من روائع الإمام الشافعي
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي*
جعلت الرجا مني لعفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنتـه*
بعفوك ربي كان عفوك أعظما
فما زلت ذا عفوعن الذنب لم تزل*
تجود وتعفو منة وتكرمـا
فلولاك لما يصمد لإبليس عابـد*
فكيف وقد أغوى صفيك آدمـا؟
فلله در العارف النـدب إنه*
تفيض لفرط الوجد أجفانـه دما
يقيم إذا ما الليل مد ظلامه*
على نفسه من شدة الخوف مأتما
فصيحا إذا ما كان في ذكر ربه*
وفي ما سواه في الورى كان أعجما
ويذكر أياما مضت من شبابـه*
وما كان فيها بالجهالة أجرما
قصار قرين الهم طول نهاره*
أخا الشهد والنجوى إذا الليل أظلما
يقول حبيبي أنت سؤلي وبغيتي*
كفى بك للراجين سؤلا ومغنما
الست الذي غذيتني وهديتني*
ولازلت منانـا علي ومنعما
عسى من له الإحسان يغفر زلتي*
ويستر أوزاري وما قد تقدما
الدَّهْرُ يَـومَانِ ذَا أمْنٍ وذَا خَطَرٍ*
والعيشُ عيشانِ ذا صفو وذا كدرُ
أَمَا تَرَى البحرَ تَعلُو فوقه*
جِيَفٌ وتَسْتَقِرُّ بأقْصَى قـاعِهِ الدُّرَرُُ
وفِي السَّمَاءِ نجومٌ لا عدادَ لَهَا*
وليس يُكسَفُ إلا الشمس والقمر
أحب من الإخوان كل مـُوَاتـي*
وكل غضيض الطرف عن عثراتي
يوافقني في كـل أمــر أريــده*
ويحفـظني حيـًّّا وبعـد ممـاتـي
فمن لي بهذا؟ ليت أني أصبته*
لقاسمته مالي من الحسنات
تصفحت إخواني فكان أقلهم*
على كثرة الإخوان أهلُ ثـِقاتي