نزهةالتنزه والنزهة وما يشاركها في الإشتقاق من الجذر اللغوي ( ن ز هـ ) فكلها بمعني البعد حسيا أولا ، ثم معنويا أو مجازيا .
يقال في الفصيحة :
هذه أرض نزهة ، أو نزيهة .. أي بعيدة عن العمران ، وهذا البعد مكاني .
كذلك يقال :
سقي الراعي ماشيته ثم نزهها عن الماء .. أي أبعدها منه .
ومن استعمالاتها في الدلالة المعنوية ( المجازية ) ، - كما قال الزمخشري في معجمه ( أساس البلاغة ) - قولهم : " رجل نزه ونزيه عن الريب .. و .. هو منزه عن المطامع " أي يبتعد عنها ، ومنه أيضا : " الله منزه عن الأشباه .. و .. الأنبياء منزهون عن المعاصي " أي : بعيدون أو معصومون منها .. و " القاضي نزيه " أي : بعيد عن الشبهات ، فلا يحابي في الحق ، ولا يتبع فيه الهوي ، ولا يقبل رشوة أو شفاعة .
ومما جاء في الفصيحة أيضا :
نزه الرجل .. والجمع نزهون .. و .. نزه نزاهة ونزاهية .. أي ابتعد عن المكروه والمنكر .. فهو نزيه .. والجمع نزهاء .. و .. رجل نازه النفس .. أي عفيف ، لبعده عن القبائح ، وقد يتنزه المرء عن بعض الحلال أو المباح أو الطيب ، طلبا لما هو أفضل منه .
وقد شاع استخدام هذين اللفظين : التنزه .. والنزهة .. للدلالة علي معنين آخرين في لغلتنا الدارجة ، أولهما الخروج إلي ما هو قريب أو بعيد من الأماكن البهيجة كالرياض والحقول وشطوط الأنهار والبحار .. وثانيهما : الترويح عن النفس بأي وسيلة ولو بقي المرء في مكانه ..