أول وآخر العهد !!!....
مشيت معكَ بعد أن ساقتني الأقدار إليكَ لتلحظ هذا البنيان العتيد الذي شيّد من أصول الوفاء والودّ , وأصبح السيّد المتسلّط على معمورة القلب ...
فكيف لي أن أنساه بعدما ثقلت موازينه من رجاحة فكره , ونزاهة حكمته بالرغم من وجع شكواه وبلواه !!!؟؟........
لو نظرت إلى منزل القلب في حلكة الليل البهيم لوجدت أن أوطان البلايا , وأغراض المنايا , وأعوان الحتوف اجتمعت لتزيد من عجز حيلتها مع كمد وحرقة الآهات والألم ...
رجوتكَ أن تمسك بيد صاحبتكَ , ولا تقتلها بجفاء هجركَ , وعصيان مودتكَ, وتزيد من لهيب حرقة الصدر بعد أن طال بها شواظ الأنين , وسقم الجسد العليل ...
هل سألتَ عن حالها قبل أن تهزّها بقسوة بعدكَ , وتتركها هائمة مع دموع قلبها !!!؟؟؟.....
هل سمعت صوتها حين يستدير لحديث الأنس , ومناغاة القمر !!!؟؟..
هل حكمت على صفحة كتابها التي كانت وما زالت تروح وتغدو إليكَ لتهبكَ روح الصدق , وعصمة المودة والوفاء !!!؟؟...
من سيستدير ليشفق على مستهام روحها , ويقلّل من وفرة جموح الألم , ولواعج الشوق !!!؟؟..
ألم تعلم بأنني
صبرت على عذاب الروح يا صنو الفكر, ولم يفرّقني عنكَ طول الشكّ والجدل بعدما تلمسّت صلد نزاهة قولكَ , ورفعة عراقة أصلكَ ..
وتمنيت لو أعدو دائمًا لمنبر رأيكَ لأنهل من شذرات قطوفه جوهر الحكمة , وكنوز الكلم !!!؟؟؟ ...
أقرّ أنني لم أعد قادرة على أن أهجر الأصول والثوابت التي أينعت ثمار فتنة حكمتها في الروح لتلازم الفكر والقلب
ذلك هو قولي يا صديقي ....
وذاك هو فعل الهوى لصدق , ومجمع الودّ والوفاء ...
و هذا هو أكبر عيوبي !!!..
الروح ما دامت حيّة , فلن يضيرها هذا العذاب يا توأم الروح والفكر...
فلا تلومني عندما تسمع صوت لسان قلبي ...
ذلك لأنك تعلم أنّ ما تحمله من بروق الخُلق والحُسن لن تستطيع عصا النوى أن تبعدها عن باب الالتزام بالعهد بعد أن سقيت القلب بوعاء الخلق والأدب ...
وها أنا أتيت إليكَ اليوم لتلحظ ببريق فطنتكَ موكب حديث القلب وهو يلّف أرجاء الكون ليشكو له آية جرح ألمه , ويجفف عنه فورة دمعه , ويداوي حشا قلبه السقيم المدنف ..
لم أرضَ يومًا أن أساوم غيركَ , ولن أقبل أن أكون نعامة ترضخ للهوان والذلّ لأنك تعلم أنني لست من الذي يُعصر عودها إلّا لغاية الحقّ , ونُبل الشرف ..
أيهونَ عليكَ أن تدنّس البقعة الطاهرة في القلب لتهلك في الضلال والتشرّد !!!؟؟؟..
أيهونَ عليكَ أن يجفّ هذا العود الغضّ الذي يمجّ بالبان والصدق !!!؟؟...
أم تريد أن توجع القلب ضربًا بعصا الذلّ والهوان والألم !!!؟؟...
صوت من بعيد يخترق الحجب والآفاق , ليبلغ صداه روح القلب
وهو ينادي بأعلى صوته :
إلى أين المسير !!!؟؟؟...
أهذا هو أوّل وآخر العهد!!!؟؟؟....
بقلم : ابنة الشهباء