سفن للموتى
قالت امتثال:
ـ تزعمُ أن سفنك لا تغرق! .. فلماذا تدمنُ الضياع؟
أدرتُ وجهي مبتسماً، أحاولُ أن أُداري ظلال خوفي على جبيني!
قالت:
ـ مازلتُ أرقبُ سفنكَ تتهادى في اليمَِّ وأنت تبتهل صباحاً، في أفقِِ الموتى.. كأنك تُلقي على الآخرين اللومِ لملحمةَ ضياعِ البحارةِ في صحراءِ الخوف!!
قلتُ:
ـ تمهلي أيتها الشاعرة! .. هكذا الشعراء، يخفون خيبتهم عن الشمس التي تفضحهم، بغربال!
قالتْ:
ـ دعْني أمضغُ وهْمي، أو أرقص .. ميتةً في عالمك!
وصرخَتْ:
ـ قُل لي .. يا أيها الإنسانُ الطيبُ! .. ماذا قالتْ تلكَ الجثثُ المنفوخةُ حينَ خطفها الموت خريفاً؟
قلتُ لها:
ـ يا للخيبة! أحلامي ظلت موءودةً، لم تعرف أيةُ نجمةٍ، ولم تهجسْ بخطيئة .. أو بكلمة صدق.. ولم تسمع شكوى الجثث!
...
كان صدري الذي لم يعرف إلا ظلمة الليالي، ولم يُبصرْ غير الكوابيسَ التي تجثم فوقَ القلب، يُحاولُ أن يبتسم!!
الرياض 7/10/2006م
(انتهت المجموعة)