هكذا دواليك
أحمد العسكري
فاغِراً فاه .. مستشيط اللسانِ
ذاق مُري بعينهِ أم رأني
كسر الصبر خبزةً وتمطّى
يغرزُ الاه .. كلها في اذاني
وانحنى واضعا يدي فوق قلبي
قال مزقهُ يافتى كي تراني
قلتُ من أنت .. قال صه .. قلتُ كلا
ما لعينيك يا أبي تبكياني
قال أودعتُ شاعراً فيك فامضِ
أيها الجئت لحظةَ اللامكانِ
هاكَ تاجي وقبضة الصولجانِ
أنت والشعرُ يافتى توأمانِ
سوف تمشي مكبلاً خلف نعشٍ
وتنادي قتلتني يازماني
كسر الشيخ جبهتي بالمرايا
فتهشمتُ حولها لاأراني
ورقاني بسورة الكهف حتى
قلتُ يانفسُ مسّني أم رقاني
قلت ياشيخ خلِني اليوم أحيا
مالصدري موكلٌ بالمعاني
برزخُ الصبر مارجٌ بينَ بيني
مالِحزنيكَ بينني يبغيانِ
أيُ نصفٍ أريهِ للناسِ مني
كلُ نصف تظنهُ الناسُ ثاني
في انفجارين والنصف مرَ أهلي
مالِأهلي نفوسهم كالثواني
ايهِ يا دِجلُ يافراتُ سريعا
أقبلَ الجرحُ أقبلا وانزِفاني
مالِأهلي تساقطو مثل دمعي
وبلادي تعلقت في لساني
وطني أنت أم أنا .. من عراقٌ!
بيننا .. أنت ؟ .. أم عراقي تُراني
كيف أصبحتَ غربةً بي أراها
وهي عيني وإن رأت لاتراني
كم عراقاً تفتق الكون حتى
صارت الأرض سورة من دخانِ
ومضى الشيخ مُنشداً .. طبتَ شعراً
والسماواتُ وردةٌ كالدهانِ
أقِم الحزن يافتى حيثُ تمضي
ثم نادِ قتلتني يازماني