بدأ الانحراف والكفر والفسوق يزيد بين بني إسرائيل , وانتشر فيهم قتل الأنبياء ,حتى إن في اليوم الواحد كانوا يقتلون ثلاثة أنبياء - كما يقال -
وتسلط عليهم الملوك الجبابرة وظلموهم ظلما شديدا , وقد هُزمت بني إسرائيل في معارك كثيرة .
وفي إحدى المعارك مع العماليق / ضخام الجثث/ هُزم بني إسرائيل هزيمة نكراء , واستطاعوا أن يسلبوا منهم التابوت , وفيه بقية مما ترك آل موسى وهارون, والألواح التي أعطاها الله لنبيهم موسى عليه السلام وهي:
/التوراة وعصا موسى/
وأشياء خاصة لنبيهم موسى وأخاه هارون....
شاعت الفوضى والاضطرابات فلم يعد هناك ملوكا ولا أنبياء لهم إلا أن بعث الله لهم نبي كريم يسمى - شمويل أو شمعون - وبدأ يدعوهم من جديد إلى عبادة الله الواحد الأحد, ويدعوهم إلى الحق والخير , فاستجابوا له وجعلوه ملكا عليهم , وذلك بعد أن أُخرجوا من الأرض المقدسة وذُبحوا مذبحة شنيعة نكراء على يد / بختنصر/ وكان هذا الأخير قد هدم المسجد الأقصى...
فأوحى إليهم نبيهم بفرض الجهاد عليهم ليستعيدوا مافقدوه....
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىۤ إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَآ أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ }
[البقرة- 246 ]
ولما فُرض عليهم الجهاد رفضوا إلا قليلا من المؤمنين بينهم وقد بلغ عددهم/ 8000/ ثمانية آلاف من بين الملايين من بني إسرائيل والله أعلم....
طالوت وجالوت وما حدث من أحداث:
ما بقي من بني إسرائيل مع شمويل عليه السلام قالوا له:
أين الملك الذي وعدتنا به ؟؟؟..
اختار لهم طالوت- من ذرية بنيامين عليه السلام -فاستغربوا وعجبوا من أمر نبيهم لمَ لم يختار لهم من ذرية - يهوذا - لأنهم يعتبرون أنفسهم شعب الله المختار , وبعد كل هذه الويلات والنكبات والخسائر التي ألحقت بهم ؟؟؟...
يقال : بأن طالوت كان رجلا بسيطا / دباغا / يعمل بدباغة الجلود , وكان فقيرا لكنه كان حكيما وعالما , وزاده الله قوة وبسطة في الجسم....
{وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوۤاْ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَآءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}
[البقرة -247 ]
فرفضوا الجهاد وطاعة نبيهم ؟؟؟؟؟...
فقال لهم نبيهم إن طالوت سيأتيكم بالتابوت الذي فُقد منكم فهل تؤمنوا به إن فعل ذلك ؟؟؟
{وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلاۤئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ}
[البقرة -248 ]
نزل التابوت من السماء , فأطاعوا نبيهم وتحرك الجند مع طالوت عليه السلام.....
أراد نبيهم أن يكشف المؤمنين من الفاسقين وذلك :
{ فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّيۤ إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاَقُواْ اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةٍ كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ* وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }
[البقرة -249-250 ]
يقال إن النهر الذي جاوزه طالوت وجنوده هو: / نهر الأردن / ..
فشربوا منه إلا قليلا من الذين آمنوا وكان عددهم حوالي ثلاثمائة وبضعة عشر , كعدد أصحاب بدر ..
عن البراء بن عازب , قال:
{ كنا نتحدث أن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الذين كانوا يوم بدر ثلاثمائة وبضعة عشر على عدة أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر , وما جاوزه إلا مؤمن }
[رواه البخاري]
داوود عليه السلام يقتل جالوت :
قال طالوت من يبارز ويقتل جالوت الطاغية , فبرز منهم داوود عليه السلام وقتله, فوهبه الله وأعطاه الملك والنبوة معا....
{ فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَآءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ لكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ }
[البقرة -251 ]
سيدنا سليمان يبني المسجد الأقصى :
سيدنا سليمان بنى المسجد الأقصى بعد سيدنا يعقوب , وبنى معه هيكل سليمان , وكان مقدسا عند اليهود , ولازالوا يبحثون عن الهيكل....
عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - :
{ إن سليمان لما بنى المسجد الأقصى سأل ربه ثلاثا فأعطاه الله اثنتين وأرجو أن يكون أعطاه الله الثالثة , سأله بأن يحكم بحكم يوطئ حكمه فأعطي , وسأله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه , وسأله أيما عبد أتى بيت المقدس لا يريد إلا الصلاة فيه أن يكون من خطيئته كيوم ولدته أمه }
[رواه ابن ماجة , والنسائي]
عزير عليه السلام :
انحرف بني إسرائيل عن دينهم بعد مرور الأيام - كعهدهم السابق - وجاء بختنصر وأذاقهم أبشع أنواع التعذيب والتنكيل وقتل ما قتل من بني إسرائيل , وهدم المسجد الأقصى / والله أعلم /
أراد الله أن يجدد لهم دينهم من جديد ويرسل إليهم / عزير عليه السلام /
{أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِـي هَـٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
[البقرة -259 ]
جاء إلى بني إسرائيل عزير عليه السلام , وجدد لهم التوراة بعد أن فقدوها وأحيا لهم الدين من جديد....
لكن بني إسرائيل لم يعرفوا على مدى تاريخهم معنى الوفاء والصدق مع نبيهم , وقد جبلوا على الضلالة والفسق ونقض العهود....
وصلوا بضلالهم إلى أن قالوا بأن عزير ابن الله
وقالت اليهود عزير ابن الله ..
وإلى يومنا هذا يتبجحون بقولهم هذا ؟؟؟....
{وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ* اتَّخَذُوۤاْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَآ أُمِرُوۤاْ إِلاَّ لِيَعْبُدُوۤاْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلـه إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}
[التوبة -30-31 ]
وهذا كشف واضح من كتاب الله للمؤمنين لقتال الكفار من اليهود والنصارى لمقالتهم الشنيعة والافتراء على الله تعالى فأما :
اليهود فقالوا في العزير: إنه ابن الله تعالى الله
وذكر السدي وغيره أن الشبهة التي حصلت لهم في ذلك أن العمالقة لما غلبت على بني إسرائيل فقتلوا علماءهم وسبوا كبارهم بقي العزير يبكي على بني إسرائيل , وذهاب العلم منهم حتى سقطت جفون عينيه فبينما هو ذات يوم إذ مر على جبانة وإذا امرأة تبكي عند قبر وهي تقول:
وامطعماه واكاسياه فقال لها:
ويحك من كان يطعمك قبل هذا ؟ قالت: الله قال: فإن الله حي لا يموت, قالت يا عزير فمن كان يعلم العلماء قبل بني إسرائيل ؟ قال: الله. قالت: فلم تبكي عليهم ؟ فعرف أنه شيء قد وعظ به ثم قيل له اذهب إلى نهر كذا فاغتسل منه وصل هناك ركعتين فإنك ستلقى هناك شيخاً فما أطعمك فكله فذهب ففعل ما أمر به فإذا الشيخ فقال له: افتح فمك ففتح فمه فألقى فيه شيئاً كهيئة الجمرة العظيمة ثلاث مرات فرجع عزير وهو من أعلم الناس بالتوراة فقال:
يا بني إسرائيل قد جئتكم بالتوراة فقالوا يا عزير ما كنت كذاباً فعمد فربط على أصبع من أصابعه قلماً وكتب التوراة بأصبعه كلها فلما تراجع الناس من عدوهم ورجع العلماء أخبروا بشأن عزير فاستخرجوا النسخ التي كانوا أودعوها في الجبال وقابلوها بها فوجدوا ما جاء به صحيحاً فقال بعض جهلتهم:
إنما صنع هذا لأنه ابن الله
وأما ضلال النصارى في المسيح فظاهر
ولهذا كذب الله سبحانه الطائفتين فقال: "ذلك قولهم بأفواههم" أي لا مستند لهم فيما ادعوه سوى افترائهم واختلاقهم "يضاهئون" أي يشابهون "قول الذين كفروا من قبل" أي من قبلهم من الأمم ضلوا كما ضل هؤلاء "قاتلهم الله" قال ابن عباس:
لعنهم الله " أنى يؤفكون " أي كيف يضلون عن الحق وهو ظاهر ويعدلون إلى الباطل ؟ وقوله:
{ اتَّخَذُوۤاْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ }
روى الإمام أحمد والترمذي وابن جرير من طرق روى الإمام أحمد والترمذي وابن جرير من طرق عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه لما بلغته دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم فر إلى الشام وكان قد تنصر في الجاهلية, فأسرت أخته وجماعة من قومه ثم منَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على أخته وأعطاها فرجعت إلى أخيها فرغبته في الإسلام وفي القدوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقدم عدي إلى المدينة وكان رئيساً في قومه طيء , وأبوه حاتم الطائي المشهور بالكرم فتحدث الناس بقدومه فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عنق عدي صليب من فضة وهو يقرأ هذه الآية:
"اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله"
قال: فقلت: إنهم لم يعبدوهم فقال:
"بلى إنهم حرموا عليهم الحلال وأحلوا لهم الحرام فاتبعوهم فذلك عبادتهم إياهم"
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(يا عدي ما تقول ؟ أيضرك أن يقال الله أكبر ؟ فهل تعلم شيئاً أكبر من الله ما يضرك أيضرك أن يقال لا إله إلا الله فهل تعلم إلهاً غير الله ؟)
ثم دعاه إلى الإسلام فأسلم وشهد شهادة الحق قال فلقد رأيت وجهه استبشر ثم قال :
(إن اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون )
(كما جاء في تفسير ابن كثير)
اليهود على مر الزمان والعصور أعرضوا عن شرع الله , وحرفوا دينهم وقتلوا الأنبياء , وسعوا في الأرض فسادا....
{ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}
[المائدة -64 ]
والمؤامرات التي يخططها اليهود في زمننا الحالي والله لن تختلف عن الأزمان السابقة ؟؟؟...
اليهود يقتلون يحيى عليه السلام وسيدنا زكريا :
سيدنا يحيى هو أول من آمن بسيدنا عيسى عليه السلام وصدّقه....
بينما سيدنا زكريا يصلي في الحراب وإذ بسيدنا جبريل عليه السلام يبشره بغلام اسمه يحيى :
{فَنَادَتْهُ الْمَلاۤئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـىٰ مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ}
[آل عمران -39 ]
ولد يحيى عليه السلام قبل المسيح بثلاث سنين , وقيل بستة أشهر - والله أعلم - , وكان لا يأتي النساء ولا يلعب مع الصبيان...
( بعث الله عيسى عليه السلام لينسخ بعض أحكام التوراة , ومما نسخ أنه حرم نكاح بنت الأخ , وكان لملكهم , واسمه هيردوس , بنت أخ تعجبه يريد أن يتزوجها , فنهاه يحيى عنها , وكان لها كل يوم حاجة يقضيها لها .
فلما بلغ ذلك أمها قالت لها : إذا سألك الملك ما حاجتك فقولي أن تذبح يحيى بن زكريا .
فقالت : اسألي غير هذا . قالت : ما أسألك غيره .
فلما أبت دعا بيحيى ودَعا بطست فذبحه , فلما رأت الرأس قالت : اليوم قرت عيني ! فصعدت إلى سطح قصرها فسقطت منه إلى الأرض ولها كلاب ضارية تحته , فوثب الكلاب عليها فأكلتها وهي تنظر , وكان آخر ما أكل منها عيناها لتعتبر .
فلما قتل بذرت قطرة من دمه على الأرض - دم يحيى عليه السلام - , فلم تزل تغلي حتى بعث الله بخت نصر عليهم , فجاءته امرأة فدلّته على هذا الدم , فألقى الله في قلبه أن يقتل منهم على ذلك الدم حتى يسكن , فقتل منهم سبعين ألفا حتى سكن
الدم )
الكامل في التاريخ ( ج1 ص 302 )
فر سيدنا زكريا هاربا لما سمع بقتل ابنه لحقه بني إسرائيل وقتلوه...
عقاب بني إسرائيل على فعلتهم الخبيثة الماكرة الشنيعة :
لكن الله سلط عليهم أخبث أهل الأرض لتنتقم من فعلتهم الشنيعة....
{وَقَضَيْنَآ إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً* فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَآ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً* ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً* إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً}
[الإسراء 4-5-6-7 ]
وكانت الوقعة الأولى مع بختنصر وجنوده , ثم رد الله سبحانه لهم الكرة , و كانت الوقعة الأخيرة مع جودرس وجنوده , وكانت أعظم الوقعتين , فيها كان خراب بلادهم وقتل رجالهم وسبي ذراريهم ونسائهم , يقول الله تعالى :
*وليتبروا ماعلوا تتبيرا *
الكامل في التاريخ لابن الأثير ( ج1 ص306 ) والله أعلم
اليهود قتلوا الأنبياء , وحرفوا دين الله, وأفسدوا في الأرض على مر العصور والزمان إلا أن بعث الله لهم سيدنا عيسى عليه السلام , ليجدد لهم دينهم التوراة من جديد.........
يتبع بمشيئة الله........