شط المزار
أنأت دارنا وشط السبيل أم تجافت قلوبنا يا خليــل
ما لنا قد تمكن البعد منا فكلانا عن خله مشــغول
لا رأت عيني ساعة كان يرجو قربها حاسد لنا وعذول
أخذتنا الحياة في حادثات دونها يهلك اللجوج الدؤول
باعدتنا بقسوة وهي ترجو لرحيلي ألا يكـــون قفول
إنما شمعة الحياة ستبقى نازفا تحت نورها الغيطول
كيف يرقى إليك صوت حنيني إن صوتي بعد الفراق خجول
كم أخ عن أخيـــه صد زمانا ثم عادا أخـــوة لا تدول
ما حسبت الوداد ينقص يوما أترى بعدها سيشفى الغليل
ساكن القلب لا ألفت طليقا ما أراه إلا دعاني الرحيل
ثاويا لا تنال منك ركــاب لك عندي مــودة لا تدول
إن قلب المحب لا يعتريه ـ لو عليه ران النوى ـ تبديل
لست أنساك يا عزيزا فؤادي نحوه رغم الحادثات يميل
لا أراك الزمان ليلا طويلا إن ليل الحزين ليل طويل
سرق الدهر دمعة من عيوني ليس إلا على حبيب تسيل
لست ممن يبكي على حادثات بيد أن الذي اعتراني هؤول
نجمة الصبح سافرت مثل أختي باكرا قبل أن يحين الرحيل
أنكرتني نسائم الصبح لما أقفرت روضتي وغاب الهديل !..