مع إشراقة كل شمس تحمل لنا الأبحاث والاكتشافات أنباء جديدة يرد فيها ذكر المسلمين على استحياء .
لكن بالتدقيق في تلك الأسماء نجد إنها لا تخرج عن فئتين :
• الأولى سلفنا أو القدماء أو حتى من عاشوا في وقت قريب نسبيا .
• والثانية المعاصرون لنا .
ونظرة أخرى تقفنا على ذلك التهميش والإقصاء لهويتنا الإسلامية ؛ إذ أن الكشف العلمي أو التاريخي أو النظري الفلسفي أو ......... لا يعدو أن يكون قد تم على يد عالم أو أديب أو فيلسوف أو....مسلم لكنه – في الغالب – يعيش بين أظهر الغرب ، وهذا ليس عيبا في حد ذاته. إنما العيب في التفاخر بأنه من الجنسية الأمريكية أو إحدى الجنسيات الأوربية أو حتى الكندية وهلم جرا ، وإن أراد التفاخر أكثر أو رد الجميل لأهله ذكر أن أصوله تعود إلى القطر الفلاني ، لكن أن يفخر بأنه مسلم لإي المقام الأول ثم تأتي هويته الأخرى – عربيا كان أو غيره – فهذا من النوادر خاصة مع العرب الذين نجح التغريب في تمزيق وحدتهم وتقسيمهم إلى قوميات وإثارة النعرات بينهم .
قد يتذرع العالم وغيره انه لم يلق التاييد من بلده والدعم منها وأنه خرج شريدا طريدا جائعا وأن أولئك القوم قد احتضنوه ، ولو فكر قليلا لعرف الأسباب التي لا تخفى على ذي لب .
ومع ذلك يبقى الانتماء الإسلامي أقوى انتماء مهما حورب الشخص في بلده ومن قومه
أبي الإسلام لا أب لي سواه # إذا افتخروا بقيس أو تميم
هذا ما يتعلق بمن يعيش بيننا وتبهره أضواء الشهرة ودعم الغرب وقد يحمل في نفسه هم الإنسانية لكن أين الهم الأكبر هم الإسلام والعروبة ؟!
أما من مات فإن تعامل الغرب مع إنجازاتهم - ويتبعهم في ذلك السواد الأعظم من أبنائنا - يتم عن طريق إشارة خاطفة قد تمليها الأمانة العلمية أن هذا الكشف قد وجدت له إشارات لدى أحد علماء المسلمين أو في كتبهم . والحقيقة المغيبة أن كتبنا وعلماءنا كانوا هم الشموع التي أنارت لهم دياجير الظلام ، والمشاعل التي حملوها أثناء سيرهم .
قد يحمل هذا الكلام على محمل التعصب أو الشعارات الرنانة ، لكن لن أحيلك على ما نكرره من كشوفات سابقة تتمثل في أننا أول من اكتشف أو تحدث أو كتب في وتأثر به الغرب لإي مجالات :
• الدورة الدموية
• الكيمياء
• الفيزياء
• الجبر والهندسة
• الطب النفسي
• الأدب
• الجغرافيا
• ودون ما شئت مما درسته عن أجدادك أو قرأته أو سمعت عنه
ما سأحيلك عليه هو مقالة نشرت اليوم في جريدة الرياض للكاتب فهد عامر الأحمدي في زاويته المعنونة بـ ( حول العالم ) وعنوان المقالة هو : ماذا يوجد تحت القطب الجنوبي ؟
ما يهم في هذا المقالة هو : أن الجغرافي المسلم ابن الزيات رسم حدود القارتين الأمريكيتين قبل كولومبوس بعدة قرون بما في ذلك الخط الشمالي لقارة أنتاركتيا ( وهذه الخريطة ما تزال موجودة في متحف الأسكوريال بأسبانيا )
وفي بداية القرن العشرين ( وأثناء نقل مقتنيات السلطان العثماني إلى متحف توبكابي بإسطنبول ) اكتشفت خريطة عجيبة تظهر تفاصيل القارة الجنوبية – بدون الغطاء الجليدي الموجود عليها حاليا ، وهذه الخيطة رسمها بحار تركي عاش في القرن السادس عشر يدعى حاجي أحمد أو ( piri reis كما يدى في الغرب ) .
ما أريده ويريده كل مسلم هو :
عودة الإسلام عزيزا بأبنائه ؛ لذا فنحن ندعو العقول المهاجرة إلى الاعتزاز بدينها وإظهار مبادئه وقيمه وعدم الانخداع ببهرجهم وأن نتعامل معهم بعزة فالمسلم الحق عزيز أينما حل ومهما حصل ولا نصر للمسلم إلا مع العزة والكرامة والشعور بالأفضلية والتكريم .
ودعوة أخرى مماثلة لنا في العالمين الإسلامي والعربي بمعرفة أسلافنا والاعتزاز بهم وهذا وحده لا يكفي بل لا بد من العمل والإنجاز .
همسة أخيرة : لا تحقرن صغيرة أن الجبال من الحصى .