جدة - محمد باوزير:
قبل أن ينهض نادي جدة الأدبي في تلمس مشروعه المنبري لهذا الموسم الثقافي والذي يأتي كعادته محتشداً بالفعاليات الثقافية من محاضرات وأمسية شعرية وقصصية وندوات فكرية منتقياً لها كوكبة من أبرز النخب الثقافية في كل الاختصاصات.
فقد حافظ على صدور دورياته الثقافية في أوقاتها لكونها أضحت سمة لنادي جدة الأدبي وعلامة هامة في الثقافة في المملكة، حيث صدرت دورية «علامات في النقد» بجزئيها (68-69) والتي يرأسها الناقد الدكتور عبدالمحسن القحطاني. وقد حملت فعاليات ملتقى قراءة النص التاسعة والتي عقدت مطلع هذا العام تحت عنوان (الرواية في الجزيرة العربية) في احتفالية كبيرة رعاها معالي وزير الثقافة والإعلام وجمهرة من الأدباء ولفيف من المختصين من المملكة والعراق والمغرب والبحرين واليمن وعمان والكويت الذين شاركوا بتقديم جملة من الأوراق النقدية التي قرأت مشروع الرواية في الجزيرة العربية.
يقول مقدم الدورية الناقد الدكتور حسن النعمي متسائلاً: لعل محور الرواية في الجزيرة العربية في سياق الرواية العربية؛ هو الإجابة المباشرة على علاقة رواية الجزيرة العربية بالرواية العالمية، ليس جمالياً فقط بل موضوعاتياً، وان نزعة التطلع للرواية العالمية لا يلغي ارتباط الرواية في الجزيرة العربية بالرواية العربية خاصة في الجانب الموضوعاتي.
هذا وقد حاولت الأوراق النقدية المقدمة للمتلقي أن تقدم رؤى جمالية وفنية عن الرواية في الجزيرة العربية. وقد ضمت الدورية جمهرة من النقاد العرب منهم: لمياء باعشن، أحمد صبرة، خالد الرفاعي، فهد حسين، نورة القحطاني، حسين الواد، بسمة العروس، جمعان الغامدي، عبداللطيف الحسامي، عبدالعزيز الفارسي، عالي القرشي، عبدالحكيم باقيس، معجب العدواني، فاطمة إلياس، سعيد يقطين، محمد أبو ملحة، مراد مبروك، نورة المري، أسماء أبو بكر، أسامة البحيري، ظافر الشهري، عبدالله إبراهيم، سلطان القحطاني، صلوح السريحي، عادل ضرغام، علي الشدوي، محمد الحرز، محمد العباس، معجب الزهراني، إلى جانب شهادات للتجارب الروائية في الجزيرة العربية وهم: عبده خال، يوسف المحيميد، طالب الرفاعي، محمد الغربي عمران.
من جهة أخرى، أصدر النادي العدد السابع من دورية «عبقر» والتي تعنى بالشعر وقضاياه والتي يرأس تحريرها الشاعر أحمد قران الزهراني، وأكدت الافتتاحية التي دمجتها هيئة التحرير ان الشعر ما يزال ينبض في عروق العرب، فالأسماء التي تصلنا كل عدد تنبئ بأن الشعر لن يموت ولن ينجو ومن أجل ذلك حاولنا بقدر ما نستطيع أو بقدر ما تسمح لنا ذائقتنا باختيار النصوص الجميلة التي تستحق النشر بعيداً عن جغرافيتها وتوجهاتها وشكلها ومنها أسماء نقرأها لأول مرة. وقد كان من موضوعات «عبقر» طرح محور عن العصبية الشعرية والإنتماء الشكلي والذي أعده الشاعر عبدالهادي صالح، أما ملف العدد فجاء عن الشاعر عبدالمحسن حليت وكان من إعداد الناقد طارق عبدالحميد وشارك فيه صاحب الملف الشاعر الحليت والناقد الدكتور عاصم حمدان والناقد محمد الدبيسي.
أما حوار «عبقر» فقد كان مع الشاعر البحريني قاسم حداد، وفي فضاءات قدم الناقد حسن النعمي دراسة عن «جدل العلاقة بين الشعر والسرد» وكتب أيضاً الشاعر مصطفى النجار عن «مستقبل الشعر العربي» وكذلك قدم الشاعر حسن الشكر بحثاً عن قصيدة النثر في المغرب، وفي زاوية رؤى قدم الدكتور عبدالرحمن المحسني رأياً عن صناعة التقنية المعاصرة للأعمال الأدبية وكذلك الناقدة الدكتورة كاميليا عبدالفتاح فقد كتبت عن «الدلالات الرمزية للمرأة في القصيدة العربية المعاصرة» في حين كتب الباحث جودت إبراهيم عن «الحداثة الشعرية والنص الأدبي»، أما تجربة «عبقر» لهذا العدد فقد كتبها الشاعر حاتم الكاملي.
أما الشعراء الذين اشعلوا قناديل الشعر البديعة فمنهم: إبراهيم طالع، أحمد الملا، اعتدال عطيوي، ثريا العريض، خالد قماش، رنا ياسين، عبدالحق الهواس، عبدالقادر الحصني، عبدالله الرشيد، عبدالله الصيخان، عواطف الحربي، غرم الله الصقاعي، محمد خضر، محمد الشهري، مها السراج، ياسر عثمان، محمود المغربي، مها العتوم، عبدالعزيز محيي الدين خوجة.
كما أصدر أدبي جدة دورية «جذور» وهي معنية بالتراث وقضاياه ويرأس تحريرها الناقد الدكتور عاصم حمدان الذي أكد في تقديمه ل «جذور» أهمية مراجعة مناهج اللغة العربية في المؤسسات التعليمية لأنها تحمل الكثير من الصعوبات التي يواجهها الطالب عند دراسة النحو العربي والنصوص الأدبية، كما يجب عدم اغفال إعداد المدرس لهذه اللغة وضرورة الربط بين ما يقوم بتدريسه المعلم من قواعد اللغة بالحياة المعاصرة وان تستقى الشواهد من اللغة التي يتحدث بها الطالب. وكان من أبرز المشاركين في العدد: محمد بن الحسن، محمود الجاسم، سمر الديوب، قحطان الفلاح، حسن فتح الباب، محمود حسن زيني، خالد زغريت، عبدالملك مرتاض، مصطفى طه، سيف الإسلام بوفلاقة.
وكان ختام هذه الإصدارات دورية «الراوي» وهي المعنية بالسرديات العربية ويرأس تحريرها الناقد الدكتور حسن النعمي الذي أوضح احتفاء هذا العدد بالدراسات السردية الموسعة، التي تعمق الجوانب النظرية في السردية العربية وقد جاء هذا العدد حافلاً بجملة من الدراسات لكوكبة من النقاد منهم: عبدالحكيم باقيس، عبدالله إبراهيم، عبدالمنعم أبو زيد، سعيد الطواب، مبارك الخالدي، أحمد السماوي، مصطفى العزوزي، في حين شارك نفر من كتاب القصة بنصوص مميزة ومنهم: محمد البساطي، جبير المليحان، جارالله الحميد، عبدالله المالكي، فهد الخليوي، هناء عطية، زينب سعيد.
المصدر