بوش الليلة في خطابه المنتظر : عشرون ألف جندي لقمع الانتفاضة الشيعيةلا حلول عسكرية مع ايران والحوار مع سوريا ضمن المجرى الدوليمناقلات ديبلوماسية في المنطقة والمسيحي غائب عن أية حلول مقبلة في لبنانابراهيم جبيليتترقب الدوائر الفاعلة في اكثر من عاصمة عربية واقليمية الخطاب الذي سيلقيه الليلة الرئيس الاميركي جورج بوش، خصوصا وان هذه الدوائر تعيش مؤخراً في اجواء من البلبلة والضبابية تلف الموقف الاميركي وديبلوماسيتها بعد الاخبار التي ترددت بقوة عن انسحاب اميركي من العراق، او التي تحدثت عن مناقلات ديبلوماسية ستجريها الادارة في اكثر من عاصمة معينة بالشرق الاوسط. وسرّ البلبلة والغموض ناتجان ايضاً من الزيارات المكوكية لاعضاء في الكونغرس الاميركي لدمشق، هذه الزيارات المبهمة قام بها اعضاء من الحزب الديمقراطي كذلك من الحزب الجمهوري.بعض الاوساط المطلعة على التحرك الاميركي في منطقة الشرق الاوسط اوضحت ان الخطاب الذي سيلقيه الليلة الرئيس الاميركي جاء بعد سلسلة اجتماعات عقدها مع عدد من اعضاء الكونغرس الجمهوريين وانه سيتضمن الاعتماد على الخيار العسكري كحلّ اساسي في العراق، وسيعلن بهذا الخصوص عن ارسال المزيد من القوات الاميركية وان الرقم الاضافي يصل الى حدود عشرين الف جندي، وسيعلن بوش ايضا انه سيحسم الانتفاضات في المناطق الشيعية التي قام بها جيش المهدي، لان الادارة الاميركية تعي تماماً المعنى العسكري اذا قيض لهذه الانتفاضات الشيعية ان تعمم في جنوب العراق، كذلك سيتشدد بوش في خطابه بالنسبة للمقاومة السنية في الانبار والفلوجة والمناطق الحدودية المتاخمة لسوريا.اذاص سيعتمد الرئيس الاميركي الحشود العسكرية ويستطيع دستورياً التصرف لانه حسب الدستور الاميركي هو القائد الاعلى للقوات المسلحة وهذا يعفيه من الموافقة في الكونغرس ذي الاغلبية الديمقراطية على قرار الحشد. لكن رئيسة الكونغرس الديمقراطية نانسي بيلوسي تنتظر الرئيس الجمهوري على «كوع» صرف الميزانية المالية المطلوبة لوجيستياً للجيش الاضافي. وهي لن تقرر صرف الميزانية الا اذا حدّد بوش مهمة هؤلاء الجنود. جواب بوش سيلقيه الليلة في خطابه عبر تسوية وحلّ وسط بين الجمهوريين والديمقراطيين ومفاده: «هذا نوع من التكتيك ضمن استراتيجية جديدة لضمان النجاح في العراق». وهكذا ستقرّ الاغلبية الديمقراطية ميزانية الجمهوريين للجنود الاضافيين.اذا امتاز خطاب بوش ببعض النبرة العالية فانه بذلك يحاول تغطية الفشل في ادائه في العراق، كذلك يحاول ان ينفي الاخبار المتزايدة عن انسحاب عسكري من العراق، لكن تلك النبرة تختفي ليحل الهدوء المتزن في باقي فقرات الخطاب، اذ انه سيطرق السبل كافة للتفاوض مع ايران ضمن ما تفرضه القرارات الشرعية الدولية، وان اميركا لن تجرب الحلول العسكرية مع طهران مطلقاً.اما في الموضوع السوري، فان ادارة بوش تعتبر ان الخط قد فتح مع سوريا، وان عضو الكونغرس الجمهوري هارلم سبكتر زار دمشق بعدما تعددت زيارات اعضاء من الكونغرس الديمقراطيين وفي طليعتهم جون كيري، فالادارة الاميركية تعتبر انها اعتمدت مع سوريا عملية «جس النبض» وانها تتفق مع الحزب الديمقراطي ان الصفقة مع سوريا لن تتكرر، ان في لبنان ام في العراق، ويطالب هؤلاء الجمهوريون والديمقراطيون ان تعتمد سوريا نهائياً المجرى الدولي وهذا الخيار كفيل بفكفكة الملفات الحساسة العالقة بينهما، وان الادارة الاميركية لن تقطع حبل الاتصال خصوصاً اذا اعتمدت دمشق دعم عملية السلام وعدم دعم الحركات «الارهابية»، وواشنطن تعتبر ان هذه المعادلة مع سوريا استوحتها من تقرير بايكر - هاميلتون الذي اعتمد الحوار مع سوريا ونصح به لكن ضمن المجرى الدولي.اذا يحاول الرئيس الاميركي عبر خطابه المنتظر وضع اسس لاستراتيجية لحماية الامن القومي وكذلك الدفاع عن الولايات المتحدة الاميركية وبذلك يلزم الحزب الديمقراطي المهيمن على الكونغرس بهذه الاستراتيجية التي لا تقاوم وبالتالي يتجنب المساكنة المستحيلة حتى انتهاء ولايته.ويعتمد بوش كثيراً على المناقلات الدورية للسفراء في الخارج، خصوصاً وان السفير السابق في العراق نيغروبونتي سيصبح الرجل الثاني في الخارجية الاميركية، هذه التغييرات ستشمل سفراء اميركا في الدول العربية والاقليمية، وان الادارة تعتمد على نوعية السفراء المعنيين بالاوضاع المتسجدة في تلك الدول بعد ان تضع اميركا استراتيجيتها المعتمدة في منطقة الشرق الاوسط.ما هي مفاعيل هذه الاستراتيجية الاميركية على الساحة اللبنانية؟ الاوساط المطلعة في واشنطن تؤكد انه المرة الاولى في التاريخ اللبناني ستحصل الاتفاقات بين العديد من الدول العربية والاقليمية وكذلك بين الافرقاء اللبنانيين المتنازعين ولكن المسيحي سيكون خارج هذه الاتفاقات وتؤكد هذه الاوساط: ان الحلّ المقبل على الساحة اللبنانية سيكون برعاية ورضى اميركيين، لكن في ظل غياب شبه تام للديناميكية المسيحية عن طاولة الحلول