّامِ ما لا تَوَدُّهُ"
فَإِنْ يَكُ فَارَقْتُ الرِّضَا فَلَبَعْدَمَا=صحبتُ زماناً يغضبُ الحرَّ عبدهُ
أبى الدَّهرُ إلاَّ أن يسودَ وضيعهُ=وَيَمْلِكَ أَعْنَاقَ الْمَطَالِبِ وَغْدُهُ
تداعت لدركِ الثَّأرِ فينا ثعالهُ=ونَامَتْ عَلى طُولِ الْوَتِيرَة ِ أُسْدُهُ
فَحَتَّامَ نَسْرِي في دَيَاجِيرِ مِحْنَة ٍ=يَضِيقُ بِهَا عَنْ صُحْبَة ِ السَّيْفِ غِمْدُهُ
إذا المرءُ لم يدفع يدَ الجور إن سطتْ=عَلَيْهِ، فَلا يَأسَفْ إِذا ضَاعَ مَجْدُهُ
وَمَنْ ذَلَّ خَوْفَ الْمَوْتِ، كانَتْ حَيَاتُهُ=أَضَرَّ عَلَيْهِ مِنْ حِمامٍ يَؤُدُّهُ
وَأَقْتَلُ دَاءٍ رُؤْيَة ُ الْعَيْنِ ظَالِماً=يُسِيءُ، وَيُتْلَى في المَحَافِلِ حَمْدُهُ
علامَ يعيشُ المرءُ فى الدَّهرِ خاملاً ؟=أيفرحُ فى الدُّنيا بيومٍ يعدُّهُ ؟
يَرَى الضَّيْمَ يَغْشَاهُ فَيَلْتَذُّ وَقْعَهُ=كَذِي جَرَبٍ يَلْتَذُّ بالْحَكِّ جِلْدُهُ
« تسائلني غيداء | لاَ عَـاصِمَ الْيَوْمَ ... » |