[align=center:a3126e0a32] نزار قباني [/align:a3126e0a32]
على مدرج الجاحظ في كلية الآداب كنت ارقب كل كلمة للدكتور عيسى العاكوب وهو يتكلم عن نزار قباني كان يقول: شاعر سخيف ورث للشباب السخف والضعف والأفكار السخيفة, بدل أن يزرع فيهم القوة وحب الحياة ميعهم.
وأردف باطن الأرض خير لشباب هرم هزيل ضعيف ماجن من ظاهره.
كانت كلماته بمثابة شتم وقدح لكل واحد منا أو لنقل لأغلبنا حينذاك فأغلب جيلنا كغيره قد أشرب كلام الحب ولوعته وصار جل حياته أن يعيش هذه اللحظات التي تأخذك بعيداً هذا الاحتراق اللذيذ يعوم في قلوب فارغة ربما كالعقول.
ربما كانت اغلب الفتيات تنهي صفحات المحاضرات ببيت له أو ترى الشاب حين يحادث فتاة يرطن لها بيت أو بيتين كفيلين بان يفقداها لبها وتدور الأيام.........
كان كلام الدكتور عيسى العاكوب قدوتي في الحياة قاسياً جداً حتى أني كنت أقوم بمسح اللوح ومسح كرسيه وإعداد أجهزة الصوت, وكان حين يدخل القاعة ويراني أنظف له اللوح يقترب مني وقد انزويت أريد الهروب لمقعدي يمد يده يصافحني رغم غبار الطباشير . بعد كلامه القاسي علينا لم أمسح له اللوح والكرسي فاكتفى أن يبحث عني وكنت قد غيبت وجهي
, عاد للحديث عن الفكر ودوره في حياة الإنسان فالفكر يرقي الأمم كان يرفض أن يقال أن الشعر فن كان يقول هو علم وليت شعري تعني ليت علمي .......
بعد ذلك أرسلت له بطاقة رسم عليها صورة جامع وكتب خلفها" فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ "
وكانت قوية التأثير فيه حتى أنه دعاني لمكتبه دون أن نتكلم في الموضوع وحكى بشكل عام في أكثر من موضوع كان لقاء تاريخياً لي
في المحاضرة التالية كان الصدى قوياً جداً حتى كدنا نصفق له أخرها ........يا الله يا دكتور
عاد ذات الكلام عن نزار وعن الأفكار لكن بعاطفة جياشة وبأمثلة وشواهد فرقت قلوبنا وصرنا نفكر ملياً
بعد أشهر كنت أعارك ذاتي ولا زلت
أحسست أني كنت سخيفاً
فالأبيات السخيفة رغم جمالها تولد السخف
سنتكلم في الفقرة التالية عن:
نزار والحب