لا شئ يغازل الروح ..يغريها بالتحليق أكثر من سكون الليل الملثم بسواد تناثرت في علاه نجوم تحرم على الناظر مرارة الإنكسار....تصله بلا انقطاع بأفق الأمل البعيد.سكون يريح القلوب المتعبة ..يمنح الخيال فرصة التحرر من قيود الواقع ..ليصبح كل مستحيل حينها ممكن الحصول والمنال.وكذلك روحهم ...مفتونة هي بكل تفاصيل الليل المكسوة بسواد يغطي كل عورات الحياة..حتى أوجاعها ..وإن غابت عنه أحيانا نجومه ..تعشقه في كل أحواله وكيفما كان.تتحسس صمته وما يرويه من حكايا العابرين تحت أجنحة ظلامه..أحزانهم..حيرتهم.. جراحهم ...خياراتهم المستحيلة أحيانا ،التي لا تفتح صفحاتها إلا إذا ما عسعس الليل ...حتى يستر الوهن والضعف عن أعين المشفقين لينهمر الدمع مضمدا كل حزن أو جرح.تتنفس روحهم صبحا ...يصاحبه صوت حنون دافئ أن "الله أكبر" من جناح بعوضتكم ...و"أن الفلاح "زاد يحرر الأرواح المعذبة يعدها بجنة الخلد ...حيث المسافات هناك تتجاوز كل أفق او بعد.يتنبه الجسد الساكن لعودة الروح المحلقة بعد نداء "بأن حي على الفلاح"و"أن الصلاة خير من النوم"...لتتنبه الذاكرة من سنة الغفوة ...وينبض القلب -بعد غفلة النوم-عن إرادة في حب الإله طوعا...إنه الصبح..لا تزال بعض ظلمة الليل تستر قلوبهم الطاهرة في خلوة تسمو بالروح ...في لحظة تجرد من كل ما يخدش ملائكيتها ...تنضح ثوب بياضها لتزال كل شائبة علقت به من أدران الحياة.غريب أن الليل رغم سواده يزيد من نصاعة بياض الأرواح...تقبل عندها جباههم ترابا...تستنشق الروح طهره ...ليطبع على كليهما حروف كتبت بنسيم الصبح...."متحرر من عبادة غير الإله"..