الأستاذ الأديب ، والعملاق المربدي مصطفى البطران ، كل الشكر لمداخلتك القيمة التي وإن جاءت مختزلة ومحددة ، إلا أنها تحفل بنقاط كثيرة ، ليس من الحكمة تجاهلها .
ما أؤمن به إنَّ الهدف النهائي للمربد – كفضاء الكتروني أدبي- هو العامل الحاسم الذي يميز الغث من السمين.
إنه العامل الوحيد الذي يحول همة (المنتسبين) من جهد غير مجد ٍلرفد الأدب إلى منهج ٍوخطة مدروسة ضد ( أدب الخمس نجوم ) بغية القضاء عليه.
وهذا ما يجعل التساؤل «إنجزنا أم لم ننجز؟» كما تطرحه ذواتنا يعادل بالنسبة لنا كأدباء: «أن نكون أو لا نكون؟ ».
ينبغي على كل عضو – كما يُفترض -أن يفهم بوضوح أن اتحاد الأقلام هنا في اجتثاث التقاعس لا تدور حول اطلاق صيحات الولاء ، بل هي تدور حول وجود الأدب الرفيع ذاته !.
*******
تفضلت وقلت أستاذي :
[ولا أخفي من أحد سراً أحيانا نضطر إلى الأخذ بيد البعض تشجيعاً له عندما نحس أنبذرة الأدب والكلام والسليقة واللغة عنده تكاد تنضج هؤلاء لابد من الوقوف معهموالأخذ بأيديهم]
التشجيع عوضا أن يكون أداة للأخذ بناصية الموهوبين ، وتهميش الأقلام الغثة ، هو على العكس من ذلك ، أداة قوية جدا لإحداثها !. ولا يمكن له إلا أن يكون كذلك ؛ فتباين وجهات النظر بين المشرفين حيال النصوص ، يُدخلُ أقصى مرونة ممكنة إلى كل مكان، فيجعل أرباب الأقلام التافهة ( عذرا للمصطلح ) جميعها نشطة ، ويحقق من حيث لا يدري شروط وجودها . وهو بذلك يسهل تسرب الغث الأدبي ويؤدي إلى تفاقمه.
ويبرز تساؤل بهذا الصدد ، لماذا يظهر التشجيع على وجه العموم بمظهر «أداة علاجية »؟
مهما كان الشكل أو العلاقة اللّذين يقدم بهما بعض الأخوة هذا «التشجيع»، إلا أن من الواضح أن فيه نسبة ليست ضئيلة من المجاملات .
والحقيقة أن المجاملة ( بين مزدوجين التشجيع اللامبرر) هو بالضبط ما يفاقم هذه الميكروبات الأدبية إلى درجتها القصوى.!
إننا لا نستطيع الحديث عن إيقاف تسونامي " التشجيع غير المدروس" ، إلاّ إذا أصبحت الموضوعية -ولو بشكل تقريبي -مضمون التشجيع المعلن. لكن طبيعة الردود ذاتها تحول دون هذه الامكانية والتحقق.
إن الاعتقاد بأن المجاملة – وأصر على هذه اللفظة بحدة - تستطيع أن تؤدي دورها بإيجابية يفترض مسبقا أحد أمرين: أمّا أن يستطيع "الكاتب المتواضع " العطاء النافع بلا حدود، أو على العكس من ذلك ، أن يكون التعويل على فهم الكاتب نفسه لمحة التهكم في التشجيع لدرجة ٍلا يستطيع معها المضي مجددا.
والفرضية الأولى مستحيلة واقعياً، والثانية تماثل الأولى في استحالتها ؛ لأن شلال المجاملات المستمر يخلق يوميا كتابات غثة لا حدود لها.
عموما إن الواقع الأدبي في المربد يفرض سؤالا ملحا :
كيف ولماذا نحقق الهدف النهائي في رسالتنا ؟
طبقا للتوجيهات المربدية المبثوثة هنا وهناك، يتجلى التعويل على الالتزام - قبل كل شيء- في التفاف المنتسبين حول الأهداف ونقلها واقعا عمليا . ولكن إذا اعترف المرء أن الجهد لا يتحرك باتجاه ما نسج له، فإن أهداف المربد تكف عن أن تكون ضرورية موضوعياً.
هذا رأيي !
مودتي وتقديري أخي مصطفى وسدد الله خطو المربد في رفد الحركة الأدبية على الانترنت