الرسول الكريم يتحدث عن نفسه الشريف
(الجزء السابع)
أتاني ربي تبارك وتعالى في أحسن صورة، فقال: يا محمد، فقلت: لبيك ربي وسعديك. قال: هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: ربي لا أدري، فوضع يده بين كتفي حتى وجدت برد أنامله بين ثديي، فتجلى لي كل شيء، فعلمت ما في السماوات والأرض، وما بين المشرق والمغرب، فقال: يا محمد، فقلت: لبيك وسعديك. قال: هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: نعم، في الدرجات والكفارات، والمشي على الأقدام إلى الجماعات، وإسباغ الوضوء في المكاره، وانتظار الصلاة بعد الصلاة. قال: ثم فيم؟ قلت: إطعام الطعام، ولين الكلام، والصلاة بالليل والناس نيام، من فعل ذلك عاش بخير ومات بخير، وكان من ذنوبه كيوم ولدته أمه،÷ وقال: يا محمد، إذا صليت فقل: اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وإذا أردت بعبدك فتنة، فاقبضني إليك غير مفتون.
رأيت في المنام كأن جبريل عند رأسي، وميكائيل عند رجلي، يقول أحدهما لصاحبه: إضرب له مثلا، فقال: إسمع سمعت أذنك، واعقل عقل قلبك، إنما مثلك ومثل أمتك مثل ملك اتخذ دارا، ثم بنى فيها بيتا، ثم جعل فيها مائدة، ثم بعث رسولا يدعو الناس إلى طعامه، فمنهم من أجاب الرسول، ومنهم من تركه، فوالله هو الملك، والدار هي الإسلام، والبيت الجنة، وأنت يا محمد الرسول، من اجابك يا محمد دخل الإسلام، ومن دخل الإسلام دخل الجنة، ومن دخل الجنة أكل ما فيها.
أتيت فيما يرى النائم بمفاتيح الدنيا، ثم ذهب بنبيكم إلى خير مذهب. بينما أنا نائم أطوف بالكعبة، فإذا رجل آدم سبط الشعر، يهادي بين رجلين، ينطف رأسه ماء أو يهراق رأسه ماء، فقلت: من هذا؟ قالوا: ابن مريم، فذهبت، فإذا رجل أحمر جسيم، جعد الرأس، أعور عينه اليمنى، كأن عينه عنبة طافية، قلت: من هذا؟ قالوا: هذا الدجال، وأقرب الناس به شبها ابن قطين.
إني رأيت أني في درع حصينة، فأولتها المدينة، وأني مردف كبشا، فأولته كبش الكتيبة، ورأيت أن سيفي ذا الفقار فل، فأولته فلا فيكم، ورأيت بقرا تذبح، فبقر والله خير، فبقر والله خير.
بينما أنا نائم، رأيت في يدي سوارين من ذهب، فأهمني شأنهما، فأوحي إلي في النام أن أنفخهما، فنفختهما، فطارا، فأولتهما كذابين يخرجان بعدي، فكان أحدهما العنسي، والآخر مسيلمة الكذاب صاحب اليمامة.
رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل، فذهب وهلي إلى أنها اليمامة أو هجر، فإذا هي المدينة يثرب، ورأيت في رؤياي هذه أني هززت سيفا، فانقطع صدره، فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد، ثم هززته أخرى، فعاد أحسن ما كان، فإذا هو ما جاء الله به من الفتح واجتماع المؤمنين، ورأيت فيها بقرا والله خير، فإذا هم النفر من المؤمنين يوم أحد، وإذا الخير ما جاء الله به من الخير بعد، وثواب الصدق الذي آتانا الله بعد يوم بدر.
رأيتني دخلت الجنة، فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة، وسمعت خشفة، فقلت: من هذا؟ فقال: هذا بلال، ورأيت قصرا بفنائه جارية، فقلت: لمن هذا؟ فقال: لعمر.
بينما أنا نائم أتيت بقدح لبن، فشربت منه حتى إني لأرى الري يخرج من أطرافي، فأعطيت فضلي عمر بن الخطاب. رأيتني أتيت بمفاتيح خزائن الأرض، فوضعت في يدي.
بينما أنا نائم رأيت الناس عرضوا علي وعليهم قمص، فمنها ما بلغ الثدي، ومنها ما بلغ دون ذلك، وعرض علي عمر وعليه قميص اجتره.
رأيت ذات ليلة، فيما يرى النائم، كأنما في دار عقبة بن رافع، فأتينا برطب من رطب ابن طاب، فأولت الرفعة لنا في الدنيا، والعاقبة في الآخرة، وأن ديننا قد طاب. أراني في المنام أتسوك بسواك، فجذبني رجلان، أحدهما أكبر من الآخر، فناولت السواك الأصغر منهما، فقيل لي: كبر، فدفعته إلى الأكبر.إن الشيطان لا يستطيع أن يتلبس بي، فمن رآني في النوم، فقد رآني.
ولحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بقية بإذن الله تعالى
مقتطفات من أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام الواردة في كتب الأحاديث الستة المعشورة: صحيح البخاري.. صحيح مسلم .. سنن الترمذي .. سنن ابن ماجة .. سنن النسائي .. سنن أبي داود