(( عصيان ))
جن جنوني
لم أقل لكم إِني لست مجنونة.. صحيح!!؟
بالتأكيد كلا..
لأني لم أكن كذلك مطلقا
صحوت اليوم ووجدت نفسي هكذا..!!
حانقة
متمردة
ومجنونة!!
وفي داخلي ثورة يَضطرم أُوَارها.. أحسست بكراهية لكل القيود التي قيدت نفسي فيها، بمحض إرادتي، وحياتي الرتيبة المملة التي تشبه ناعورة.. تدور .. وتدور.. وتدور ولا شيء غير ذلك.
زواجي
آآآه.. لم أخبركم بعد عن حياتي
أنا متزوجة منذ عشر سنوات، وأحب زوجي، وزوجي يحبني، في الحقيقة..!! لست متأكدة إن كان فعلا يحبني أم أنني زوجته فقط..!! ولي ثلاثة أبناء، صبيان وفتاة بعمر الزهور.
لا أتذكر متى قال لي زوجي إِنه يحبني آخر مرة، ربما منذ.... حتى أني لا أذكر متى.. تصوروا!!!
أصحو صباحا لأحضر إفطار زوجي، وبعد أن يخرج، أعود لأعمال المنزل، أطهو.. أنظف.. أجلي الصحون.. وأكوي الملابس.. ثم أنتظر عودة أولادي، وزوجي كي نتغدى، بعدها، أعود لنفس أعمالي التي قمت بها صباحا.
وفي الليل أكون زوجة!!
لم أحسب كم من السنين مرت دون أن يقول لي زوجي: تصبحين على خير، ويقبلني قبل أن ينام، لكنه يمارس حقوقه الزوجية، فيصرخ.. ويأمر.. وينهَى.. وأنا أطيع..!!
ولم يحدث أن عصيت له أمرا، فأنا بطبيعتي أكره العصيان
لكني اليوم قررت أن أعلن عصياني !!
هكذا..!!
صحوت من نومي، وصرخت بوجه زوجي بأني لن أفعل شيئا اليوم أو أي يوم بعده، وأني أطلب إعفائي من مهامي كزوجة..!!
وقف زوجي أمامي مبهورا، متجمدا، فاغرا فاه، والدهشة تعلو وجهه، لم يتحرك وكأن على رأسه الطير، ثم ابتلع ريقه، وهمس بصوت مبحوح وكأن القط أكل لسانه، متمتما:
- ماذا.. ماذا قلت..؟!!
أعدت عليه ما قلته، وأنا أشبك ذراعي حول صدري، وبكل إصرار، و تمهل.
- أريد إعفائي من مهامي كزوجة..!!
صعق زوجي المسكين، ومد يده على جبهتي كي يتأكد منْ أني لست محمومة، فشعرت بغيظ شديد، صرخت بوجهه، وأنا أبعد يده:
- لست محمومة.. ولا مجنونة.. أنا بخير.. فقط أريد أن أعلن عصياني عليك..!!
دهش المسكين، وبانت على وجهه علامات الحيرة والذهول، وقد أسقط من يده، ولم يعد يعرف ماذا يجيب، وخرج، يكلم نفسه.. ويتلفت خلفه.
احترت كيف سأبدأ نهاري، فما اعتدت أن أكون عاطلة عن العمل.. دوى السؤال برأسي، هل أنا عاملة؟!!
ولماذا لا أتلقى أجرا من عملي!!؟؟
فقررت أن أطلب من زوجي أن يعطيني أجري جراء عملي، أليس هذا شرطاً على كل زوج، أم أن عقد الزواج هو عقد احتكار وعبودية.. مجاني؟!!
مرت الساعات وأنا أجلس بلا حراك أتلذذ بشرب فنجان قهوتي، وسيجارتي، مع أني لا أدخن!!
وأنظر إلى حديقتي الجميلة، أعجبني منظرها ودقة تنسيقها، وأحببت كوني تلك المهندسة التي فعلت ذلك، فهمست لنفسي متفاخرة:
- كم أنا مبدعة.. يااااااااه.. كم أحب حديقتي.. كم أحب منزلي.
وتلك العبارة جعلتني أنتبه إلى أني أحب كل ما حولي، وأن حياتي كلها لا تساوي شيئا دونه، وأني عشت سنواتي العشر، أبني هذا البيت، فأجهشت بالبكاء.. لكني لم أعرف لم بكيت أصلا..!!
أحسست بيد دافئة تلمس كتفي، فأجفلت..
أدرت رأسي..
كان زوجي يحمل باقة ورد ملونة..
وعليها بطاقة صغيرة مكتوب فيها بكل الألوان..أحبك.