لأني أحبكِ
تمرين بي نورساً يغزل
المسافات خلف تخوم المرايا
ويعجن لليل بستان حلمٍ
وينفض ما قد يجول
بخاطر كلِّ بيوت المدينة حولي
وكلِّ الزوايا
لأني أحبك هذا المساء جميلٌ
وأجمل ما فيه أنك قربي تسرِّحُ ليلك
هذا المسافرِ دوماً على شرفات
الجنون يدايا
* * * *
تمرين نافذةً للربيع الأخير عليَّ
تنامين فوق ركام الدفاتر عند
ضفاف حروفيَ مثل الحمائم وهي
تجدِّلُ للصبح أنشودتين
وتغرف كأساً يحطُّ على
شفة الليل حلماً
ليشرب نخب أسايا
تجرين أذيال حلمك نحوي
تهزين جذع الأنوثة عندك حتى تساقطَ ألفَ أحبك
حين تمرين فوق ثرايا
* * * *
أزفُّ إليك بشائر تموز للسنبلات العطاش
على ضفتيَّ
فراتٌ أنا أنفخ الروح في كلِّ ركنٍ يعمِّدُ مائي
أوزِّعُ حبِّي لكلِّ صغاري وكلِّ كباري
وحتى الذين يمرون مثل نجوم سمائي
صغيراً رضعتُ الزمان
وأرضعته مقلتيَّ
وأثخنته قبلاً كالنوارس تخفق فوق بحار جنوني
فألفيت نفسي وحيداً أمام طواحينه المشرعات
بوجه صفايا
* * * *
وحيداً تمرين بي كي أهاجر في مقلتيك
وأنسى لأجلك حزن الحقول
وحزن السنابل فوق ربايا
وحيداً أسافر علَّك يوماً
تمرين قرب حروفي لكي تقرئي ما كتبت ُ
وإن شئت أن تشعلي شمعةً عند قبري
فلا بأس ... لكن
بدون دموعٍ .... وغني ... وقولي لمن مرَّ
ما مات إنَّ له في المجرَّة قبضةَ نورٍ
وغرسةَ لوزٍ وزيتونةً
قاب قوسين أو دون قد أفرعت
فوق سور سمايا
* * * * * *
علي صالح الجاسم