وها انا اقدم لك نموذجا لكتابة ابن الجوزي ونموذجا لكتابة جبران خليل جبران وبينهما أكثر من الف عام وسترى بوضوح مدى التقارب بينهما في كيفية الطرح والدلالات السياقية لا في شكل الطرح ومضمونه ونبدأ أولا بابن الجوزي:
قلتيوماًفيمجلسي:لوأنالجبالحملتماحملتلعجزت.فلماعدتإلىمنزليقالتليالنفس:كيفقلتهذاوربماأوهمالناسأنبكبلاءوأنتفيعافيةفينفسكوأهلك!!.وهلالذيحملإلاالتكليفالذييحملهالخلقكلهمفماوجههذهالشكوى.فأجبتها:إنيلماعجزتعماحملتقلتهذهالكلمةلاعلىسبيلالشكوى.ولكنللاسترواح.وقدقالكثيرمنالصحابةوالتابعينقبلي:ليتنالمنخلق!.ثممنظنأنالتكاليفسهلةفماعرفها.أترىيظنالظانأنالتكاليفغسلالأعضاءبرطلمنالماءأوالوقوففيمحرابلأداءركعتينهيهات!هذاأسهلالتكليف.وإنالتكليفهوالذيعجزتعنهالجبالومنجملته:أننيإذارأيتالقدريجريبمالايفهمهالعقلألزمتالعقلالإذعانللمقدرفكانمنأصعبالتكليف.وخصوصاًفيمالايعلمالعقلمعناهكإيلامالأطفالوذبحالحيوانمعالاعتقادبأنالمقدرلذلكوالآمربهأرحمالراحمين.فهذاممايتحيرالعقلفيهفيكونتكليفهالتسليموتركالاعتراض.فكمبينتكليفالبدنوتكليفالعقل.ولوشرحتهذالطالغيرأنيأعتذرعماقلتهفأقولعننفسيومايلزمنيحالغيري
فانظر الى هذه النجوى الداخلية التي يطالعنا بها ابن الجوزي هل هي طريقة علماء الشريعة في طرح موضوعاتهم ام هو كما قالت الانسة رامة :" لمحة ذهنية عارضة أو طارئة تحتاج من الكاتب إلى الذكاء و قوّة الملاحظة و يقظة الحس و دقّة التعبير لأنه يتناول أشياء عادية يقدمها في أسلوب فني جميل يلفت إليها نظر القارئ في قوّة فيعطي معها الدلالات الكبيرة حتى يرى القارئ فيها رؤى جديدة و من هنا تأتي أهميتها."
ونختم بجبران "ثم قال له شاب هات حدثنا عن الصداقة فقال صديقك هو كفاية حاجاتك فإذا اوضح لك صديقك فكره فلا تخش ان تصرح بما فيفكرك من النفي, او ان تحتفظ بما في ذهنك من الإيجاب.وإذا صمت صديقك ولم يتكلم, فلا ينقطع قلبك عن الإصغاء إلى صوت قلبه;لأن الصداقة لا تحتاج إلى الألفاظ والعبارات في إنماء جميع الأفكار والرغبات والتمنيات التي يشترك الأصدقاء بفرح عظيم في قطف ثمارها اليانعات.وإن فارقت صديقك فلا تحزن على فراقه;لأن ما تتعشقه فيه, أكثر من كل شيء سواه, قد يكون في حين غيابه أوضح في عيني محبتك منه في حين حضوره.لأن الجبل يبدو لمن ينظر إليه من السهل أكثر وضوحا مما يظهر لمن يتسلقه.ولا يكن لكم في الصداقة من غاية ترجونها غير أن تزيدوا في عمق نفوسكم.لأن المحبة, التي لا رجاء لها سوى كشف الغطاء عن أسرارها ليست محبة بل هي شبكة تلقى في بحر الحياة ولا تمسك غير النافع.وليكن أفضل ما عندك لصديقك.فإن كان يجدر به أن يعرف جزر حياتك.فالأجدر بك أيضاً أن تظهر له مدها.
و اترك لك التعليق على ما قرأت واتمنى منك ان تستخدم مناهج البحث في تعليقاتك لا ان تدلو بدلو مثقوب فتتعب نفسك ولا ماء هذا ما عندنا فهاتوا ما عندكم ان كنتم موقنين