جنُــونُ العَــاقليـن
* * * * * *
عقلي يُراقِبُ في هوَاكِ جُنوني
..............والحبُ سِرٌ نَـامَ فوقَ جُفوني
عقلي يُراقِبُ في فؤاديَ نَبْضَهُ
............والروحُ طَيْرٌ.. والفؤادُ غُصوني
تتساقَطُ الأوراقُ عند خريفِها
.................والعُمرُ مـرَّ بشمألٍ ويَمينِ
ويظلُ حبُكِ كالربيعِ بزَهْـوِهِ
.........والشِّعرُ يُصْبِحُ فرحتي وشُجوني
للعاقلينَ مع الجـنونِ عـدَاوةٌ
...............وأنا وأنتِ.. مَحَـبَّةٌ بِجُنونِ
قلبي وعَـقْلي تَوأمَانِ وفيهِما
.............أنتِ السَـلامُ وغابَةُ الزيتُونِ
إنـي أُحِبُكِ حُبَ روحٍ ذَائِبٍ
.............وأُعيذُ حُبَّكِ مِنْ هوَىً ومُجونِ
وأُعـيذُ عَيْنَيكِ اللتينِ رقَاهُـما
.............قلبي بـربِ الناسِ أو يَاسـينِ
فـهَواكِ رَيْحانُ الفؤادِ ووردُهُ
...........وهـوَاكِ نُورٌ في الدُجَّى لعيوني
قد زارَ طيفُكِ ذاتَ ليلٍ خَاطِري
........فاجتاحَ قلبي واستباحَ سُـكوني
وأعَـادَ لي حيَّ الرُصَـافَةِ مُزْهِراً
............وعَـرَاقةَ المنصُـورِ والمأمُـونِ
وأحالَـني وتَـراً بِلوعَـةِ شَاعِرٍ
..........قَطَعَ الفيَافيَ مِن وراءِ حُصـونِ
وَأذَابَ مِنْ شَفَتيكِ شَهدَ مشَاعِرٍ
.........رَقَصَتْ بقلبِ العاشِقِ المجنــونِ
لو قُلتُ حَـاءً ردَّ قَـلبُكِ باءَها
..........أو قُلتُ كافاً كنتِ حرفَ النـُونِ
وترَاقَصَتْ نبَضَاتُ قلبَيْنَا معَـاً
............ومضى حنينُكِ غَارِقَاً بَحنيني
وضَمَمْتُ في حُضني خيَالَكِ أشتهي
.........عِطرَ الزهورِ يَـضُوعُ فَوقَ جَبيني
صَوْتـي وصوتُكِ مقْطَعٌ لقصيدةٍ
..........ألحانُها هَـمْسٌ وبَـعضُ فُنـوني
لو كانَ في حُبي جُـنونُ حبيبتي
.............فالقلبُ في مِحرابِها يَهديني
أو كنتُ مَجْنوناً بكُحلِ عيونِها
..........سَيكونُ في ظِلِ الرموشِ عَريني
هَـذا جُـنونُ العَاقِلينَ حبيبتي
...........فالبَحرُ بَيتُكِ والنَسـيمُ سَـفيني
وَطَـني وأحلامي وقلبُ حبيبتي
........لو غِبتُ عَـنها في الرُؤىَ تَأتيني
هَـذا جُنونُ العاشقينَ فقَرِّري
.............هَـل تَقْبَلينَ بِشَاعرٍ مَجـنُونِ ؟
––––•(-• "بقلم الشاعر: ثروت سليم "•-)•––––