أمير المؤمنين المسترشد بالله
الاسم المعروف للخليفة:المسترشد بالله اسمه الكامل:المسترشد بالله ابن المستظهر بالله ابن المقتدي بأمر الله ابن محمد ابن القائم بأمر الله ابن القادر بأمر الله ابن المتقي لله ابن المقتدر بالله ابن المعتضد بالله ابن الموفق ابن المتوكل بالله ابن المعتصم بالله ابن الرشيد ابن المهدي ابن المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباسالكنية : أبو منصورترتيبه في تولي الخلافة:التاسع و العشرونتاريخ الميلاد: 485فترة الخلافة بالهجري:512 -529فترة الخلافة بالميلادي:1118 -1135 متاريخ الوفاة:
كان المسترشد بالله ذا همة عالية وشهامة زائدة وإقدام ورأي وهيبة شديدة ضبط أمور الخلافة ورتبها أحسن ترتيب وأحيا رسم الخلافة ونشر عظامها وشيد أركان الشريعة وطرز أكمامها وباشر الحروب بنفسه وخرج عدة نوب إلى الحلة والموصل وطريق خراسان إلى أن خرج النوبة الأخيرة وكسر جيشه بقرب همذان وأخذ أسيراً إلى أذربيجان.
وقد سمع الحديث من أبي القاسم بن بيان وعبد الوهاب بن هبة الله السبتي وروى عنه محمد بن عمر بن مكي الأهوازي ووزيره علي بن طراد وإسماعيل بن طاهر الموصلي ذكر ذلك ابن السمعاني وذكره ابن الصلاح في طبقات الشافعية ناهيك بذلك فقال: هو الذي صنف له أبو بكر الشاشي كتابة العمدة في الفقه وبلقبه اشتهر الكتاب فإنه كان حينئذ يلقب عمدة الدنيا والدين وذكره ابن السبكي في طبقات الشافعية وقال: كان في أول أمره تنسك ولبس الصوف وانفرد في بيت للعبادة وكان مولده في يوم الأربعاء ثامن عشر شعبان سنة ست وثمانين وأربعمائة وخطب له أبوه بولاية العهد ونقش اسمه على السكة في شهر ربيع الأول سنة ثمان وثمانين وكان مليح الخط وما كتب أحد من الخلفاء قبله مثله يستدرك على كتابه ويصلح أغاليط في كتبهم وأما شهامته وهيبته وشجاعته وإقدامه فأمر أشهر من الشمس ولم تزل أيامه مكدرة بكثرة التشويش والمخالفين وكان يخرج بنفسه لدفع ذلك إلى أن خرج الخرجة الأخيرة إلى العراق وانكسر وأخذ ورزق الشهادة.
ومن شعره:
أنا الأشقر المدعو بي في الملاحـممن يملك الدنيا بـغـير مـزاحـم ستبلغ أرض الروم خيلي وتنتضـىبأقصى بلاد الصين بيض صوارمي
ومن شعره لما أسر:
ولا عجبا للأسد إن ظفرت بهـاكلاب الأعادي من فصيح وأعجم فحربة وحشي سقت حمزة الردىوموت علي من حسام ابن ملجم
وله لما كسر وأشير عليه بالهزيمة فلم يفعل وثبت حتى أسر:
قالوا تـقـيم وقـد أحـاط بك العدو ولا تـفـر فأجبتهـم الـمـرء مـالم يتعظ بالوعـظ غـر لا نلت خيراً مـا حـييت ولا عداني الدهر شر إن كنت أعلـم أن غـير الله ينفـع أو يضـر
قال الذهبي: وقد خطب بالناس يوم عيد أضحى فقال: الله أكبر ما سبحت الأنواء وأشرق الضياء وطلعت ذكاء وعلت على الأرض السماء الله أكبر ما همى سحاب ولمع سراب وأنجح طلاب وسر قادماً إياب وذكر خطبة بليغة ثم جلس ثم قام فخطب وقال: اللهم أصلحني في ذريتي وأعني على ما وليتني وأوزعني شكر نعمتك ووفقني وانصرني فلما أنهاها وتهيأ للنزول بدره أبو المظفر الهاشمي فأنشده:
عليك سلام الله يا خـير مـن عـلاعلى منبر قد حف أعلامه النصـر وأفضل مـن أم الأنـام وعمهمبسريته الحسنى وكـان لـه الأمـر وأفضل أهل الأرض شرقاً ومغربـاًومن جده من أجله نزل الـقـطـر لقد شنفت أسماعنا مـنـك خطبةوموعظة فصل يلين لها الصـخـر ملأت بها كل الـقـلـوب مـهـابةفقد رجفت من خوف تخويفها مصر وزدت بها عدنان مـجـداً مـؤثـلافأضحى بها بين الأنام لك الفـخـر وسدت بني العباس حتى لقـد غـدايباهي بك السجاد والعالم الـبـحـر فلله عصر أنـت فـيه إمـامـنـاولله دين أنت فيه لـنـا الـصـدر بقيت على الأيام والملـك كـلـمـاتقادم عصر أنت فيه أتى عـصـر وأصبحت بالعيد السـعـيد مهنأتشرفنا فيه صـلاتـك والـنـحـر
وقال وزيرة جلال الدين الحسن بن علي بن صدقة يمدحه:
وجدت الورى كالماء طعـمـاً ورقةوأن أمـير الـمـؤمـنــين زلالة وصورت معنى العقل شخصاً مصوراًوأن أمير المـؤمـنـين مـثـالـه ولولا مكان الدين والشرع والتـقـىلقلت من الإعظـام جـل جـلالـه
وفي سنة أربع وعشرين من أيامه قتل صاحب مصر الآمر بأحكام الله منصور عن غير عقب وقام بعده ابن عمه الحافظ عبد المجيد بن محمد بن المنتصر.
وممن مات في أيام المسترشد من الأعلام شمس الأئمة أبو الفضل إمام الحنفية وأبو الوفاء بن عقيل الحنبلي وقاضي القضاة أبو الحسن الدامغاني وابن بليمة المقرئ والطغرائي صاحب لامية العجم وأبو علي الصدفي الحافظ وأبو نصر القشيري وابن القطاع اللغوي ومحيي السنة البغوي وابن الفحام المقرئ والحريري صاحب المقامات والميداني صاحب الأمثال وأبو الوليد بن رشد المالكي والإمام أبو بكر الطرطوشي وأبو الحجاج السرقسطي وابن السيد البطليوسي وأبو علي الفارقي من الشافعية وابن الطراوة النحوي وابن الباذش وظافر الحداد الشاعر وعبد الغفار الفارسي.