النتائج 1 إلى 12 من 16

الموضوع: مقامات ملحونة إلى عروس الروح ....

مشاهدة المواضيع

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #4 رد: مقامات ملحونة إلى عروس الروح .... 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية روان أم المثنى
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    أرض الحرمين
    المشاركات
    625
    معدل تقييم المستوى
    19
    الأستاذ يوسف أبو سالم.. أجمل التحايا.. أرجو أن تسمح .. ويسمح لي أدباء وأعضاء المربد أن أبدي رأيي المتواضع مفصلا في رائعتك.. وبما أنني جديدة هنا.. وأن هذه مشاركتي الأولى.. فأتمنى أن تكون بداية تفاعلية طيبة تشد وراءها مثيلاتها.. وأفضل منها..




    مقامات ملحونة


    هكذا تأتي إطلالة القصيدة إلى مسامعنا.. إطلالة منغّمة طبعا وصنعا.. طبعا في كلمة (مقامات) وصنعا في (ملحونة) .. والطريف في العنوان أنه لو اكتفى بقول (مقامات إلى عروس الروح) لاحتاج فن المقام إلى صناعة تدخل الواحد في أخيه دون "نشاز" ، فهل احترز يوسف أبو سالم لذلك فصنع لحنا ممهِدا يُدخل المقامَ في المقام ليعطي لقصيدته سمة سلامة النغم؟





    عروسَ الرّوحِ


    يطالعنا هذا النداء مستهلا خمسة مقاطع من القصيدة.. نداء دون حرف نداء.. لا يحتاج إليه.. لأنه ممتد امتداد الصوت.. ولا عجب إذا كان قد خدم النداء موسيقى التفعيلة التي تتوقف عند واو الروح.. وتترك الحاء الحرّى معلقة.. وكأنما هو مقام تعلق بجوابه.. يرتد من حيث انتهى ليبدأ حكاية جديدة في عروس الروح..





    المقام الأول


    عروسَ الرّوحِ
    زيديني مِنَ اللهـبِ
    ورُدّيني إلى حَاكُورَةِالشغبِ
    فَهُدْبُكِ راحَ يسْفَحُني بلا سببِ
    وجفنُكِ راحَ يسٍفِكنِي على حِقَبـي



    ها هي ذي الحاء الأولى تتعلق بالطلب، تتمنى الاحتراق، تلتذ بـ "يسفحني ويسفكني" ، وتعزف لونا أخضر ناشدا حديقته الغناء في جفن من يحب.. وإذا دققنا كثيراً.. نرى هذا التناغم كمذهب توشيحي رتيب منظم.. يبدأ بتزاوج بين "زيديني" و "رديني" ثم يختار التناسق بين عطف فائه وواوه بين "فهدبك" "فبعضك" و "وجفنك" "وبعضك"


    فبَعْضُكِ قدْ غدوتُ بهِ شبيهَ صَبي
    وبعضُكِ قد غَدَا بي مِثْلُ طَيفِ نَبي



    هذه الازدواجية المتناسقة، تصف نوتتها لتلون التمازج الغريب الجميل بين طيش رغبات المحب، وحمايته لمحراب أنثاه.. ويجعل هذا التمازج بها فكأن بعضها (هي) خلط بعضه (هو) ..






    المقام الثاني


    عَرُوسَ الرّوحِ..
    إِي والله شَدّتْنِي سَوَاليفِكْ
    وأَبْقَتْنِي على حَدّ الذُّهُولِ..أعُـبُّ مِنْ رِيفِـكْ
    أنا تَوليفةٌ خَضراءَ..في دنيا تواليفِـكْ
    وتعريفٌ خفيضُ الهمسِ..
    في نجوى تعاربفِـكْ
    حُرِمتُ الصرفَ
    هل أغدو نَجِيَّ شذَى تصاريفِـكْ



    ها هنا تطالعنا حاء معلقة أخرى، لكنها تتعلق بجواب عجيب.. فإذا كان المقام الأول يحمل نداءً صاعداً، فهذا المقام يخلق حوار رهيفا رقيقا، كأنما المحبوبة أجابت قائلة: تناديني؟ فقال: إي والله.. شدتني سواليفك.. أما يذكرنا هذا فعلا بفن النغم؟ ثم يستمر في وصف سواليفها وتعاريفها.. و لايبالي بأنه ممنوع من الصرف.. ما دام مصروفا في قلبها.. تشتق منه قواميسها.. وتعرب به مشاعرها..







    المقام الثالث


    عَروسَ الرّوحِ
    شمسُكِ حينما شَبّتْ
    ذَوتْ شمسي
    وكأسُكِ حينما سكبَ المحبة في دمِي
    اختبى كأسي
    تعاليْ نملأالدنيا
    بأسرابٍ طليّاتٍ من الهمسِ
    تعاليْ نُرْبِكُ الأحلامَ
    نَمْزِجُهاببعضِ طَرَائدِ الحَدْسِ
    ونشربُ من قواريرِ الغدِ الآتي
    وننسى كبوةَالأمسِ



    يتلون المقام بلفة شجن عميق.. تناسبه سين مكسورة.. ويبدأ النداء يتغلغل في الدم.. يردد تعالي.. تعالي.. ويختار لها كلمات امتزاج ثمل رغيب.. في "كأسي" "طليات" "قوارير" "نمزجها" "نشرب" "ننسى" ليترجم لنا سُكـْر الصُحبة.. فأي حال هو حال سُكــْر الوصال إذن؟ ويعبر عن الاحتياج العاطفي المتبادل حين يجعل نون المشاركة تخيم على تلك الرفقة الفاتنة "وننسى كبوة الأمس"..







    المقام الرابع


    هذا المقام الجديد ترك اللون الأخضر في المقامين الأولين.. ليبدأ لونا عقيقيا عاكسا.. ليجعل المحبوبة من عناصر متراكبة.. فتأخذ من الزجاج ضياءه.. ومن البحر هيجان موجه.. ومن النار عنصرها وطبيعتها.. ثم تكسو الصورة حمرة متقدة في "الندى الأحمر" و "فصول النار" و "الجمر" و "أوقدت صيفا" و "يا ويلي" هذا التركيب المختلط وصف دقيق لتأثير الأنثى بشكل عام.. يختار لها مفرداتها الخاصة "بوشي" "شهقت" "عطور صباك" ويترك تأثيرها السحري اللاهب في ختام مقامه "يا ويلي ينوء الجمر"..





    المقام الخامس والسادس


    المقام الخامس هو أسرع مقاطع يوسف أبي سالم في هذه القصيدة، يتبع كل بيت منه أخاه كخيط متصل.. وهو تتابع للتأثير السابق في المقام الرابع.. أو فلنقل تأثير الصورة النارية الحمراء، يعبر عن جنون شجن وتقلبات هوى "أنا زمن خرافي" . ثم يرتاح المقام أخيرا من سرعته مستقراً في حلول هادئ مُتمنَى "فكوني بعضا من نبوآتي" .. ثم نجده – في المقام السادس- يتخلص من النداء.. ولا غرابة.. فقد افترض أن أمنيته تتحقق.. وحدث التمازج أخيراً.. فلا حاجة لنداء من امتزج به فصارا واحداً.. ويعبر عن زمنه الخرافي المتقلب.. كيف بدأ يعيد ترتيب أيامه من جديد.. ويؤثث فيه خِدْراً لفتاته على شاطئ رخيم الموسيقى يغني فيه موج خجول يصافح أثوابها تراقب فيه غزلانها السارحة.. وهذا المقطع غاية في الرقة، كما اللوحة الزاهية الألوان..





    المقام السابع


    وهاك مفاجأة جميلة تطل من روح القصيدة لتكوّن سبع مقامات عددا.. ولونا.. ونغما.. وكما يعود مذهب النغم لمقامه الأول.. يعود يوسف أبو سالم إلى حديقته الغناء وريحانها وفلها ونخيلها.. ويرتاح إلى امتزاجه في وطنه الجديد..
    هنا في لونِ عُشبِـكِ
    قد وجدتُ الدارَ والجيرانَ والأهْلا
    هنا في حَقلكِ الرّيـانِ
    ضَمَّتْ أحرفِي الرَّيْحَانَ والفُـلاَّ
    هنا وعلى عُذوقِ نخيلكِ العالي






    فللّه درك يا أستاذ يوسف على هذه الرائعة الفريدة المجنحة.. واقبل احترامي
    التعديل الأخير تم بواسطة روان أم المثنى ; 23/05/2008 الساعة 07:07 PM
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. سؤال في عروض الشعر
    بواسطة غير مسجل في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08/01/2010, 09:02 AM
  2. مقالات من زمن فات
    بواسطة محمد سرحان في المنتدى فسيفساء المربد
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 29/07/2008, 03:35 AM
  3. عروس كانت هنا
    بواسطة الحمري محمد في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 25/02/2008, 05:35 PM
  4. عروس النيل - أبو شهاب
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى الشعر
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 24/03/2007, 06:33 PM
  5. عروس (قصة قصيرة جدا، لحسين علي محمد )
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 25/10/2006, 11:55 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •