[align=center:b5b24f202f]
الفصل الرابع


الذين أحبوا " مي "[/align:b5b24f202f]




قضبان النوافذ في السجن تنقلب أوتار قيثارة لمن يعرف أن ينفث في الجماد حياة . هكذا كتبت مي في إحدى مقالاتها وهكذا كانت هي في حياتها القصيرة بقياس الزمن . الغنية .. العميقة بقياس القيمة والآثار الباقية.

ولعل معظم الرجال الذين التقوا بها سواء مباشرة أو عن طريق القلم والأوراق .. أحبوها ! واختلفت ملامح تلك العواطف وطرق التعبير عنها باختلاف شخصية كل منهم .. ودرجة اقترابه من فهم شخصية مي و تركيبتها الفكرية والإنسانية .

وأغرى هذا الجانب الهام من حياة مي الكثير من الكتاب والباحثين للغوص في تفاصيله ودقائقه وصولاً إلى الحقيقة وإجابة للسؤال الحائر :

من هو الرجل الحقيقي في حياة مي ؟ أو من هو الذي فاز بقلب مي وسط كل هؤلاء الرجال المحترمين ؟

هل هو العقاد ؟ هل هو ولي الدين يكن ؟ هل كان مصطفى صادق الرافعي ؟ هل كان أنطون الجميل ؟ أم خليل مطران ؟ هل كان أستاذ الجيل أحمد لطفي السيد أم الشاعر أحمد شوقي أمير الشعراء ؟ هل كان الشاعر إسماعيل صبري أم الشيخ مصطفى عبد الرازق , هل كان هو الدكتور طه حسين أم الشاعر جبران خليل جبران ؟

كثير من أعلام عصرها نسجت حولهم القصص والحكايات تربط بينها وبين كل منهم . وأطلق الناس لخيالهم العنان ليختلقوا العديد من قصص الحب في حياة مي . وكان الكثير منها من وحي الخيال والقليل منها حقيقي .

يقول الكاتب مارون عبود : كل من رأى مي , وكل من شهد مجلسها أحبها . أما هي فظلت كسنديانة صامدة وكالجبل ما يهزه ريح .

كان الكاتب المفكر عباس محمود العقاد .. وهو من ألمع مفكري عصره لا ينكر حبه لمي , وقد لمح له كثيراً في روايته سارة وأعطى مي اسماً مستعاراً هو هند . وعرفها العقاد في البداية عن طريق مقالاتها في الصحف ثم من كتبها . وبدأت علاقتهما بالخطابات هو من أسوان بلدته التي يقيم بها قبل استقراره في القاهرة .. وهي من القاهرة حيث استوطنت مصر بعد قدومها من لبنان بصحبة والديها.

وعندما عاد العقاد من أسوان سارع بزيارة مي يملؤه الشوق والحنين إلى تلك الشخصية التي فتنته قبل أن يراها !

وتقارب الأديبان : العقلان والقلبان . لكن حب العقاد لمي كان مختلفاً عن حب مي للعقاد . كان العقاد يؤمن بطوفان المشاعر وتوحد الحبيبين نفساً وروحاً وجسداً .. وكانت مي تؤمن بالحب الصافي , السامي .. العفيف الذي يرتفع عن رغبات الجسد ويسمو إلى عالم الروحانيات وصداقة الفكر.

ولا شك أن العقاد احترق بحب مي في صمت والدليل على ذلك قصائده الكثيرة إليها التي تحمل كل مشاعر الحب والتتيم بها .

ويقول الكاتب عبد الفتاح الديدي : يبدو أن هذه الفتاة لعبت أخطر دور في حياة العقاد لأنها أعطته السعادة ومالم يكن يخطر له على بال , ولكنها وقفت أمامه نداً لند وناوأت رجولته وسطوته وكبرياءه . وصدمت أحلام العقاد بفرديتها واستقلالها وشبابها المتأنق المدرك لأصول العلاقات.

وسئل العقاد مرة كيف كان يجمع بين حبين في وقت واحد: حب مي وحب سارة؟ فأجاب عن هذا السؤال قائلاً : إذا ميّز الرجل المرأة بين جميع النساء فذلك هو الحب .. وقد يميز الرجل امرأتين في وقت واحد .. لكن لا بد من اختلاف في النوع , أو في الدرجة, أو في الرجاء , فيكون أحد الحبين خالصاً للروح والوجدان , ويكون الحب الآخر مستغرقاً شاملاً للروحين والجسدين .. أو يكون أحد الحبين مقبلاً صاعداً , والحب الآخر آخذاً في الإدبار والهبوط . أما أن يجتمع حبان قويان من نوع واحد في وقت واحد فذلك ازدواج غير معهود في الطباع , لأن العاطفة لا تقف ولا تعرف الحدود .. وإذا بلغت العاطفة مداها جبَّتْ ما سواها .

ويصف العقاد في روايته " سارة" طبيعة علاقته بمي دون التصريح باسمها .. بل اختار لها اسماً مستعاراً هو : هند . فيقول : كان يحبها الحب الذي جعله ينتظر الرسالة أو حديث التليفون كما ينتظر العاشق موعد اللقاء , وكانا كثيراً ما يتراسلان أو يتحدثان , وكثيراً ما يتباعدان ويلتزمان الصمت الطويل إيثاراً للتقية واجتناباً للقال والقيل وتهدئة من جماح العاطفة وإذا خافا عليها الانقطاع.

ولكنهما في جميع ذلك كانا أشبه بالشجرتين منهما بالإنسانين يتلاقيان وكلاهما على جذوره , ويتلامسان بأهداب الأغصان , أو بنفحات النسيم العابر من هذه الأوراق إلى تلك الأوراق .

كانا يتناولان من الحب كل ما يتناوله العاشقان على مسرح التمثيل , ولا يزيدان . وكان يغازلها فتومئ إليه بإصبعها كالمنذرة المتوعدة , فإذا نظر إلى عينيها لم يدر أتستزيده أم تنهاه , ولكنه يدري أن الزيادة ترتفع بالنغمة إلى مقام النشوز .

وكان يكتب لها فيفيض ويسترسل , ويذكر الشوق والوجد والأمل , فإذا لقيها بعد ذلك لم ير منها ما ينم عن استياء , ولم يسمع منها ما يدل على وصول الخطاب , وغنما يسمع الجواب باللحن والإيماء دون الإعراب والإفصاح .

وربما تواعدا إلى جلسة من جلسات الصور المتحركة في مكان لا غبار عليه , فيتحدثان بلسان بطل الرواية وبطلتها , ويسهبان ما احتملت الكناية والإسهاب , ثم يغيران سياق الحديث في غير اقتضاب ولا ابتسار .

وكانا أشبه بالنجمين السيارين في المنظومة الواحدة , لا يزالان يحومان في نطاق واحد , ويتجاذبان حول محور واحد , ولكنهما يحذران التقارب .. لأنه اصطدام ؟

ولم تكن هي لتعتقد الرهبانية فيه , ولا تزعم بينها وبين وجدانها أنه معزول عن عالم النساء . غير أنها لم تكن تحفل اتصاله بالنساء ما دام اسمهن نساء , لا يلوح من بينهن اسم امرأة واحدة , وشبح غرام واحد . فإن اسم النساء في هذه الحالة لا يدل على معنى , ولا انتقاص فيه لما بينهما من رعاية واستئثار.

كانت الخطابات المتبادلة بين مي والعقاد ثروة أدبية .. فكرية .. إنسانية ودليل في نفس الوقت على رابطة متينة قوية بين الطرفين .
يحدثنا أحمد حسين الطهاوي عن ذلك في كتابه : " غرام مي وجبران بين الحقيقة والخيال " .. فهو يلاحظ في رسائلها الغرامية إلى جبران أنها كانت تعيش شبه حالة حب مع عباس محمود العقاد استناداً إلى رسائل اكتشفها طاهر الطناحي وتقول في إحداها :
وكانت مؤرخة في 20 أغسطس ( آب) 1925 :

إنني لا أستطيع أن أصف لك شعوري حين قرأت القصيدة التي أرسلتها لي , وحسبي أن أقول لك أن ما تشعر به نحوي هو نفس ما شعرت به نحوك منذ أول رسالة كتبتها إليك وأنت في بلدتك التاريخية أسوان .

بل إنني خشيت أن أفاتحك بشعوري نحوك منذ زمن بعيد , منذ أول مرة رأيتك فيها بدار جريدة " المحروسة" . إن الحياء منعني , وقد ظننت أن اختلاطي بالزملاء يثير حمية الغضب عندك . والآن عرفت شعورك , وعرفت لماذا لا تميل إلى جبران خليل جبران .. لا تحسب إنني اتهمك بالغيرة من جبران , فهو في نيويورك لم يرني ولعله لن يراني , كما أنني لم أراه إلا في تلك الصور التي تنشرها الصحف .

سأعود قريباً إلى مصر , وستجمعنا زيارات وجلسات أفضي فيها لك بما تدخره نفسي , ويضمه وجداني , فعندي أشياء كثيرة أقولها لك .

وفي قصة " سارة" التي كتبها العقاد .. وروى فيها حبه لامرأتين هما " سارة " و"هند" .. وصفها فقال : إحداهما حولها نهر يساعد على الوصول إليها .. والأخرى حولها نهر يمنع من الوصول إليها وكان يقصد بالأخرى مي .

وقال العقاد عن مي ذات مرة :

لقد كانت متدينة تؤمن بالبعث .. وأنها ستقف بين يدي الله يوماً , ويحاسبها على آثامها , فكانت برغم شعورها بالحياة, وإحساسها العمق الصادق , وذكائها الوضاء , وروحها الشفافة , ورقتها وأنوثتها تحرص على أن تمارس هذه الحياة بعفة واتزان .

وكتب العقاد في مي العديد من القصائد التي تظهر بوضوح ذلك الحب الذي ملك وجدانه .. حبه لمي . ومنها قصيدة بعث بها إليها في روما حيث كانت تقضي أجازة صيف عام 1925 . وخلال تلك الفترة تبودلت الرسائل بينهما كلها تنم عن شوق مكبوت من الطرفين ..


مي .. ولطفي السيد


كان أستاذ الجيل أحمد لطفي شغوفاً بالأدب العربي وكان محامياً .. وتولى رئاسة تحرير جريدة " الجريدة" لعدة سنوات .. وكانت بداية معرفته بمي في لبنان . كان يقضي أجازة الصيف في بيروت وكانت هي هناك مصادفة . وبينما كان يتناول عشاءه في الفندق .. لمح بالغرب منه فتاة شرقية الملامح تتحدث بفرنسية طلقة مع قنصل فرنسا في مصر , وتدافع عن المرأة الشرقية وحقوقها بحماس.

لفتت نظره هذه الفتاة فسأل صديقه الذي كان بصحبته

من هذه الفتاة ؟

فأجابه خليل سركيس :
إنها ماري زيادة بنت الصحفي المعروف إلياس زيادة صاحب جريدة " المحروسة " .. وبعد أن انتهت مقابلة مي مع القنصل تقدم إليها خليل سركيس الذي كان يعرفها شخصياً .. وقدمها إلى أحمد لطفي السيد .

وبدأ اهتمام أحمد لطفي السيد بمي .. كما قدرت مي هذا الاهتمام وتلك الرعاية تقديراً كبيراً . فأهدت إليه كتابها " ابتسامات ودموع" عندما عادت إلى مصر .. وعاد هو كذلك وكان الكتاب ترجمة لرواية ألمانية .

وتابع أحمد لطفي السيد مقالاتها التي كانت تكتبها في جريدة والدها " المحروسة" تحت عنوان " يوميات فتاة" . ولاحظ لطفي السيد أن أسلوب مي متأثراً كثيراً بثقافتها الغربية , فوجهها إلى الاهتمام باللغة العربية , ونصحها بقراءة الأدب العربي .

وذات يوم التقت به في إحدى الجلسات فقال لها :

لا بد لك يا آنسة من تلاوة القرآن الكريم , لكي تستفيدي من بلاغة معانيه , وفصاحة أسلوبه .

فقالت له مي :
ليس عندي نسخة من القرآن .

فقال لها :

أنا أهدي لك نسخة منه !

وبعث إليها الاستاذ لطفي السيد في اليوم التالي نسخة من القرآن الكريم مع كتب أخرى في الأدب العربي.

وتعترف مي بفضل لطفي السيد عليها فتقول :

ابتدأت أفهم من لطفي السيد اتجاه الإسلوب العربي , وما في القرآن من روعة جذابة ساعدتني على تنسيق كتابتي ورقي أسلوبي.

وتبادلت مي مع أستاذها لطفي السيد الرسائل الأدبية التي احتوت آراء وخواطر وأشجان كل منهما .. كما تخللتها الكثير من العواطف النبيلة والمشاركة الوجدانية الحقيقية .

في 15 مايو 1913 كتب إليها من مصيفه بالإسكندرية خطاباً جاء فيه :

جاءني كتابك , فتشممته ملياً , وقرأته هنيئاً مريئاً , وإني ممتنع نهائياً عن أشرح لك العواطف. وكل ما يأذن لي تهيبك أن أبوح به هو أني من الصباح إلى هذا المساء وأنا وحدي , فلم أستطع أن أمسك القلم , لأجيب عليه بصراحتي العادية , فما وجدت بداً من الركون إلى أسلم الطرق , وهو أن أحفظ لنفسي وصف الاغتباط الذي نالني من هذا الكتاب.

اعترفي بأنك كنت في ساعة من ساعات تجلياتك حين كتبت لي هذه الرسالة , ان فيها أفكاراً ومرامي ذات وزن كبير , وفيها مقاصد ومعان تكاد تطير من خفتها , أو تذوب من رقتها . أجناية أن أتحدث بهذه السابغة ؟!! إلا أن للأرواح أيضاً غذاء يتنزل عليها من مكان أسمى من مكانها العادي , وهزة تأخذها حين تتقابل جاذبيتها . لعل ذلك هو سر السعادة الإنسانية التي يلتمسها الناس , فلا يعرفون طريقها .

وكانت مي سعيدة باهتمام أستاذها أحمد لطفي السيد , فحافظت على علاقتها به ودعمتها بكل المودة والاحترام والاهتمام .. وكانت تستقبله مع أصدقائها المقربين في غير أوقات الصالون.

ودامت هذه العلاقة قوية .. حقيقية تجمع بين أستاذ وأديبة موهوبة .. تحمل له العرفان بالجميل والاحترام والمحبة .


مي .. ومصطفى صادق الرافعي



عاش الكاتب الكبير مصطفى صادق الرافعي قصة حب كبيرة مع مي زيادة .. لكنها كانت قصة حب من طرف واحد هو مصطفى الرافعي !

فقد احترق الرافعي حباً وهياماً بمي وتوهم أن مياً تحبه وهو مالم يكن صحيحاً.

ولكن هذا الحب الكبير أنتج كذلك أدباً غزيراً وجميلاً . فكتب الرافعي لـ مي مجموعة كبيرة من الرسائل تشكل وثائق أدبية وشخصية هامة حول حياة كل منهما .

ورغم أن الرافعي كان يفهم شخصية مي جيداً وقال ذات يوم في وصفها :

إن كل من حادثها ظن أنها تحبه , وما بها إلا أنها تفتنه.

وكانت مي تراسل الرافعي كما كانت تفعل مع معظم أدباء صالونها المقربين . ولكن رسالة من رسائلها كانت توحي بشيء خاص بينهما قالت فيها :

أتذكر إذ التقينا وليس بنا شابكة , فجلسنا مع الجالسين , لم نقل شيئاً في أساليب الحديث , غير أننا قلنا ما شئنا بالإسلوب الخاص باثنين فيما بين قلبيهما ! وشعرنا أول اللقاء بما لا يكون مثله إلا في التلاقي بعد فراق طويل , كأن في كلينا قلباً ينتظر قلباً من زمن بعيد .. ولم تكد العين تكتحل بالعين حتى أخذت كلتاهما أسحلتها . وقلت لي بعينيك .. أنا .. وقلت لك بعيني : وأنا .. وتكاشفنا بأن تكاتمنا وتعارفنا بأحزاننا , كأن كلينا شكوى تهم تهم أن تفيض ببثها .. وجذبتني سحنتك الفكرية النبيلة التي تصنع الحزن في نفس من يراها .. فإذا هو إعجاب , فإذا هو إكبار , فإذا هو حب .

وهذه الرسالة شكك بعض النقاد في أن مي زيادة أرسلتها فعلاً إلى الرافعي .. بل قالوا إنه هو الذي تلبس أسلوب مي وكتب الرسالة إلى نفسه !!

وعن مي كتب الرافعي ثلاثة كتب من أروع ما كتب هي : " رسائل الأحزان " .. " أوراق الورد " .. و " السحاب الأحمر " .

وكان يعيش الرافعي – الذي يكبر مي بأكثر من ثلاثين عاماً – في طنطا مع زوجته وأولاده العشرة . وكان يحضر صالون الثلاثاء الأسبوعي في بيت مي قبل الجميع , وهو في كامل أناقته , وكانت مي تستقبله بحفاوة واحترام , وتوليه عناية خاصة , ولكن رغم كل ذلك .. لم يكن هو الحبيب الذي ملك قلبها.


مي .. وإسماعيل صبري


كان شيخ الشعراء إسماعيل صبري من أكثر رواد صالون مي حرصاً على حضور كل أمسياته .. وفي إحدى هذه الأمسيات مرض , ولم يستطع الحضور .. فإذا به ينظم أبياتاً تدل على حب وتتيم بمي .. وبكم إحساسه بالندم والحزن لأنه سيخسر ليلة من لياليها التي تروي روحه وتمتع نظره وتشبع فكره ووجدانه .. فيقول الشاعر إسماعيل صبري :


روحي على بعض دور الحي حائمة *** كظامئ الطير حواماً على الماء
إن لم أمتع بمي ناظري غداً *** أنكرت صبحك يا يوم الثلاثاء


وهذه قصيدة لأمير الشعراء أحمد شوقي يصف فيها أيضاً افتتانه بمي كأديبة وكامرأة:


[align=center:b5b24f202f]
أسائل خاطري عما سباني *** أحسن الخلق أم حسن البيان ؟
رأيت تنافس الحسنين فيها *** كأنهما لمية عاشقان
إذا نطقت صبا عقلي إليها *** وإن بسمت إليَّ صبا جناني
أم أن شبابها راث لشيبي *** وما أوهى زماني من كياني
[/align:b5b24f202f]
[align=center:b5b24f202f]***[/align:b5b24f202f]



أحبوها جميعاً .. كل بطريقته وأسلوبه .. أحبوا الشعاع المشرق .. الشمس التي يغمر نورها الجميع .. لكنها كانت تملك داخلها قمر معتم .. يملؤه الفراغ والغربة .. والبحث عن الحب الحقيقي .. الذي تمنت أن تجده ... !


[align=center:b5b24f202f]***[/align:b5b24f202f]