آداب الحرية لدى الأديب
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
آداب الحرية لدى الأديب لعل الحرية هي التربة الخصبة التي تنمي خيال الأديب وتعطيه أفقاً واسعاً تحرك مشاعره وتأجج فكره وفنه وأدواته فيولد الإبداع
ولعل هذه الحرية ستكون ضرباً من الانفلات إن لم تحدها حدود وضوابط , في عصرنا هذا أمست هذه الكلمة ستار لغايات يتستر بها الكاتب أو لعلها تكون خدعة يخدع بها ضامري العقول وقد فرغت هذه الكلمة من معناها وبدل أن تصبح مناخ عمل أصبحت هدفاً بحد ذاته فأصبح الكاتب عبداً لكلمة اسمها حرية وحين يمسي اختيارك دائما لكل ما هو حر فتأكد انك أصبحت عبداً لصنم اسمه حرية وما هو إلا العبودية, فالحرية لا تعني أن ترمي القمامة من النافذة وتقول أنا حر بل الحرية الحقيقية هي في كبتك لهذا الشعور وليست الحرية في الضغط على مكبس البنزين في السيارة بل في التحكم في ذلك, والحرية ليست في إخراجك لكل ما في داخلك من كلام في انتقاء الكلام وحسن ظهوره بما لا يجرح ولا يسيء للآخرين
والأديب الحر الحقيقي هو من يستطيع أن يقول ما يريد ويتقن ذلك لكنه يسطير على شعوره ويقول في ذاته أنا حر في إخراج ما أريد وبالشكل الذي أريد بما يفيد الناس
وكلامنا هنا بلا حدود يصبح عمومياً قليلاً فالسيئ والجيد يختلف من شخص لأخر باختلاف المعتقد والمذهب والتوجه , ونحن نتحدث عن حرية تخص المسلم هذه الحرية التي حدها الله ورسوله وقرانه
وكان القران حجة معجزة لكل أديب كما أعجز أدباء عصر تنزيله
وهنا سنضرب مثالاً عن حرية القران الكريم في صورة أدبية قمة في الروعة صورة يعجز أي كاتب أو راوي أو شاعر أن يتناولها بل وكانت قمة في الجرأة وهي حالة جنسية ولحظات قمة في الحساسية
وهي قصة يوسف مع امرأة العزيز وكيف صور القران هياج امرأة من التفكير إلى الكيد إلى التنفيذ إلى المجاهرة وسنتكلم عن هذه المثال الذي عجزت عنه كل الروايات وكل القصص تعبيراً
واليكم هذا المثال