نزار قبانى لا يختلف عن غيره من شعراء الحداثة الذين كما قلت ينطلقون من تجاوز القديم الدين اللغة القيم والاخلاق والانتماء الفكرى والعقدى للثقافة العربية الاسلامية
وقد صرّح بذلك اساطينهم من امثال ادونيس
ملاحظة : ادونيس اسم وثن فينيقى على ما اظن
فما اغرب هذه الحداثة الوثنية التى تنتقص من الله عز وجل ودينه ومقدسات المسلمين وتمجّد اوثان الفينيقين و اليونان والرومان كأدونيس وعشتار وزيوس وابولو
وسوف تلاحظوا يا اخوتي الكرام ذكر هذه الاوثان فى اشعار القبانى مع التعظيم والاجلال لمقامها
يقول ادونيس فى كتابه ( الثابت والمتحول ) او المتغير لم اعد اذكر الاسم بالتحديد
يقول بضرورة تجاوز الثقافة العربية السائدة والانطلاق من شىء اسمه ( اللامنتمى )
اى انك لا تنتمى لأى ثقافة او حضارة او عقيدة ترسم حياتك من خلالها وتنطلق فى تصورك للدنيا على ضوءها
ولهذا نجد هذا الخليط الغير متجانس من الافكار والرؤى فى اشعارهم التى تتصادم مع بديهيات الثقافة العربية الاسلامية
وفى مقدمة احد دواوين القبانى قرأت كلام له يميل لهذا الاتجاه اللامنتمى
ويقول بأنه يجب ان يأخد راحته كاملة ليعبر عما فى داخله بدون اى قيود
وبالتأكيد يقصد بالقيود هنا الدين واللغة العربية وقواعدها والثقافة العربية واصالتها
ووجدته يمدح شعراء من امثال ابو نواس وبشار ابن برد وبودليير
فمن هم هؤلاء الشعراء يا ترى ؟
اما ابو نواس فهو شاعر الخمرة واللواط بلا منازع
وله اشعار تحرّض على فعل الفاحشة ومزاولة الرذيلة والتهكم بالدين الاسلامى الحنيف
وحينما كنت اقرأ ديوانه تملّكنى العجب من هذا الشاعر الغريب
الذى وقف حياته على مدح الخمرة واجساد النساء هذا بالأضافة الى نزعته الشعوبية الفارسية
وقد سمعت انه قد تاب فى اخر عمره والله اعلم
اما بشار ابن برد فهو مثل ابو نواس الا انه اضيفت له تهمة الزندقة بسبب قوله اشعاره لتقديس النار
وهذا هو دين المانوية من عبّاد النار
اما بودليير فهو شاعر فرنسى ومؤسس مدرسة الحداثة فى فرنسا و منها انتقلت الى باقى ارجاء العالم
وقد كان سكيرا معربدا وله ديوان إباحى
المحصّلة انه اذا كان هؤلاء هم قدوة نزار قبانى وملهميه
فلا استغرب من ان ينحو هذا الطريق وتلك الكيفية فى اشعاره
والتى سببت له ازمات كبيرة مع كثير من الناس
وفى نفس الوقت اعطته شهرة كبيرة وخصوصا فى اوساط النساء
ظنا منهن ان نزار قبانى هو نبى الخلاص ومؤسس جمهورية المرأة
وقد قرأت له اشعار يدعو فيها المرأة
الى التمرد على الرجل وكسر قوامته والانطلاق بكل حرية فى هذه الحياة والتصرف على السجية
او كما يقول الفيس برسلى ( انا اتصرف كما اشعر )
وبالتالى الانهيار الاخلاقى والاسرى والاجتماعى والثقافى
فى مجتمعات المسلمين فى وقت نحن فى اشد الحاجة فيه الى التماسك ورص الصفوف
لمواجهة غزوات الغرب الاعلامية والسياسية والعسكرية والاقتصادية