ديـــــوان الشاعر
محمد الزهراني
أبو إياد
ماء الإنابة
أمنحي الصب عذابه وافتحي للحزن بابه
وازحفي جيشَ خِداع ٍ لا يبالي بالصبابة
فجري بركان غدرٍ في حناياي المصابة
وانشري رايات همي فوق رمضاء الكآبة
أشعلي غابات صبري غابةً من بعد غابة
واركبي بحر التعالي وامخري فيه عبابه
سيفُك البتارُ صادٍ فاغمدي فيّ ذُبابَة
سوف يرويهِ غديرٌ من دم النفس المُذابةْ
ذلك الغصن المسجى تستلذين انتحابه
فَبأِنَصال عنادٍ احصُدي منه شبابه
مهّدي درب التنائي فرّقي عني ضبابه
أنتِ نارُ تتلظى لبست ثوبَ السحابة
فامطري لؤماً وظلماً وغروراً وصلابة
مزقي أوراق شعري، واشطبي بوحَ الكتابة
حنظِلي البؤسَ بحلقي ألماً يُجرِي لُعابهْ
لوثي جدولَ حرفٍ، كم ترشفتُ شرابَه
في يديكِ الوعدُ نهرٌ لِمَ أوقفتِ انسيابهَ
اسكبي الزيفَ بكأسي فلقد أدمنتُ صابَه
وانسجي موت ربيعٍ في ثماري المستطابة
سوَدي لؤلؤ صدقي وابهمي لحن الربابة
واتركي المنفيَّ يذوي، وأمنعي دوماً إيابهَ
واستمري هكذا لا تشربي ماء الإنابة
ستتوبين بيوم ٍلا تودين اقترابه
يومَ أسلوكِ شموخاً يسلخُ الحبُ إهابَه
حين أمشي فوق قلبي أرتدي تاج المهابه
والأسى يأتي ليرعى في مغانيك ذئابه
دوحة الإعجاب صارتْ من حواليكِ خرابة
سترومين حناني فاحضني منه غيابه
لو أتى منكِ سؤالٌ، تسمعي أقسى إجابة
لا تقولي: " عُدْ فصدّي لم يكن إلاّ دُعابة"
ذلك العاشق ولّى ... لن تري إلا... سَرابه!
محمد الزهراني