Page 1 of 2 1 2 LastLast
Results 1 to 12 of 22

Thread: لقـــــاء حـــــواري ثــــاني مع الأخ الكريــــم محمـــد اللغـــــافي ...

  1. #1 لقـــــاء حـــــواري ثــــاني مع الأخ الكريــــم محمـــد اللغـــــافي ... 
    السندباد أبو شامة المغربي's Avatar
    Join Date
    Feb 2006
    Location
    المملكة المغربية
    Posts
    16,955
    Rep Power
    36



    لقاء حواري ثاني مع الأخ الكريم
    محمد اللغافي

    على أهبة السفر
    كم عمر هذا الصدى...
    تاريخ هذا الحطام..
    يا فتى؟
    أدركته رأفة النوم
    نم ..
    لم يبق في الوقت
    ما يغريك بالصحو
    محمد اللغافي

    سلام الله عليك أخي الكريم ورحمته تعالى وبركاته
    بعد دعوتي الأولى لك إلى لقاء حواري، وقبل غرس أسئلة اللقاء الثاني أزهارا باسمة الثغر في هذه الحديقة المربدية المزهرة، وقبل التحليق بعلامات استفهامي في سماء الشعر المقمرة، أستهل هذا المقام الحواري بالتمهيد التالي:
    للحرف العربي العتيق نبض جميل...
    لهذا الكائن اللغوي الحي أصوات، وأصداء، ونبر أصيل...
    ثم كيف بألق الحلم؟ وكيف بطعم الرحيل؟
    أحقا لن تفيد الكلمات بعد الموت في شيء كثير أو قليل؟
    وكيف به إذ يسير في ركاب الخير، وقد نأى بنفسه بعيدا عن شر قال وقيل، وعن كل أمر هزيل؟
    ثم كيف بحال المرء إذ يمشي وحيدا في القيظ، وينادي غريبا الرحيل الرحيل؟

    سؤالي الأول
    ترى ما يعنيه الشعر بالنسبة إلى شخصك الكريم، وما الذي يدل عليه في رأيك؟
    سؤالي الثاني
    كيف كانت البداية الشعرية لديك؟
    سؤالي الثالث
    هل ثمة فاصل بين الكتابة النثرية وأختها الشعرية؟
    سؤالي الرابع
    من هم الشعراء الذين قرأت لهم أكثر من مرة؟
    سؤالي الخامس
    ما طبيعة القصائد الشعرية التي تجد في نفسك ميلا إلى رصدها بالقراءة، واقتفاء أثرها بالتلقي؟
    سؤالي السادس
    ترى هل القصيدة الشعرية في حاجة إلى تذوق الأعمال الأدبية النثرية؟
    سؤالي السابع
    كيف ترى القصيدة العربية المعاصرة؟
    سؤالي الثامن
    ما الذي يعنيه النقد الشعري بالنسبة للقصيدة العربية قديما وحديثا؟
    سؤالي التاسع
    هل ثمة من علاقة جوهرية عميقة بين تشكيل القصيدة العربية ومحتواها؟
    سؤالي العاشر
    ما هو في اعتقادك حظ الإلقاء والإنشاد مما ينظمه الشعراء المعاصرون؟
    سؤالي الحادي عشر
    ترى هل ثمة أصداء للسيرة الذاتية، الخاصة بالشاعر أو بالشاعرة في ما ينظمانه من شعر؟

    هذه أسئلتي الحوارية، التي أرجو أن تجد في ثنايا مبانيها، وفي طيات معانيها نصيبا مما كنت تترقب أن يهل من بعيد أو قريب.
    أما أخوك أبو شامة المغربي، وبرفقته أهل المربد الكرام، فسيظلون يترقبون بشوق إجاباتك أخي الكريم محمد.
    حياك الله


    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com
    Last edited by أبو شامة المغربي; 22/06/2007 at 03:08 PM.

    Reply With Quote  
     

  2. #2 رد : لقـــــاء حـــــواري ثــــاني مع الأخ الكريــــم محمـــد اللغـــــافي ... 
    كاتب مسجل محمد اللغافي's Avatar
    Join Date
    Sep 2006
    Age
    63
    Posts
    166
    Rep Power
    19

    لقاء حواري
    بداية
    أخي الكريم
    أبو شامة المغربي
    تحية ودية، وشكرا على توريطي مرة أخرى في براثين أسئلتك العاشقة... توريطي في إشكاليات معقدة لحد الآن، ولا بأس، سأحاول أن أعطيك وجهة نظري أستهلها بالآتي:
    الشعر بالنسبة لي هو كما يقول الأستاذ جعفر العلوي:"تكمن فيه رغبة في البوح في قول شيء ما، وأي منجز أدبي لا ينهض على فراغ.."
    الشعر يا صاحبي دوره في دور صاحبه، ولكل صاحب دور رؤيته تلهمه الإفصاح عما يخالجه، وحسب درجات الحالات التي قد ينتهي إليها لحظة الكتابة، فتجيء القصيدة مستكانة، أو مشاكسة، منفعلة، ثورية إلى حد الجنون.
    الشاعر من طبعه لا يستقر على حال، ودائم الترحال، إما جسديا، أو ذهنيا، تجده شاردا كأنما يعد النجوم، والشعر يدل على رمزية كامنة في الذات الملهمة.
    والشعر هو عملية ترتيب لفوضى داخلية لا يحسها إلا الشاعر، أما عن بدايتي الشعرية، فأستطيع أن أوجه معك نفس السؤال للزمن، حيث سيكون جديرا بالإجابة، فالبداية أو النهاية ليستا مرتبطين بالكيف، ولكن قد تكون رؤية ميتافيزيقية خارج الملموس...
    فالشاعر والشعر واحد، لا يمكن أن يخلق شعر بدون شاعر، ولا شاعر بدون شعر، كلاهما مرتبطان ببعضهما ارتباطا روحيا، والشعر هو رؤية مبدع، وخيار لقضية ما يلتزم بها...
    يقول "فريد ريك ده هارد نبرغ" المعروف "بنوفاليس": "مثلما يرى الرسام الأشياء المرئية بعيون متميزة عن تلك التي ينظر بها سائر الناس، يرى الشاعر أحداث العالم الخارجي"
    محمد اللغافي

    Last edited by أبو شامة المغربي; 10/12/2006 at 08:39 AM.
    Reply With Quote  
     

  3. #3 رد : لقـــــاء حـــــواري ثــــاني مع الأخ الكريــــم محمـــد اللغـــــافي ... 
    السندباد أبو شامة المغربي's Avatar
    Join Date
    Feb 2006
    Location
    المملكة المغربية
    Posts
    16,955
    Rep Power
    36


    سلام الله عليك من جديد أخي الكريم
    محمد اللغافي
    ورحمته تعالى وبركاته
    وبعد...
    أحييك على هذه العزم المكين، وعلى سريع مبادرتك إلى تلبية الدعوة...
    فبعد أن أظلنا اللقاء في مقامة قصصية، ها نحن نلتقي مجددا في مقامة شعرية، وإن كنت أرى في ما أرى أن مسألة الفصل بين مختلف ألوان الأدب، أو بين ما تم الإصطلاح عليه حديثا (بالأجناس الأدبية) شعرها ونثرها، ما هي إلا من قبيل الوهم الشائع والخطإ المشهور، وأن الأصل والصواب المهجور، هو التواصل والتفاعل بين سائر ضروب الأدب، وهذه حكاية أخرى...
    حياك الله


    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com

    Reply With Quote  
     

  4. #4 رد : لقـــــاء حـــــواري ثــــاني مع الأخ الكريــــم محمـــد اللغـــــافي ... 
    كاتب مسجل محمد اللغافي's Avatar
    Join Date
    Sep 2006
    Age
    63
    Posts
    166
    Rep Power
    19

    سؤالي الثالث
    هل ثمة فاصل بين الكتابة النثرية وأختها الشعرية؟
    أبو شامة المغربي
    الفاصل بين النموذجين: الكتابة النثرية وأختها الشعرية، حسب تعريفك، هو نفسه الفاصل بين المصطلحين "نثر"شعر"هذا اعتراف ضمني بأن هناك فاصل واضح.
    إنهما بحران ملتقيان، ويحول بينهما حاجز يجعلهما منفصلين، النثر سرد يستطيع الحكي وتحليل الأفكار وتعقيدها، لكن الشعر يبحر في متسع من الخيال المشبع بالصور الهلامية، مشبع إلى حد ما بالرمزية.
    أما إذا ما كنت تقصد بالكتابة النثرية قصيدة النثر، فهذا موضوع آخر يستوجب الوقوف عنده لتبيين الفاصل بينها وبين قصيدة شعر، رغم أنها إشكالية ما تزال أسئلتها عالقة إلى حد الآن، منذ تاريخ نشأتها.
    محمد اللغافي
    Last edited by أبو شامة المغربي; 12/12/2006 at 03:17 PM.
    Reply With Quote  
     

  5. #5 رد : لقـــــاء حـــــواري ثــــاني مع الأخ الكريــــم محمـــد اللغـــــافي ... 
    كاتب مسجل محمد اللغافي's Avatar
    Join Date
    Sep 2006
    Age
    63
    Posts
    166
    Rep Power
    19

    منذ بداية الشعر الحديث، أو الشعر الحر، عند العرب سنة 1947 والصراعات قائمة، والتحديث جار إلى أن ظهرت قصيدة النثر، فأثارت ضجتها كذلك، فبحث فيها كثير من النقاد العالميين مثل "جون كوهن"في كتاب"بنية اللغة الشعرية"، الذي بدل فيه جهدا علميا مميزا، في محاولة منه لصياغة مفهوم نقدي لـ "قصيدة النثر" يميزها عن الأنواع الأخرى، وقد ميزها بالفعل آنذاك، وأطلق عليها اسم"قصيدة دلالية"، وغيره كثير ممن أثاروا هذه الزوبعة من الأطروحات، عد معي إلى الأديب الناقد "سوزان برنار" في موضوع "قصيدة النثر منذ بودلير إلى أيامنا" .
    الفاصل بين قصيدة النثر وأختها الشعرية، لا يكمن في استقلاليتها عن القواعد التفعيلية وحسب، بل حتى في طريقة تركيبها، لكنها تبقى امتدادا للقصيدة الأم، وليس بينها وبين ماضيها وبين الأشكال الأخرى أي قطيعة، ما دامت لا ترفض انتماءها إلى لغتها، وقد وصفها النقاد بعدة صفات، منهم من ذهب إلى أنها ليست رؤيوية، ومنهم من اتهمها بأنها لا تتقدم نحو غاية أو هدف، كالأشكال الشعرية الأخرى، ومنهم من اتهمها بتجاوز الشكل والمضمون، ومنهم من قال بأن وحدتها العضوية مغلقة.
    محمد اللغافي
    Last edited by أبو شامة المغربي; 12/12/2006 at 04:00 PM.
    Reply With Quote  
     

  6. #6 رد : لقـــــاء حـــــواري ثــــاني مع الأخ الكريــــم محمـــد اللغـــــافي ... 
    كاتب مسجل محمد اللغافي's Avatar
    Join Date
    Sep 2006
    Age
    63
    Posts
    166
    Rep Power
    19
    اللقاء الحواري
    يتبع
    Last edited by محمد اللغافي; 13/12/2006 at 01:08 PM.
    Reply With Quote  
     

  7. #7 رد : لقـــــاء حـــــواري ثــــاني مع الأخ الكريــــم محمـــد اللغـــــافي ... 
    كاتب مسجل محمد اللغافي's Avatar
    Join Date
    Sep 2006
    Age
    63
    Posts
    166
    Rep Power
    19
    سؤالي الرابع
    من هم الشعراء الذين قرأت لهم أكثر من مرة؟

    أبو شامة المغربي
    أما بالنسبة للسؤال الرابع، فأنا قارئ بامتياز، قرأت لنفسي أكثر من مرة، أما الآخرين أمر عليهم مرور المتلقي المتعلم، وهذا لا أظنه عيبا، بل لأمتلك فرادتي، ولأضاف إلى الساحة الأدبية كصوت اضافي ، وليست نسخة لأديب آخر، فمحمود درويش سألوه مرة عن مسألة القراءة، فأجاب بأنه لا يقرأ، ولا أعرف إن كان محمود أنانيا، أو لا يحبذ أن يستهويه صوت ما، وهذا لا يعني أنني لست قارئا، بل قد أكون قارئا بامتياز، حيث يمكنني أن أمر على نص ما، واذا ما استهواني تلتصق كل مقوماته التركيبية والإيقاعية في الذاكرة، وأكن محبة خاصة لبعض الشعراء، خذ معي على سبيل المثال الشاعر اللبناني شوقي بزيع، وقصيدته الرائعة "القمصان الثلاثة"قرأتها مرة واحدة وبكثرة إعجابي بها لم أعد لقراءتها...
    محمد اللغافي
    Last edited by محمد اللغافي; 13/12/2006 at 12:41 PM.
    Reply With Quote  
     

  8. #8 رد : لقـــــاء حـــــواري ثــــاني مع الأخ الكريــــم محمـــد اللغـــــافي ... 
    كاتب مسجل محمد اللغافي's Avatar
    Join Date
    Sep 2006
    Age
    63
    Posts
    166
    Rep Power
    19
    حتى لا أنجرف نحوها بالكامل، أما عن قراءاتي المتعددة، فقد أكون قرأت لأغلب الشعراء العرب منذ الجاهلية إلى العصور الوسطى، إلى تاريخ القصيدة المعاصرة، إلى عصر السياب ونازك، إلى يومنا هذا، فالوقت لا يسعنا كي نذكر كل ما مر بين أعيننا، حتى في الفكر والفلسفة، فالشاعر يجب أن يكون مطلعا، وأظنني قد فعلت ذلك، حتى إنني اطلعت على الأدب الغربي والعالمي المعاصر بدءا من "ت س اليوت" و"بودلير"إلى يومنا هذا، مرورا بشعراء إسبان، وفرنسيين، وإنجليز، وألمان، وروس إلى غير ذلك، ممن أسسوا للتجربة المعاصرة، وما زال يشدني اليهالأديب "خوخس لويس بورخيس" في نصه الرائع "المرآة والقناع".
    أما عن سؤالك الخامس، فأجده يصب في نفس الإتجاه الرابع، أعني أنه نسخة من السؤال الرابع رغم أنه غير مطابق لأصله، وأظنني أجبت عنه بطريقة أو بأخرى، حتى إن سؤالك السادس يعيدنا إلى الاجابة التي تمحورت في سؤالك الثالث، أما سؤالك السابع، فقد يكون جديرا بالوقوف عنده، والإجابة عنه.
    محمد اللغافي

    Last edited by أبو شامة المغربي; 13/12/2006 at 04:38 PM.
    Reply With Quote  
     

  9. #9 رد : لقـــــاء حـــــواري ثــــاني مع الأخ الكريــــم محمـــد اللغـــــافي ... 
    كاتب مسجل محمد اللغافي's Avatar
    Join Date
    Sep 2006
    Age
    63
    Posts
    166
    Rep Power
    19
    "اللغة هي أداة الفن الشعري ووسيلة إبرازه، والمحور الذي تكاد تدور حوله معظم البحوث النقدية، تنظيرا وتطبيقا".
    "الأصول التراثية في نقد الشعر العربي للدكتور عدنان قاسم"
    هذا مدخل للاجابة عن سؤالك هذا سيدي الدكتور أبو شامة، فالقصيدة المعاصرة العربية أراها قد تخلصت من جميع القيود القديمة، وبدأت تتخطى حتى القيود التي رسمها لها المحدثون، كقصيدة التفعيلة مثلا نجدها في تراجع مستمر، والقصيدة المؤسطرة، التي اتخذت من الأسطورة ميزة لها، كذلك بدأت تنقرض أو انقرضت، إن صح ذلك، وانشغل الشعراء الجدد باللغة بجميع مشتقاتها حيث تفننوا في إنتاج قواميس لغوية لم يحدثها من قبلهم الرواد، وحتى شعراء الغرب هم كذالك استغنوا عن ما دعى إليه أسلافهم الأولون ..
    محمد اللغافي

    Last edited by أبو شامة المغربي; 14/12/2006 at 10:09 AM.
    Reply With Quote  
     

  10. #10 رد : لقـــــاء حـــــواري ثــــاني مع الأخ الكريــــم محمـــد اللغـــــافي ... 
    السندباد أبو شامة المغربي's Avatar
    Join Date
    Feb 2006
    Location
    المملكة المغربية
    Posts
    16,955
    Rep Power
    36


    سلام الله عليك أخي الكريم
    محمد اللغافي
    ورحمته تعالى وبركاته
    وبعد...
    لا زلت أتابع بشوق رفقة أهل المربد الأزاهر كل حرف من حروف إجاباتك المزهرة...
    إن للفعل الحواري في ما يكتبه الأدباء والنقاد، على حد سواء، إبحارا ممتعا ومفيدا في ذات الوقت بين أمواج اللفظ والمعنى، وعلى متن فلك قوام بنائه من حروف عربية أصيلة...
    حياك الله


    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com

    Reply With Quote  
     

  11. #11 رد : لقـــــاء حـــــواري ثــــاني مع الأخ الكريــــم محمـــد اللغـــــافي ... 
    كاتب مسجل محمد اللغافي's Avatar
    Join Date
    Sep 2006
    Age
    63
    Posts
    166
    Rep Power
    19
    والشعراء والفلاسفة الألمان كانوا من السباقين إلى تلك الدعوة ك "فريدريك شلنغ"، و"أغست شليغل"، و"جوهان هردر" هؤلاء من الذين دعوا إلى استخدام الأسطورة في الشعر مطلع القرن التاسع عشر، أما اليوم فأصبح الشعر يواجه إشكالية إثبات الذات:
    كيف سيفرض نفسه على المتلقي؟ وكيف سيكون له وقعا على المناخ السياسي العالمي؟ كما هو الحال عند الشعر الرائد الذي حمل قضايا وتحمل المعاناة الإديولوجية.
    أما عما يتعلق بالنقد الشعري وما يعنيه: السؤال الثامن.
    النقد هو عملية إفشاء لسر كامن بين الأسطر قديما وحديثا.. هو فضح لخبايا موضوعية وتركيبية لغة ومضمونا.. هو القبض على الخيط الهلامي، الذي يرسخه الشاعر بين الحرف والكلمة، إلا أن النقد قديما كان يحمل على عاتقه مسؤولية الأمانة لكي يوصلها إلى القارئ كما هي.
    الموضوع دائما يطرح نفسه بين النموذجين:القدم، والحداثة، وهي إشكالية شغلت منذ العصور الأولى المهتمين بمسار البحث، في كل زمان ومكان، ولا أستطيع أن أعود معك إلى تاريخ هذا الهم الخرافي، قد أسميه ذلك لأن النقد بالنسبة لهذا العصر أصبح هاجسا خرافيا، تغور معناه من حيث العلاقات العامة، والإديولوجيات التي تسيطر على الفاعل، ليمارس مهمته منحازا، وهذا كذلك موضوع يستوجب الوقوف عنده...
    محمد اللغافي
    Last edited by محمد اللغافي; 14/12/2006 at 08:28 PM.
    Reply With Quote  
     

  12. #12 رد : لقـــــاء حـــــواري ثــــاني مع الأخ الكريــــم محمـــد اللغـــــافي ... 
    كاتب مسجل محمد اللغافي's Avatar
    Join Date
    Sep 2006
    Age
    63
    Posts
    166
    Rep Power
    19
    لكننا سنتجاوزه ونتجاوز كذالك ما قاله القدامى من أمثال "ابن قتيبة"، ولا أعود إلى حداثة العهد القديم مثلا عند الفرزدق وجرير والأخطل، وأمثالهم في مجمل العصور، ولا أعود الى عمرو بن العلاء، الذي كان يعد ناقدا مميزا، وقد لا تختلف نظرة القدامى والمحدثين إلا إديولوجيا.
    ثم هناك نقد النقد، وهو مؤاخذة النقاد بعضهم البعض، فكل حديث في عصره تجد له موقفا اتجاه العهد الفائت، وتوافق النموذجين: الحديث والقديم يكمن في كونه امتد عبر الصور بطريقة تلاقحية، مما أثر على الغرب كذلك.
    أرجع إلى"ben jhanson" الذي قال: {إن أولى الضروريات يجب على الشاعر أن يستفيد من كتابات غيرهوأعتبرها دعوة سياسية تروج للكاتب منتوجه، ويقول" ت س إليوت":{عقل الشاعر يجب أن يكون كالمغنطيس، يجذب إليه الأفكار، والصور، والعبارات مما يقرأ}..
    إلا أنني أخي أبو شامة لا أتفق معهما، فالمسألة يجب أن يعاد النظر في محتواها، لأنها تؤدي إلى الإنتحال والسرقة الأدبية غير المباشرة، وهذا الذي وقع فيه أديبنا الكبير الشاعر"أدونيس".
    راجع كتاب "أدونيس منتحلا".
    لهذا لا يستهويني تكرار قراءة النصوص، وخصوصا الجيدة منهاذ.
    أما عن سؤالك التاسع والعلاقة بين تشكيل القصيدة العربية ومحتواها، فالشكل والمضمون كلاهما مرتبطان بالحالة النفسية عند الشاعر، وإذا لم يكن هناك علاقة بين الشكل والمضمون، فهل يستحق النص أن يعتبر قصيدة؟
    الشكل والمحتوى هما ركيزتان أساسيتان في بناء النص الشعري قديما وحديثا، والإيقاع، والدلالة، والتركيبة الواعية، والمتخيل الرؤيوي، والوحدة العضوية ...
    على العموم كلها تعتبر أدوات أساسية في بناء الهرم الشعري، العربي وغير العربي.
    أما عن فن الإلقاء يا حبيبي، فهو عامل استراتيجي يخدم بالدرجة الأولى النص الإبداعي، واذا غاب الإلقاء، وأعني هنا فن الإنشاد تغيب معها جمالية النص، فالإلقاء يضفي على القصيدة خمسين في المئة من شاعريتها حسب تردد التموجات الإيقاعية، وحسب كذلك ما يطرأ على النص من مد وجزر...
    أما سؤالك الأخير.
    السيرة الذاتية طبيعتها من طبيعة الشاعر، إذا كان الشاعر علما، فقد يكون للسيرة وزن، هذا إذا ما كنت تعني أصداء القراء والمتتبعين.
    أما اذا كنت تعني أصداء السيرة الذاتية داخل النص الإبداعي نفسه، فهذا قد يكون منطقيا في بعض الحالات، وليس بالضرورة في جميع ما ينظم.
    تتمة
    بهذا أيها الأحبة في منتديات المربد، وكل متتبعي هذا الحوار أكون قد أنهيت أجوبتي، أتمنى أن تكون مفيدة، وأنتظر ردودكم بشوق كبير.

    Last edited by أبو شامة المغربي; 15/12/2006 at 05:01 PM.
    Reply With Quote  
     

Similar Threads

  1. Replies: 15
    Last Post: 04/04/2016, 11:23 AM
  2. Replies: 13
    Last Post: 20/08/2007, 11:24 AM
  3. Replies: 2
    Last Post: 09/06/2007, 06:30 PM
  4. Replies: 0
    Last Post: 09/12/2006, 05:37 PM
  5. Replies: 11
    Last Post: 04/12/2006, 02:37 PM
Posting Permissions
  • You may not post new threads
  • You may not post replies
  • You may not post attachments
  • You may not edit your posts
  •