"...هروب...دامي"
...........
تركتُ القلب مرميا هناك
مُبضَّعا مطعونا بالحِراب
فاجئوني بسيل نبال
ما أمهلوني أحُفُّ عليه التراب
فَرَرْتُ و في الصَّدر حُفرة
فررتُ و في الصَّدر الخراب
فررتُ ..و هو يضجُّ مستنجدا
أن أنقذني مِن رَحَى العذاب
أبعدني الخوف إلى غير رجعة
أبعدني... لم أقوى على الإياب
أبعدني فكنتُ الخائن المذموم
الخاذل لصاحب الخطاب
تركته ينزف هناك... يحتضر
و إني أسقي بالدمع و الدّم أرضا يباب
ركضتُ كالمجنون و الرملُّ يَجزرني
و المغيب يُدلنيِّ إلى حيث الذهاب
ركضتُ و الشمس راحلة
و الموج الأحمر قد أغرق القلب...
قد لاقى حتفه في قعر العذاب
وصلت ُ إلى حيث محاني التعب
إلى حيث طرد الليل كل سراب
وقعتُ من طولي...فلم أدري
هل سأحيا أمْ إلى الموت الذهاب
تجمَّد الجسد ...و الوجه ...
و الروح ...أين الروح؟
جهلتُ مكانها و جهلتُ الأسباب
أطلَّ القمر و إنحبس الدَّمع في المُقل
تقوس مع القُزح فما رأيتُ غير الضباب
أطلَّ ...و تجمَّد الدم في عروقي
و غاب عقلي مع أشباح الألباب
أطلَّ ...و ما قويتُ على البكاء
فالسَّهم مازال يطعن الصَّدر الخراب
.......