في آخر اللون
في آخر اللون ، عشبٌ هاديءُ وربى
علا بها النخل حتى لامس السحبا
وما أستطال سدىً ، بل كان مرتجلاً
معنى الحياة ، ومعنى الموت ، منتصبا
أمام أول شمس في المدار صحت
دفئاً تشتّت في أرجائها شعبا
كان الوقوف أخضراراً ، كلّه الق
يزهو ويمطر من اردانه رطبا
يمّد للافق ظلاً يستطيل رؤىً
تداعب الطين أنساماً وريح صبا
وفوق سرب حمام مدّ أغنية
للشمس فيها- على ما زيّنت - أربا
****
للخالدين صلاة ظلها وطن
للرائعين ومن يطوي الحياة إبا
من ساد ، من شاد ، من أعلى مسلّته
من روّض الريح ، من أنمى ومن كتبا
مناسك الحرف تدري أنها ولدت
على رقيم بأرض الشيح....ملتهبا
أرض تشع حضارات وأخيلة
أرخى الزمان عليها العين والهدبا
*******