لكَ الوفَاء
مهداة للشاعر العربي الأبي يوسف أبي سالم
رداً على قصيدته الرائعة (مصر هبة النيل )
*****
ولكَ الوَفاءُ ولي عَليـكَ دَليـلُ
فهو الـذي روَّاكَ هـذا النـيـلُ
مَن عانَقَ النيلَ ارتوَى وفـؤادُهُ
بالعشقِ يَخفقُ نابضاً ويَميـل ُ
مَن رافَقَ الحُسنَ البديعَ بشَطئِهِ
فالحُبُ فـي أعماقِـهِ موصـولُ
مصر التي تهوَى وأنتَ بقلبِهـا
نَبْـضٌ ووردٌ عاطِـرٌ ونَخيـل ُ
مصر التي أوفيتَ حقَ جوارِهَـا
مُذ ودَّعَتكَ وشَـرحُ ذاكَ يَطـولُ
يَا أيُهَا الرجلُ الذي أوفَـى لهَـا
وَعْدَاً وعَهدُكَ عِندَهَـا مَسـؤلُ
مازلتَ تذكرها إذا أمـرَ الهـوَى
وتحرَّكَـتْ للعاشقيـنَ خُيـولُ
مازلتَ تذكرها إذا مـا زقزَقَـتْ
عُصفورَةٌ أو لاحَ مِنـكَ رحيـلُ
مازلتَ تَذكرهَا الحَمائِـمَ هاهُنَـا
لمَّا عَشِّقْـتَ وللحَمَـامِ هَديـلُ
مصر التي أمرَ الإلـهُ بحفظِهَـا
مهمَا تآمَـرَ غَاصِـبٌ ودَخيـلُ
قال ادخلوا: فدَخَلْتَ أنتَ ويُوسُفٌ
ولَك َالأمانُ كمـا روى التنزيـلُ
عُدْ لم يزلْ صوتُ المآذنِ عاليـاً
والوحيُ مشغـولٌ بـه جبريـلُ
وكِنَانَـةُ اللهِ التـي لا تَنحنـي
أبداً وعمـروٌ سَيْفُـهُ مَسلُـولُ
يا عاشقَ النيلِ الذي في قَلبِـهِ
وطَنٌ مِن الأشواقِ ليسَ يَـزولُ
عُدْ أيُها المُشتَاقُ فهي مَشُوقَـةٌ
ودُموعُ كل العاشقيـنَ تَسيـل ُ
ثروت سليم